الشارع المغاربي – لاول مرة منذ الاستقلال: أرقام مُفزعة عن تصنيف تونس العالمي في الأميّة وفقر التعلم

لاول مرة منذ الاستقلال: أرقام مُفزعة عن تصنيف تونس العالمي في الأميّة وفقر التعلم

قسم الأخبار

11 ديسمبر، 2019

الشارع المغاربي-منى المساكني: وفقا لما ورد في التقرير العالمي الرابع بشأن تعلّم الكبار وتعليمهم الذي أصدرته اليونسكو بداية شهر ديسمبر الحالي، تبلغ نسبة البالغين الذين تزيد أعمارهم على 15 عاماً والذين يشاركون في برامج خاصة بالتعليم والتعلم، أقل من 5 % في ثلث بلدان العالم تقريباً.   وحسب التقرير لا يحظى ذوو الإعاقة وكبار السن واللاجئون والمهاجرون والأقليات والشرائح الاجتماعية المحرومة بالتمثيل الكافي في برامج تعليم الكبار،  ويحرمون من الانتفاع بفرص تعلم الكبار الأساسية .

ويرصد التقرير استنادا الى معهد اليونسكو للتعلّم مدى الحياة مدى تنفيذ الدول الأعضاء في اليونسكو التزاماتها الدولية المتعلقة بتعلم الكبار وتعليمهم، وتظهر فيه بيانات متنوعة تتعلق بنحو 159 بلداً. كما يدعو إلى إحداث تغيير كبير في نهج تعلم الكبار وتعليمهم بالاستناد إلى استثمار كافٍ يضمن فرصة للجميع للاستفادة من برامج تعلم الكبار وتعليمهم وتحقيق المساهمة الكاملة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

اما في تونس، فان الارقام والمؤشرات تعتبر اكثر من مفزعة اذ تصنف تونس في المرتبة التاسعة عربيا و83 عالميا في الامية. وحسب وزارة الشؤون الاجتماعية فإن 45% من النساء الريفيات في تونس هن أميات وقرابة ثلث سكان الوسط الغربي والشمال الغربي أميون و25% من مجموع نساء تونس يجهلن القراءة والكتابة ويعاني 19.1 % (نحو مليوني مواطن تونسي) من الأمية ومن فقر التعلم بمعنى العجز عن قراءة نص وكتابته حتى في صورة ارتياد التعليم الابتدائي من مجموع السكان.

ووصل بذلك لأول مرة في تونس منذ الاستقلال مستوى الامية الى نسبة قياسية بعد أن تواصل تراجعها منذ الستينات من القرن الماضي بما يمثل نكسة في بلد بنى كل مجهوده التنموي والتحديثي وحتى نموذجه الاجتماعي بعد الاستقلال على التعليم.

ويرى العديد من المتخصصين في الشأن الاجتماعي ان تذبذب الإرادة السياسية يحول دون مكافحة الأمية بتونس وأن الخيارات السياسية لم تشهد استقرارا في الرؤية والتطبيق في ظل التركيز على الأمية الأبجدية في تدريس القراءة والكتابة دونما إدراج هدف مكافحة الأمية الرقمية والوظيفية.

كما يجري التأكيد على ان تونس تواصل تنفيذ البرنامج الوطني لتعليم الكبار الذي لا يستقطب سنويا الا 21 ألف منتفع للحد من الأمية لكن يتسرب من مقاعد الدراسة بها سنويا 120 ألف منقطع.

يذكر ان ميزانية البرنامج الوطني لتعليم الكبار لا تتجاوز سنويا 3 ملايين دينار علما انها تراجعت كثيرا في الاعوام الماضية، مما يدعو وزارة الشؤون الاجتماعية الى التوجه باستمرار للمانحين سيما من الاتحاد الاوروبي الذين لا يبدون سخاء كبيرا على هذا الصعيد.

و يبلغ عدد مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية بتونس 950 مركزا و يتولى تقديم الدروس فيها 1200 مدرسا.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING