الشارع المغاربي – قيس اليعقوبي: لو تعرّض أيّ فريق آخر لما تعرّض له الافريقي لكان مآله الاندثار

قيس اليعقوبي: لو تعرّض أيّ فريق آخر لما تعرّض له الافريقي لكان مآله الاندثار

قسم الرياضة

11 أكتوبر، 2019

الشارع المغاربي – قسم الرياضة: في خطوة مفاجئة وجريئة قرّر المدرّب التونسي قيس اليعقوبي خوض تجربة تدريبية في الدوري السوري وتحديدا من بوّابة فريق الاتحاد الحلبي كأوّل مدرّب أجنبي يدخل سوريا بعد الحرب.

عن مغامرته الرياضية الجديدة وعن الأوضاع في وسوريا وعديد المحاور الأخرى تحدّث قيس اليعقوبي لـ”الشارع المغاربي” مباشرة من الأراضي السورية.

– بعد رحلة في الملاعب التونسية والقطرية والأردنية يحطّ قيس اليعقوبي الرحال في البطولة السورية من بوّابة الاتحاد الحلبي في تجربة تدريبية وصفها البعض بالغريبة والفريدة في الآن ذاته؟

بالفعل تجربة جديدة… رؤيتي الخاصة هي أن أشتغل دائما خارج تونس نظرا للظروف التي تعيشها الرياضة فيها في ظلّ عدم الاستقرار وعدم وجود مشروع وعقد أهداف واضح وكذلك في ظلّ المشاكل المالية لبعض الفرق لذلك أبحث دائما عن عرض من خارج الوطن وبالفعل تلقيت عرضا من فريق الاتحاد الحلبي السوري وفي البداية كنت متردّدا لأني مثل العديد من التونسيين يرون أن سوريا أرض حرب لكن بحكم عملي بالأردن في الفترة الماضية وبحكم قربها من الأراضي السورية ولي أصدقاء هناك وقد استشرت البعض منهم وأخذت فكرة واضحة عن الأوضاع هناك وقد تلقيت تطمينات بأن الأمور على أحسن حال وبأن الأوضاع مستقرة وبأن فزاعة الحرب قد انتهت بنسبة 99 في المائة وأن ما يروج عن وجود حرب في سوريا الآن هو مجرّد تسويق اعلامي مغلوط وقد تنقلت بالفعل على أرض سوريا وعاينت الأوضاع واقتنعت بالمشروع الرياضي وبالفريق الذي أدرّبه والذي يعتبر من أكبر الفرق السورية إن لم يكن أكبرها. وحتى على مستوى الاستثمار في هذا الفريق فهناك دعم مالي كبير وموارد مالية ضخمة وهذا ما شجّعني على قبول العرض.

– البعض يعتبر قرارك مغامرة على المستويين الشخصي وكذلك الرياضي بالنظر الى الأوضاع التي عاشتها ولا تزال سوريا؟

بالفعل أنا أوّل مدرّب غير سوري يدخل الأراضي السورية منذ أزمة 2011 ومنذ اندلاع الحرب ان صحّ القول… أنا أوّل مدرّب يعمل في سوريا في ظلّ هذه الأوضاع وهذا شرف كبير لي خاصة للتعريف بالمدرسة التونسية التي نجحت في عديد التجارب العربية على غرار البطولات الخليجية والأردنية… الحمد لله المدربون التونسيون يحظون بسمعة لا بأس بها وأتمنى أن يكون النجاح حليفي وأن أفتح الأبواب للكفاءات التونسية في الدوري السوري.

– هناك من يصنّف اختيارك على الدوري السوري دون غيره في هذا الظرف بالذات رغم وجود عديد العروض الأخرى بالاختيار السياسي المقنّع خاصة أن قيس اليعقوبي معروف بتوجهاته وأفكاره السياسية والايديولوجية؟

اختيار سياسي مقنّع؟ لا أشاطرك الرأي وأعتقد أن هذا التوصيف لا يستقيم أو ليس في مكانه… صحيح أن لكلّ إنسان قناعاته ومبادئه وأفكاره التي قد ترتقي في بعض الأحيان الى مرتبة السياسة ولو أني لست من هواة السياسة ولم أمارسها يوما ولا أفكّر أبدا في خوض غمارها ولكن لي قناعاتي وأفكاري في ما يخصّ ما يدور من حولنا في عالمنا العربي وخاصة القضيّة المركزية الأم القضية الأولى وأعني القضية الفلسطينية والتي عاينتها عن قرب خاصة عندما عملت في الأردن وتعرّفت عن قرب على منطقة الشام وكذلك عندما زرت القدس الشريف وما تحمل تلك المدينة من عبق مختلط برائحة الفخر والدم والنضال ومن خطوات الأنبياء والمرسلين… ولكن رغم كلّ هذه القضايا التي تسكنني ليست هناك أيّة علاقة باختياري للتدريب في سوريا… القضايا السياسية في قلبي والبقية مجرّد اختيارات عملية.

– قيس اليعقوبي يعتبر الآن سفير تونس في سوريا فكيف وجدت الأوضاع هناك وما هي نظرة الشعب السوري للتونسيين؟

للأسف بعد 2011 وخلال حكم الترويكا صدر قرار تجميد أو قطع العلاقات بين سوريا وتونس وهذا لم يكن في صالحنا أبدا لأنّ علاقاتنا بسوريا كبيرة جدا وتاريخية وسبق لي زيارتها في 1987 وكانت لنا جالية كبيرة من الطلبة هناك ولنا تواصل ثقافي كبير بيننا وللأسف حصلت القطيعة… اليوم عديد السياسيين يستعملون ورقة العلاقات بين تونس وسوريا كحصان طروادة وبالنسبة لي وقع الترحيب بي بصفة كبيرة ولقيت حفاوة كبيرة جدا… الشعب السوري وبعيدا عن تجاذبات السياسيين يحب تونس كثيرا وسمعتنا ممتازة جدا هنا في سوريا.

– بعيدا عن الخوض في الجوانب السياسية ما هو التحدّي الذي يبحث عنه قيس اليعقوبي من خلال اختياره دوريا يعيش ظروفا استثنائية؟

التحدّي الرياضي الذي أبحث عنه هو إعادة الفريق الى مستواه الطبيعي محليا واقليميا… آخر تتويج للاتحاد الحلبي السوري كان سنة 2010 بحصوله على كأس الاتحاد الآسيوي ما يعادل كأس الكاف في افريقيا… على المستوى المحلّي الفريق غاب لفترة طويلة عن التتويجات وآخر تتويج له بلقب الدوري المحلّي يعود على ما اعتقد الى سنة 2004 وهناك مشروع كبير وطموح حتى يستعيد الفريق مكانته الحقيقية وأتمنى  أن يكون الفريق ان شاء الله متوجا تحت قيادتي مع نهاية الموسم… هدفنا هو  المنافسة ولكن نترقب ان شاء الله تتويجا ولو أن الهدف الأوّل هو إعادة الفريق الى سكّة المنافسة على الدوري… نحن بصدد تغيير عقلية اللاعبين لأن نفسيتهم بعد الحرب صعبة جدا وهذا مفهوم فهناك أكثر من 8 ملايين سوري غير موجودين حاليا بالأراضي السورية… الآن هامش الاختيار تقلّص جدا ونحن نحاول العمل بالمجموعة وبالامكانات الموجودة خاصة أن اللاعب السوري له قيمة فنية محترمة بدليل احتراف عديد اللاعبين في البطولات العربية منذ سنوات وفي الأخير ان شاء الله ربي يوفقنا.

– رغم الإشادة المتواصلة بكفاءة وبإمكانات قيس اليعقوبي فإنّ هذا الاسم بقي دائما معزولا عن الواجهة محليا وهناك من يصفك بالمدرّب غير المحظوظ؟

مدرّب غير محظوظ؟؟؟ نعم ولا… لا أستطيع الحكم أو الاجابة بصفة قاطعة على هذا السؤال لكن ما يقلقني حقا هو وصفي بمدرّب اختصاص تفادي النزول وهذا مجانب للحقيقة وهي ادعاءات يقف خلفها أناس مرضى وحتى بلغة الأرقام فريقان فقط من نزلا الى القيم الثاني تحت إشرافي هما قوافل قفصة الذي دربته انطلاقا من الجولة الثامنة وكان رصيده من النقاط نقطة واحدة وفي آخر الموسم كان رصيدنا 30 نقطة بفارق نقطة واحدة عن سيدي بوزيد وقد قدمنا موسما ممتازا بشهادة الجميع وشرف لي اني دربت هذا الفريق العريق. بالنسبة للملعب القابسي استلمت مقاليده الفنّية خلفا لطارق ثابت وقبل نهاية الموسم بـ4 جولات فقط ولذلك كانت المهمة شبه مستحيلة… قد تسألني لماذا قبلت تحمّل مسؤولية شبه مستحيلة وأجيبك بأني رجل تحدّيات ولا أخاف  من أيّة تجربة ولي الثقة في رب العالمين وفي نفسي… بالنسبة للحظ قد أكون فعلا مدرّبا غير محظوظ ولو أني لست من هواة الذين يعلّقون كل شيء على الحظ. “ان شاء الله ربي يكرمني ونتحصل على تتويجات خاطرني 53 سنة ومازلت في طمبكي” ومازالت لي الرغبة الجامحة في التدريب وفي النجاح وحبّ التطوّر وإن شاء الله يأتي اليوم الذي أًصبح فيه من المدرّبين المتوّجين.

– لا يمكن الحديث مع قيس اليعقوبي دون استحضار اسم النادي الافريقي الذي يحتفل هذه الأيّام بمرور 99 سنة من نشأته ؟

“ما شاء الله… الله مصلّي على النبي” النادي الافريقي على أبواب قرن من الوجود والتواجد… على مرّ تاريخنا تعرّضنا لصعوبات سواء عند مقاومة الاستعمار الفرنسي ثمّ كنا دائما سباقين للتتويجات والألقاب… النادي الافريقي  صرح كروي كبير ولا يحتاج لأيّ تقديم. هو مدرسة تربوية ثقافية بالأساس و”خرّج برشة رجال محامين ودكاترة ومثقفين ومدربين”… هناك فخر يتزايد من سنة الى أخرى رغم أن المسيرة عكسية ورغم ذلك المحبون والشعبية في ازدياد وهذا يدلّ على أنه ناد عروقه ضاربة في التاريخ وأسسه متينة ولو مرّ أيّ ناد آخر من النوادي الموجودة حاليا في البطولة بما مرّ به الافريقي لاندثر ولم يعد له أيّ وجود… الحمد لله هي مجرّد كبوات ونرجو أن يتجاوزها النادي وهو سالما معافى لاعبين ومدربين ومسؤولين وخاصة جماهيره التي تثبت في كلّ مرة أنها مع مبادئ الوفاء والالتزام والانتماء… فعيد ميلاد سعيد للنادي الافريقي وان شاء الله الهيئة تنجح في تجاوز ملفّ الديون وان شاء الله المدرّب لسعد الدريدي يواصل بهذه العقلية ومحاولة حمايتهم وتحييدهم عن الأزمات الخارجية رغم صعوبة المهمّة… وختاما ان شاء الله يستعيد النادي الافريقي عافيته ويستعيد مكانته الطبيعية.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING