الشارع المغاربي – الطبّوبي بعد العباسي : مؤشرات عن سيناريو 2014 جديد

الطبّوبي بعد العباسي : مؤشرات عن سيناريو 2014 جديد

19 مارس، 2018

الشارع المغاربي-السيدة سالمية: تحوّل مقرّ الاتحاد العام التونسي للشغل الى وجهة أبرز الفاعلين في الشأن السياسي . ويقود أمينه العام نور الدين الطبوبي منذ نهاية الاسبوع المنقضي سلسلة من المشاورات انطلقت بعد انعقاد اجتماع ما تبقى من الموقعين على وثقة قرطاج بالقصر الرئاسي قرطاج الثلاثاء الماضي 13 مارس.

ويُذكّر حراك الطبوبي ، بحراك سلفه حسين العباسي ابان الازمة السياسية التي دخلت فيها البلاد عقب اغتيال الشهيد محمد البراهمي ، وتحولت فيما بعد الى ما بات يعرف بحوار الرباعي الراعي الذي جمع  4 منظمات هي منظمتي الأعراف والشغالين وعمادة المحامين ورابطة الدفاع عن حقوق الانسان.

ويُوحي هذا الحراك بامكانية وجود توجه نحو تحويل وجهة الحوار الجاري حول مصير حكومة يوسف الشاهد من قصر قرطاج الى ساحة محمد علي، على ضوء الانتقادات الموجهة للمشاركين في الحوار والممثلين في ” لجنة قرطاج” المكلفة بتحديد اولويات المرحلة القادمة.

وعلاوة على الانسحابات المُسجلة في قائمة الموقعين على وثيقة قرطاج (4 احزاب) ، فان المجموعة المشاركة اليوم في جولة جديدة من مشاورات تحتضنها الرئاسة لا تضم منظمات واحزابا يُعتبر ان لها ثقلها السياسي والشعبي على غرار عمادة المحامين مثلا.

وجاء تصريح الباجي قائد السبسي في اول اجتماعات ” لجنة قرطاج” وتاكيده على حياد مؤسسة رئاسة الجمهورية ، بمثابة رسالة غير مباشرة للمتخوفين من امكانية وقوف القصر الى جانب رئيس الحكومة في مواجهة دعوات اقرار تغيير حكومي شامل.

وكان قائد السبسي هو من اختار يوسف الشاهد لرئاسة الحكومة خلفا للحبيب الصيد ويُقدم الى اليوم ، رغم النفي الرسمي ، بكونه من اقارب رئيس الجمهورية .

وان شهدت العلاقات بين الطرفين ( قائد السبسي والشاهد) توترا يتداول ان طموحات رئيس الحكومة وراء تغذيته ، فإن موقف “الباجي” من “يوسف” في أزمته الحالية لايزال غير واضح سواء بدعمه او بالتخلي عنه .

وبالعودة الى تصريح قائد السبسي وحضوره الخاطف في اجتماع اللجنة ، فقد يكون جاء لطمأنة ايضا المشاركين في الاجتماعات والمتخلفين عنها.

الى ذلك يُعدّ التقارب الحاصل في المواقف بين منظمتي الأعراف والشغالين ، الذي جاء بعد فترة جمود وحتى صراع خفي وتراشق بالتهم ، مؤشر اخر على امكانية اعادة سيناريو ” حوار 2014″ اي حوار تقوده المنظمات وتشارك فيه الاحزاب ويفضي الى حكومة كفاءات مثلما يطالب اليوم اتحادا الشغل والاعراف .

يُذكر أنه بعد الاجتماع الأخير لما تبقى من الموقّعين على وثيقة قرطاج أجرى الطبوبي سلسلة من اللقاءات شملت كلاّ من حركة النهضة وحركة الشعب والتيار الديمقراطي والكتلة الوطنية والجبهة الشعبية وحركة مشروع تونس.

 

 


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING