الشارع المغاربي-قسم الرياضة: من المنتظر أن تعقد الهيئة المديرة للنادي الافريقي أو بالأحرى ما تبقّى منها يوم الاثنين القادم ندوة صحفية للاعلان عن توقيع عقد استشهار جديد مع شركة الخطوط الجويّة القطرية في صفقة بلغت قرابة 25 مليون دينار تونسي على أربع سنوات.

عقد الاستشهار الجديد يعتبر الأغلى في تاريخ كرة القدم التونسية وهو أعلى رقم يسجّله فريق تونسي في معاملاته الاستشهارية داخليا وخارجيا ورغم أنّ فريق باب الجديد يعاني من تراجع كبير في أسهمه في بورصة الفرق التونسية والافريقية بحكم أزماته المالية المتكرّرة وابتعاده عن منصات التتويج إلاّ أن المستشهر القطري فضّل التوقيع مع فريق الشعب ربمّا أملا في استغلال قاعدته الجماهيرية الكبيرة في المستقبل.

وعلى ما يبدو لن يكون النادي الافريقي الفريق الوحيد الذي سينتفع من المال القطري الوفير فقد علم “الشارع المغاربي” من مصادر موثوق فيها أنّ النادي الصفاقسي يستعد بدوره لتوقيع عقد استشهار جديد مع مستثمر قطري بمبلغ 20 مليون دينار على امتداد خمس سنوات وهو رقم محترم وكبير جدّا قياسا برقم المعاملات داخليا وقد يكون كفيلا بإخراج فريق عاصمة الجنوب من أزمته المالية الخانقة.

دخول الاخوة القطريين بهذا الشكل المتزامن وبهذا الثقل المادي الكبير في تونس عبر البطولة التونسية يوحي بأنّ الأمر ليس مجرّد استثمار رياضي بحت بل يبدو أنه مرتبط أساسا بعديد المتغيّرات الحاصلة على المستوى السياسي في تونس خاصة أنّ قطر لا تتحرّج من محاولة وضع يدها على مداخل ومخارج البلاد الحيوية تماما مثل الامارات التي تحاول على طريقتها إعادة توزيع الأوراق داخل المربّع التونسي المتحوّل والمتحرّك.

الزيجة التونسية القطرية المرتقبة ليست سابقة أولى في تاريخ بطولات كرة القدم فالمال العربي غزا وتغلغل في كبرى الدوريات العالمية على غرار اسبانيا وفرنسا وانقلترا ويبدو أنه يغيّر من تكتيكاته وبدأ يحوّل بوصلته نحو البطولات العربية التي تحظى بشعبية جماهيرية جارفة والتي قد يكون فيها المال الوفير غطاء شرعيا للقفز الى داخل الدار خاصة إذا كان الشريك من صنف الكبار.