الشارع المغاربي – قسم الرياضة: استعاد فريق هلال الشابة أخيرا مقعده في بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بعد جولة مكوكية من المرافعات والنزالات القانونية أفضت في الأخير الى استعادة الهلال حقّه المسلوب.

على الصعيد الرياضي يمكن القول إن هلال الشابة كسب نزاعه القانوني وعاد الى مكانه الطبيعي ضمن نخبة القوم ولكن على المستوى المادي فقد خسر الفريق الكثير بما أن موسمه الأبيض أثقل كاهل الجمعية بالنفقات الاضافية كما أنّ مصاريف التقاضي لدى محكمة التحكيم الرياضي الدولية كلّفت الجمعية ميزانية إضافية كان يمكن رصدها لتقوية الفريق ولتدعيمه ببعض الأسماء القادرة على الدفع به بعيدا في سباق الرابطة الأولى.

في هذا السياق ومثلما أعلن عنه رئيس النادي توفيق المكشّر في أكثر من مناسبة سيفتح النادي رسميا صفحة التعويضات وسيمضي قدما في حربه القانونية والرياضية المتواصلة مع الجامعة التونسية لكرة القدم لأجل جبر الضرر المادي الحاصل عن قرار الجامعة تجميد نشاط الفريق. خطوة بدأت تدخل رسيما حيّز التنفيذ خاصة بعدما أعلن الهلال الرياضي الشابي يوم الثلاثاء الماضي عن وصول مراسلة جديدة من محكمة التحكيم الرياضي “تاس” تحمل في سطورها حيثيات الحكم.

الهلال قال على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك إنه بعد منطوق القرار الذي أنصف الفريق يوم 9 جوان الماضي بإلغاء قرار المكتب الجامعي ليوم 17 أكتوبر 2020 الذي قضى بوضع هلال الشابة في حالة عدم نشاط ،توصّلت إدارة الهلال بنسخة من قرار المحكمة الرياضيّة الدوليّة معلّلا حمّل في أهمّ حيثيّاته المكتب الجامعي مسؤوليّة خرق و عدم احترام أحكام الفصول 25 و 29 من التراتيب العامّة لاتّخاذ قرار بمثل تلك الخطورة ..

وأضاف أن المحكمة الرياضيّة الدّوليّة اعتبرت أنّ “آجال الإيداع التي نصّ عليها المشرّع تخصّ فقط ملفّ الانخراط الذي يجب أن يتضمّن الوثائق التي عدّدها الفصل 25 و التي لا يوجد من ضمنها وصل إبراء الذّمّة quitus وهو ما تم فعلا بما أن الهلال قدم الملف في الآجال القانونية”.”

واعتبرت المحكمة الدولية أنّ هذا الوصل خصّه المشرّع بفصل مستقلّ وهو الفصل 29 الذي ربط المشاركة في المسابقات بالاستظهار بوصل إبراء الذمّة وهو ما يعني أنّه يمكن تقديمه خارج آجال إيداع ملف الانخراط و قبل ضربة بداية المنافسات وبالتّالي كان من غير الوجيه رفض الرابطة قبول المبالغ التّي عرضتها إدارة هلال الشابّة بعد أن قدّمت ملفّ انخراطها مكتملا حسب الفصل 25 في الآجال ..

وختم بالتأكيد على أن صدور هذا القرار محيّثا رفع كلّ لبس و قطع الطّريق أمام كل القراءات و آخرها القراءة التي صدرت عن المكتب الجامعي يوم 8 أوت الماضي وفتح بالتالي المجال فسيحا لإدارة الهلال للقيام بما يلزم من دعاوي “لاسترداد حقوق الفريق كاملة و التعويض عن كافة الخسائر الحاصلة جراء ذلك القرار الباطل”.

رئيس النادي توفيق المكشر قال في تصريح خصّ به “الشارع المغاربي” إنّه لن يتنازل عن حقّ الفريق وسيطالب بجبر كل الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بالجمعية بسبب قرار الجامعة. وشدد على أنه يجهّز حاليا لجنة الدفاع عن الفريق للتوجه مجددا للتاس لمطالبة الجامعة التونسية لكرة القدم بتعويضات قدّرها بـ”50 مليون دينار”. ورغم أن المبلغ يبدو مبالغا فيه جدّا قياسا بحجم الضرر الذي لحق الفريق فإنّ التنصيص على هذا المبلغ دون غيره فيه رسالة ضمنية وتحدّ جديد لرئيس الجامعة وديع الجريء الذي كان دائما يتباهى بميزانية الجامعة التي تفوق 50 مليون دينار يبدو أنّ المكشّر يريد “الاستحواذ” عليها عن طريق القانون رغم أنّ الأمر يبدو شبه مستحيل بما أنه حتى لو حكمت محكمة التحكيم الرياضي لفائدة الهلال بتعويضات مالية فإنّ المبلغ لن يبلغ هذا السقف أبدا.

صدر بأسبوعية “الشارع المغاربي” بتاريخ الثلاثاء 5 أكتوبر 2021