الشارع المغاربي – لمحاربة التطرف والارهاب: سعيّد يُطالب بمراجعة البرامج في المرحلة الابتدائية

لمحاربة التطرف والارهاب: سعيّد يُطالب بمراجعة البرامج في المرحلة الابتدائية

قسم الأخبار

5 سبتمبر، 2020

الشارع المغاربي-قسم الاخبار: خصص رئيس الجمهورية قيس سعيد خطابه اليوم السبت 5 سبتمبر 2020 بمناسبة موكب الاحتفال بيوم العلم ، لملف الاصلاحات في قطاع التربية والتعلم مطالبا بمراجعة البرامج في المرحلة الابتدائية خاصة معتبرا ان ذلك سيساهم في محاربة التطرف والارهاب مشددا على ضرورة تحسين ظروف رجال ونساء التعليم ولافتا الى هجرة الادمغة .

وقال سعد انه ليس من قبيل الصدفة ان تكون نسب النجاح مرتفعة في جهات وضعيفة في جهات اخرى معتبرا ان “الفقر والبؤس والحرمان والمسافات الطويلة الفاصلة بين المسكن والمؤسسات التعليمية كانت من اسباب هذه النتائج” مذكرا بمقتل تلميذة صغيرة في السنة الماضية وهي تحاول ان تشق الوادي للتوجه الى مدرستها.

وتابع “على من يدعو الى المساواة في مسائل اخرى ان يتذكر المساواة في جوهرها وفي مقاصدها ليفكر في العدل في مجال التعليم.. ان التعليم… حق التعليم حق للجميع على قدم المساواة كالماء والهواء ويجب على المجموعة الوطنية ان توفره دون اي حيف او تمييز …ان الديمقراطية مثلما ورد في كتاب طه حسين “مستقبل الثقافة في مصر”مكلفة بضمان الحرية للافراد  مثلما ضمنت لهم الحياة لان الحرية لا تستقيم مع الجهل ولا تعايش الغفلة والغباء فالدعامة الصحيحة للديمقراطية الصحيحة هي التعليم “.

واضاف” ليس للدولة اي مبرر للتقصير في هذا المجال لان التقصير في هذا المجال تقصير في حقوق الانسان فضلا عن قوانين كلها بما في ذلك الدستور ” وتابع” حين يقوم التعليم في مرحلتيه الابتدائية والاعداية على وجه الخصوص على فكرة الحرية وعلى القيم التي يستبطنها اغلب افراد المجتمع فان ذلك سيكون السد المنيع ضد التطرف والجهل والارهاب ..التصدي الحقيقي لهذه الظاهرة التي تفتك بالمجتمعات هي تعليم يقوم على هذه القيم وما احوجنا لان ندرس المبادئء الاساسية الاولى للفلسفة والحرية والعمل والاخلاق في ذلك الوقت يمكن ان نحصن المجتمع وان نحصن الافراد من اي زيغ أو من اية محاولة للذهاب الى متاهات الجنون ومتاهات المعتوهين الذين يحاولون يائسين ضرب الدولة وضرب قيم المجتمع”.

وقال ” ليس من المغالاة ان تتم المطالبة بمراجعة البرامج في المرحلة الابتدائية لادماج هذه المبادئ الاساسية للتفكير والفلسفة ..فمن الفكر كما يقول صاحب المقدمة ابن خلدون تنشأ العقول .. فيكون الفكر مرجع تحسين  الادراكات يرجع الى ما سبقه من علم وزاد عليه بمعرفة وادراك

واضاف” يجب ان تكون السلطة في خدمة التعليم …ولا يجب ان تكون العلوم وخاصة تلك التي توصف بالانسانية خدمة للسلطة ذاتها وفي ذلك اعداد مبطن لجيل جديد من الناخبين .. هذا للاسف من اكبر الجرائم التي ارتكب في حق هذه البلاد …البرامج التي تم اعتمادها وادت الى الضياع والى كل مظاهر التطرف… ان انظمة التعليم في تونس وفي اوطاننا خاصة في البلاد العربية لا تختبر ذكاءنا بل تختبر ذاكرتنا …نحن في حاجة الى ذاكرتنا ..في حاجة الى ان نعرف تاريخنا معرفة موضوعية بعيدا عن اي توظيف …في حاجة الى تاريخنا ولغتنا العربية ولكن في حاجة ايضا الى بناء مجتمع يقوم على التفكير فكم من بلاد تحول فيها التعليم الى حارس للنظام بات اشد من قوات منظمة ومسلحة “.

واكد انه كان يعتزم  في شهر نوفمبر المنقضي تنظيم ايام دراسية برئاسة الجمهورية تتعلق بالتربية والتعليم وان النية كانت متجهة الى ان يكون محور هذه الايام لا البحث في طرق الاصلاح والمناهج الجديدة والتجارب المقارنة وان   الهدف كان محاولة الاجابة عن سؤال حول سبب فشل كل محاولات اصلاح التعليم مضيفا بالقول” قد تختلف الاجوبة ولكن لا احد يستطيع ان ينكر انه حين دخلته السياسية دخلته كالحشرة التي تنخر الثمار وتفتك بالزهور والورود ..وعادة حينما يطرح مثل هذا  السؤول يتحسر الشيوخ على المؤسسات التعليمية التي تلقوا تعليمهم فيها فيما يتقدم المصلحون أو  اشباه المصلحين  بما يزيد القطاع تهالكا وسقوطا”.

وذكر الرئيس سعيد بانه طالب في فترة صياغة الدستور بانشاء مؤسسة دستورية تكون في شكل مجلس اعلى للتربية والتعليم مشددا على انه قام بدراسات عديدة منذ سنوات حول اصلاح التعليم ونوه بفترة التعليم خلال السبعينات التي قال انها اثرت حتى على مستوى السلوك واللباس ذاكرا وجود عمليات لاستقطاب نوابغ تونس واقناعهم.

وقال ان هناك 450 طبيب اختصاص غادروا تونس السنة المنقضية مبرزا انه في فترة الستينات كان اطباء الاختصاص يدرسون في الخارج ثم يعودون الى تونس وان الهجرة اصبحت اليوم عكسية مضيفا بالقول” يتلقون تعليمهم في تونس ثم بعد ذلك يتوجهون الى دول اخرى .. من يُقرض من ؟ هل هم من يقومون باقراضنا ام اننا نحن من نقرضهم افضل انتاجنا  ؟ ثروتنا الحقيقة هي ثرواتنا البشرية التي لم تنضب “.

وتابع” اوضاع رجال التعليم يجب ان تتطور فلا اصلاح جدي ولا افق ارحب ما لم تتم الاحاطة الكاملة برجال التعليم ونسائه المادية والعلمية والبيداغوجية ففي عدد من الدول افضل الرواتب هي لرجال التعليم بل حتى في رياض الاطفال “.

 


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING