الشارع المغاربي – الزرقوني: تونس باتت غير قابلة للحكم..قيس سعيّد روباسبيار.. والنهضة صانعة الرؤساء

الزرقوني: تونس باتت غير قابلة للحكم..قيس سعيّد روباسبيار.. والنهضة صانعة الرؤساء

16 مايو، 2019

الشارع المغاربي-ترجمة الحبيب القيزاني : اعتبر حسن الزرقوني رئيس مدير عام شركة “سيغما كونساي” المختصة في سبر الآراء انه مع حلول عيد الفطر سيكون 50 % من التونسيين قد حدّدوا اختياراتهم الانتخابية سواء بالنسبة للاستحقاق التشريعي أو الاستحقاق الرئاسي مشيرا إلى أن “اللمّات العائلية” ستكون مناسبة ليتحدّث التونسيون في ما بينهم بخصوص اختياراتهم الانتخابية.

وأضاف الزرقوني في حوار أجرته معه مجلّة “لوبوان” الفرنسية أن 10 في المئة من التونسيين سيقررون لمن يصوّتون يوم الاقتراع وأن 40 % منهم سيحدّدون ذلك خلال الأسابيع التي تسبق موعد الانتخابات.

وعن سبب تنكّر الرأي العام التونسي للسياسيين الذين سبق له أن زكّاهم ومنحهم ثقته قال الزرقوني: “سنة 2011 اثر قيام الثورة كانت هناك مواجهة بين دعاة القطع مع الماضي من جهة وأنصار الاستمرارية مع النظام السابق . وآلت الكلمة الاخيرة الى دعاة القطيعة بزعامة حركة النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية وحكموا البلاد 3 سنوات دون ان تتحسّن الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية بل تدهور الوضع الأمني وأطلّ الإرهاب برأسه وشهدت تونس ظاهرة غير مسبوقة بتسجيل اغتيالين سياسيين… وفي 2014 تحوّل الإرهاب إلى مواجهة بين الإسلام السياسي والدولة المدنية لينتهي الأمر بعد الانتخابات بتحالف بين أكبر حزبين ومن يومها انتظر الجميع ما إذا كان سيتمّ الايفاء بالوعود التي قدمها الحزبان خلال الحملات الانتخابية واذا ما كان التوافق على الطريقة التونسية – تحالف الاسلام السياسي مع أعدائه- سيؤدّي الى نتائج ايجابية”.

وتابع الزرقوني: “جاء الردّ سنة 2018 بمناسبة الانتخابات البلدية التي ذهب ثلث الاصوات خلالها الى المستقلين بما مثّل اشارة قوية للاحزاب التي تجاهلته مع ذلك… لذلك سندخل غمار انتخابات 2019 بشعور قوي من الريبة ازاء الاحزاب بل ان العديد من الناخبين عازمون على معاقبتها”.

أمّا كيف يتمظهر غضب التونسيين على الاحزاب في نتائج سبر الاراء فقد قال الزرقوني: “يظهر في نتائج سبر الاراء ميل وانجذاب نحو معارضة المنظومة القائمة او المروق عليها ويتغذّى هذا الشعور بما يحدث في اوكرانيا والبرازيل والولايات المتحدة والبريكسيت ونحن هنا أمام 4 توجهات ثلاثة منها ناشطة والرابع سلبيّ باعتبار انه ينادي بعدم التصويت… وخلال الانتخابات البلدية الماضية لم يشارك سوى 20 % من الناخبين بما ولّد حنينا الى الماضي ناتجا عن شعور بعجز الدولة وعبّر جانب من التونسيين عن حاجتهم إلى الأمن بل والى فرض قوانين شبه عسكرية مثلما هو الشأن مع عبير موسي والحزب الدستوري الحر الذي تجسّده والتي تلعب على وتر ” لقد كان الوضع أفضل قبل الثورة” مدعومة في ذلك من قوى النظام السابق”.

وأضاف الزرقوني: “أدى عجز الدولة عن القيام بمهماتها في التنمية الى ظهور بلد مواز أين يتبادل التونسيون اقتراض المال دون المرور بالبنوك ويرسلون أطفالهم إلى المدارس الموازية قرآنية كانت أو غيرها ويشترون أدويتهم من مؤسسات طبية موازية بعيدا عن الصيدليات وغير ذلك ويجسّد هذه الشعبوية صاحب قناة “نسمة” نبيل القروي الذي حصل على نسبة 22 % من نوايا التصويت بالنسبة للدور الأول من الانتخابات الرئاسية… أما النزعة الثالثة فتمثلها صرامة قانونية يجسّدها قيس سعيّد الذي يرى ان منظومة الحكم الحالية شبيهة بمجمع شركات يضمّ أحزاب الائتلاف والمعارضة وان كل المشاريع الدستورية الهامة معطّلة بسبب هذه المنظومة والدليل ان ارساء المحكمة الدستورية معطل منذ 5 سنوات… وأنا أرى قيس سعيّد روباسبيار تونسي والرجل يأتي على رأس قائمة نوايا التصويت بأكثر من 22 % ” .

واعترف الزرقوني بأن نتائج سبر الاراء الاخير الذي نظمته شركته أثارت غضب رئيس الجمهورية والنهضة اللذين قال انهما شهّرا به وبشركته مؤكّدا ان ارقام سبر الاراء الذي انجزته سيغما كونساي تثبت نهاية ثنائية الاحزاب وان النتائج أظهرت حصول 5 أحزاب على نسب تصويت تتراوح بين 10 و20 % وأن معنى ذلك ان تونس باتت غير قابلة للحكم بالنظر الى البغض الساكن بين الاحزاب بما يعني تعرض منظومة الحكم الحالية الى رجة عنيفة.

وقال الزرقوني إن هاجس التونسي الرئيسي هو غلاء المعيشة وأن الرؤى البعيدة المدى لم تعد تهمّه وأن ما يهمّه هو ان يجد غلالا وخضرا بأسعار معقولة مشيرا الى ان تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي بلغ حدّا ينتفي معه أي خطاب مهما كان منمّقا.

وأكّد ان التونسيين لم يعودوا أمام غواية “قلب الطاولة” وانما أمام قرار بمعاقبة الذين يقودون البلاد منذ 2011.

وعن رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي لم يعلن بعد عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية من عدمه ، اعتبر الزرقوني انه” يبدو الى حد الان نظيف اليد وكله اصرار “، مضيفا” تلقى الشاهد ضربات عديدة طالته تباعا من اتحاد الشغل ورئاسة الجمهورية والنهضة وحتى من حزبه نداء تونس بما أنتج الكثير من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي المدعومة ماليا والتي تعمل على شيطنته الى جانب الظروف وخاصة حادثة مقتل 15 رضيعا بمستشفى الرابطة وحادث مقتل عاملات فلاحيات .. ورغم ذلك يبقى الشاهد رقم واحد في المنظومة ويجسدها في الحرب المعلنة عليها.

ورأى الزرقوني في ختام حديثه لمجلة “لوبوان”  الفرنسية ان النهضة ” تبقى صانعة الرؤساء ” رغم انها لن ترشح أحدا للرئاسية .


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING