الشارع المغاربي – دبلوماسية الدولة أم دبلوماسية النظام؟ /بقلم: عبد الرؤوف الطبيب

دبلوماسية الدولة أم دبلوماسية النظام؟ /بقلم: عبد الرؤوف الطبيب

قسم الأخبار

21 يناير، 2022

الشارع المغاربي: ترزح تونس اليوم تحت وطأة العزلة الدولية الخانقة الناتجة عن الأزمة السياسية التي تمر بها وانتكاسة مسارها الديمقراطي .

ولهذه العزلة تداعيات خطيرة على قوت التونسيين ومعيشتهم اليومية بسبب انعكاساتها المالية الحادة في ظل الرفض الدولي تزكية سلطات الانقلاب وتجميد الدعم المالي والاستثمار الاجنبي ببلادنا مما يوحي بانسداد الأفق وتفاقم الأزمة.

فأي عاقل يدرك ان ما راكمت الانسانية من تجارب سياسية في العالم يجعل من المستحيل الاعتراف الدولي بأي نظام  سياسي مهما كانت شعبيته لا يحترم المبادئ الكونية ولا ينبني على التشاركية والشفافية والمحاسبة. وبناء عليه لا يمكن لتونس التي يرتبط مصيرها الجغراستراتيجي والسياسي والاقتصادي والثقافي بمدى اندماجها في محيطها الاقليمي والدولي منذ قرون اليوم أن تنزلق في مغامرات هلامية تجعلها تواجه مصير كوريا الشمالية او ألبانيا زمن حكم انور خوجة.

هذه العزلة تكشف كذلك بشكل قاطع أوجه القصور العديدة التي تعيشها السياسة الخارجية التونسية التي تفتقد الى الرؤية وتعاني من ضعف الكفاءة وتراجع الأداء ولكن والأهم أنها تحولت الى دبلوماسية نظام بدل ان تكون دبلوماسية دولة.

هذه الدبلوماسية تقوم على شخصنة العمل الدبلوماسي بشكل يجعل كل التحركات والمقابلات  الدولية على تواضعها تدور حول محور واحد ألا وهو تلميع صورة الزعيم وتبييض ممارسات النظام.

هذه الدبلوماسية لا تستند الى أي مشروع وطني يرمي الى الدفاع عن مصالح الدولة العليا بل تروج لشعارات شعبوية فاقدة للمصداقية.

وقد وصلت الانحرافات الخطيرة بالعمل الدبلوماسي الى حد قيام عدد من سفراء تونس بتبرير استهداف المؤسسات الدستورية وتجميد البرلمان ونعته بالفاسد لدى دول الاعتماد وهي اخطاء مهنية جسيمة باعتبار انه  محمول على الدبلوماسي الحياد وانه من غير اللائق التداول في خلافاتنا السياسية الوطنية في الخارج تحت اية ذريعة كانت.

هذه الانحرافات تضرب العقيدة الدبلوماسية في العمق وتؤسس لمبدأ الولاء على حساب الكفاءة وهو ما يفسر عودة التعيينات السياسية وخاصة الأمنية على رأس البعثات الدبلوماسية والقنصلية  لأشخاص لا يمتّون بصلة للعمل الدبلوماسي.

السمة الاخرى لدبلوماسية النظام انها تعتمد البروباغندا السياسية والانجازات الوهمية على حساب مصداقيتها. وليس أبلغ على ذلك من تكذيب الجهات الاجنبية جل البلاغات التي تصدرها رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية حول فحوى اللقاءات مع المسؤولين الأجانب.

يقول أمين الريحاني : “ازرع الصدق والرصانة تحصد الثقة والأمانة “.

نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 18 جانفي 2022


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING