الشارع المغاربي: يعتبر مجدي الخليفي نائب رئيس النادي الافريقي أحد أكثر الأسماء المثيرة للجدل في محيط النادي وذلك لاعتبارات عديدة منها ارتباطه الوثيق بكلّ الهيئات التي مرّت على رأس النادي منذ الثورة وثانيا لطبيعة علاقته الاستثنائية والفريدة من نوعها مع شقّ واسع من جماهير الأحمر والابيض التي تحمّله بعمد أو دونه مسؤولية الفشل المتواصل في عديد الملفّات والصفقات والنزاعات القانونية. عن الدعوات المتكرّرة لتقديم استقالته وعن تقييمه لعمل الهيئة المديرة الحالية برئاسة عبد السلام اليونسي وعن حقيقة ما يروج حول علاقته بعديد الصفقات المشبوهة التي أبرمها النادي منذ الصائفة الماضية وعديد المحاور الأخرى تحدّث مجدي الخليفي في حوار مطوّل لـ”الشارع المغاربي”.
الى أين وصلت الأوضاع في النادي الافريقي؟
الحمد لله الأمور تسير نحو الأفضل… بدأت الأجواء تهدأ تدريجيا مع تحسّن الوضعية المالية وان شاء الله القادم يكون أفضل.
هدوء الأجواء حول محيط الفريق أو حول مجدي الخليفي؟
حول الاثنين معا… النتائج التي يحقّقها الفريق ساهمت في تهدئة خواطر الجماهير… وبالنسبة لمجدي الخليفي يبدو أنّ الضجيج قلّ حولي…
وما سبب هذا التغيير الحاصل بعد أن كنت في مواجهة مباشرة مع الجماهير التي وضعتك على رأس قائمة المطالبين بالاستقالة؟
أعتقد أن تصريحاتي الأخيرة رفعت بعض الالتباس الحاصل في أذهان عدد كبير من الجماهير… كانت هناك العديد من الروايات المغلوطة التي تروج حولي ويبدو من خلال التوضيحات التي قدمتها أن البعض بدأ يفهم حقيقة ما يحصل وحقيقة ما يقال عنّي. في العادة تعوّدت التزام الصمت لكن أمام تصاعد الحملات الموجّهة ضدّ شخصي قررت الخروج الى العلن ومصارحة الجماهير والكلام الذي قلته دفع المحرّضين عليّ الى التواري والاختفاء على الأقلّ في الوقت الراهن.
تعتقد أن هناك أياد خفيّة تقوم بتحريض جمهور الافريقي عليك؟
بطبيعة الحال… هذا مورد رزقهم…
وما الغرض من ذلك؟
هناك من يعلّقون فشلهم على شمّاعة مجدي الخليفي لذلك يحاولون الاختفاء وراء اسمي… وهناك من يعتبرون أن مجدي الخليفي هو الذي يحول دون سقوط الهيئة الحالية لذلك يحاولن ضربي ودفعي للاستقالة على أمل أن تسقط الهيئة الحالية. يوجد كذلك من هو مستاء من صمت مجدي الخليفي وعدم نشره غسيل النادي… هناك تقاطع مصالح ولكن لكلّ طرف خلفيته ومصلحته.
الحملات الموجّهة ضدّ مجدي الخليفي من داخل الهيئة أو من خارجها؟
من الداخل ومن الخارج…
جماعة الخارج دوافعهم معلومة ولكن ما فائدة ضربك من داخل الهيئة ؟
لأنّ هناك من في الهيئة الحالية يبحث عن مسح أخطائه وعيوبه في اسم مجدي الخليفي… بعض الأسماء لا تقوى على تحمّل الضغط الموجود داخل النادي الافريقي لذلك هي تتخفّى وراء مجدي الخليفي.
ولكن هناك من يحملّك مباشرة مسؤولية الفشل خاصة أنك مررت بعديد الهيئات السابقة وعلى رأسها هيئة سليم الرياحي التي يحمّلها البعض مسؤولية الوضعية الكارثية التي بلغها النادي؟
أنا عملت مع هيئة سليم الرياحي واختلفت معه في عديد النقاط وغادرت الهيئة في فترة ما…ثمّ عدت دون ضجيج… ومع الرياحي هناك أناس اشتغلوا بكل جهد وكانوا سببا مباشرا في موسم التتويجات والجماهير تحتفظ لهم بذلك… وأنا كنت موجودا وقتها ولكن البعض لا يستحضر اسم مجدي الخليفي إلّا عند الأزمات لأنّه عندما يختفي الجميع كنت أنا من يتحمّل المسؤولية. للأسف الذين هربوا وقت الأزمات أصبحوا أبطالا ومن تحمّل الضغط والمسؤولية يحاول البعض الصاق الفشل به وهذا من المضحكات المبكيات في النادي الافريقي. في النهاية لا أندم على شيء قمت به ثمّ أني لا أنتظر شيئا من وراء دخولي للنادي. لا أنتظر لا جزاء ولا شكورا. أنا لا أوظف اسم النادي الافريقي ولا أستخدمه لخدمة مصالحي الشخصية لذلك لست كالمتاجرين بالقضيّة ولا يهمّني كثيرا ما يحاول البعض ترويجه ضدّي.
هناك من يعتبرك الرجل الأقوى في النادي الافريقي في الفترة الأخيرة؟
الهيئة الحالية لها رئيس ومجدي الخليفي هو نائب رئيس ويكفيني أن أٌقوم بالأدوار الموكولة لي… ونحن نعمل في إطار هيئة متكاملة ومتجانسة. قد أحاول في بعض الاوقات الاجتهاد في ملفات خارجة عن مهامي وللأسف أحيانا “نجي نعاون نحصل” لأنّ أصحاب المسؤولية يهربون وأصبح أنا في وجه المدفع…
السؤال الأهم الذي يشغل الجميع هو لماذا نجد اسم مجدي الخليفي وراء كلّ صفقة فاشلة أو نزاع قانوني غير موفّق؟
أوّلا بالنسبة للصفقات في النادي الافريقي لم أبرم أيّة صفقة في النادي منذ دخولي المركب ولا علاقة لي بالصفقات… ثانيا بالنسبة للملفات القانونية مجدي الخليفي كان كاتب عام ومسؤولياته تقتصر فقط على التسيير والتصرّف اليومي في كل الفروع والنزاعات وذلك من مشمولات اللجنة القانونية وأنا استغرب لماذا يتجاهل البعض الحديث عن هذه اللجنة…
أين هي اللجنة القانونية من كل ما يحدث الآن؟
الذين يتهمون مجدي الخليفي يعرفون من هو رئيس اللجنة القانونية الأولى والثانية… وأعود لموضوع العقود عندما كنت كاتبا عاما كنت أَضع دائما توقيعي والعقود التي لم تحمل تواقيعي لا علاقة لي بها ولم أطّلع عليها مطلقا. وهل توجد عقود لا تحمل توقيع الكاتب العام؟ موجود وأكثر ممّا تتوقّع… هناك العديد من العقود التي صاغها محامون وهناك عقود أبرمها وكلاء أعمال لاعبين و “من غادي لغادي” وهنا أيّ ذنب لمجدي الخليفي؟
مجدي الخليفي طرف في الانقسامات والخلافات الموجودة داخل الهيئة المديرة الحالية؟
انقسامات؟؟؟ ثمّ أيّة خلافات؟
استقالات بالجملة وتجميد نشاط فوزي الصغير وتراشق بالتهم ورئيس فرع الكرة القدم حمزة الوسلاتي غائب عن النادي منذ أكثر من ثلاثة أشهر تقريبا… هل هذا وضع عادي؟
بالنسبة لي لا توجد أيّة خلافات مع أيّ عضو في الهيئة المديرة وأيّ عضو له إشكال مع مجدي الخليفي فليتفضّل… بالنسبة لفوزي الصغير هو اختار الاستقالة أما حمزة الوسلاتي فاختار الانسحاب تقريبا منذ شهر فيفري 2018 ويرفض الجلوس مع أعضاء الهيئة المديرة…
هناك من يقرّ بوجود خلاف شخصي بينكما وبأنّه يرفض الجلوس الى الهيئة بسببك؟
الفشل لا يتحمله مجدي الخليفي والخليفي ليس رئيس فرع كرة القدم في الموسم الماضي وليس هو الذي يسيّر الفريق؟ حشر اسمي في هذا الفشل هي مغالطة يمكن تسويقها للجمهور ولكن لا تستطيع تمريرها في اجتماع الهيئة… قبل أن ترمي باللوم على الناس أنظر الى نفسك في المرآة… ثمّ لماذا لا ينسب البعض نجاح فرع كرة القدم في الموسم الحالي لشخصي لأنّ الجميع يعرف أن أهمّ القرارات التي اتخذت في الموسم الحالي كانت بطلب وبتحدّ شخصي مني… عديد القرارات التي اتخذتها هوجمت بسببها في الصحف واليوم اختفت هذه الأًصوات.
ما هي هذه القرارات؟
المدرّب… التعاقد مع لسعد الدريدي… ما الذي تغيّر في النادي الافريقي مقارنة بالموسم الماضي؟ لنا نفس اللاعبين والمسؤولين والمرافقين فما الذي تغيّر؟ إنّه المدرّب… الموسم الماضي تعاملنا مع ثلاثة مدرّبين واليوم لنا مدرّب يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين ومع الأزمات على عكس المدرّبين السابقين الذين لا يفقهون شيئا. لماذا لا ينسبون نجاح هذا الاختيار الى مجدي الخليفي إذا سلّمنا جدلا اني المسؤول عن فرع كرة القدم… ثمّ يجب ان يعرف الجمهور أنّنا سعينا منذ الموسم الفارط للتعاقد مع لسعد الدريدي ايمانا منا بكفاءاته وقدرته على انقاذ الفريق ولكن هناك من أفشل الصفقة والصائفة الماضية حاربت من أجل موقفي وتمسكت بالتعاقد مع مدرّب تونسي والاختيار كان على الدريدي الذي لم أكن أعرفه عن قرب على المستوى الشخصي… بعض الأطراف حاولت ربط اسم لسعد الدريدي باسمي حتى يهاجمونني في ما بعد لانهم توقّعوا الفشل واعتقدوا أن الاختيار كان نابعا من محاباة لكنهم لسوء حظهم اختفوا اليوم لأنّ لسعد الدريدي أكّد أنه مدرّب من طينة الكبار وأنه كان أفضل خيار للنادي الافريقي.
نجاح فريق كرة القدم قد يشكّل ضغطا مضاعفا على الهيئة الحالية التي باتت مطالبة بتوفير دعم أكبر ماديا ومعنويا للفريق خاصة أن سقف الأمنيات بالنسبة للجماهير عاد للارتفاع؟
نحن مقبلون على عام المائوية… الهيئة الحالية ستبقى للمائوية؟ ان شاء الله… دخلنا النادي الافريقي ونحن مدانون بـ34 مليارا ونجحنا في تسوية ملفات بـ17 مليارا… ونبحث عن تسوية بقيّة الديون أو على الاقل نصفها قبل انطلاق الموسم الجديد الذي نعتقد أنه سيقطع مع مرحلة الخطر… وأعتقد أن الهيئة توفقّت الى حدّ الآن وكسبت الرهان…
لكن هناك دعوات متكرّرة لاستقالة الهيئة الحالية؟
نحن نقوم بواجبنا ونعمل على أساس أنّنا باقون وهذا لمصلحة النادي الافريقي… لكن الجماهير تريد استقالكتم؟ ليس كل الجمهور حتى تكون الصورة واضحة… ثمّ المشكل في النادي الافريقي أن كل هيئة تكون على رأس النادي يخلقون لها هيئة موزاية ويدفعونها للمغادرة والخروج من الباب الصغير وهذا لا يليق بالنادي. للأسف عندما بدأنا نستعيد ثباتنا على مستوى كل الفروع عاد الجماعة للتشويش علينا. في النادي الافريقي الهيئة المديرة تتحمّل فقط مسؤولية الفشل أمّا النجاح فله عناوين أخرى… على سبيل المثال ريغا مسؤولية الهيئة الفاشلة والدريدي مسؤولية الطبيعة الخلاّبة…
كلّ الهيئات التي جاءت بعد الثورة خرجت مطرودة… ألا تخشون تكرار هذا السيناريو حاليا؟
كلّ شيء وارد… نحن في النادي الافريقي لا نريد سياسة البناء بل نجيد فقط سياسة الهدم… الهيئة الحالية فتحت الباب أمام كل أبناء الافريقي للعمل معها ولكنهم امتنعوا لأن غاياتهم ليست مصلحة الافريقي.
هناك من يتساءل عن دور الهيئة المديرة في الوقت الراهن… فالجمهور هو الذي يتحمّل المسؤولية والجامعة هي التي تسهر على تسوية النزاعات فأين أنتم من كلّ هذا ؟
مداخيل الجماهير ذهبت جميعها لحساب نزاعات النادي والافريقي ليست له نفقات الديون فقط فلنا مصاريف كبيرة لمجابهة السير اليومي للنادي… من الصائفة الماضية الى اليوم من الذي ينفق على النادي وعلى الفروع والمدربين والجرايات والتنقّلات والحجوزات؟
هناك من يؤكّد أنّ الإنفاق متأتّ من مداخيل النادي المتأتية من عقود الاستشهار والجماهير والنقل التلفزي؟
الافريقي قادرة أن تنفق على نفسها ولكن ليس في الوقت الراهن وهذا هو هدفنا…
أنتم كذلك كهيئة مديرة مطالبون بعدم إثقال كاهل الجمعية بالديون بعدم إبرام صفقات مشبوهة على غرار ما حدث مع اللاعبين الكاميرونيين؟
“أنا خاطيني…” لا علاقة لي بالصفقات المشبوهة… منحت الجماعة مكتبي لإبرام العقود فقط… “سلّفتهم البيرو متاعي ياخي جات في راسي”… المهم ألّا يتكرّر هذا الأمر مستقبلا.
هل تقدر الهيئة الحالية على كسب تحدّي المائوية؟
نحن لها… وبرنامج المائوية جاهز… سيكون حدثا استثنائيا وبمواعيد تاريخية… ستكون هناك مباريات من الوزن الثقيل على المستوى الأوروبي وكذلك العربي مع منافسين من الصفّ الأوّل… سيكون للاحتفالات بعد جغرافي وتاريخي… أرفض حاليا الكشف عن العناوين الرئيسية وعندما يحين الوقت المناسب سنكشف عن ذلك. ختاما…
مجدي الخليفي لن يستقيل من منصبه في الهيئة المديرة للنادي الافريقي مهما كانت الأسباب؟
لا… بالنسبة لي أنا لا أكتب استقالات ولا أستقيل… النادي الافريقي هو عائلتي و”داري” ولا أحد يستقيل من داره… ما يربطني بالنادي الافريقي ليس المناصب أو المواقع… عندما أشعر في يوم من الأيّام بأنّي قصّرت في أمر ما سأغادر وحدي دون أن أنتظر نصائح من أحد…ولا أحد يمكنه إجباري على نشر غسيل النادي.
نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” بتاريخ الثلاثاء 17 ديسمبر 2019