الشارع المغاربي: اعتبر احمد ونيس الديبلوماسي ووزير الخارجية الاسبق اليوم الخميس 24 اوت 2023 ان القرار الذي اتخذته مجموعة “بريكس” بتوسعها لتشمل 6 دول اخرى مهم جدا مؤكدا ان التاريخ سيسجله وانه يمثل انتهاء الفترة الانتقالية التي تتوسط نهاية الحرب الباردة وبناء النظام العالمي الجديد مشيرا من جهة اخرى الى ان تونس لا ترتقي الى صفة المترشح للانضمام الى المجموعة والى انه كان بامكان الجزائر والمغرب الانضمام لو تقدما سويا.
وقال ونيس في مداخلة على اذاعة “اي اف ام” تعليقا على اعلان مجموعة “بريكس” اليوم قبول عضوية 6 دول جديدة:” قرار مهم جدا وسيسجله التاريخ وكأننا مررنا الى مرحلة جديدة بعد مرحلة توسطت نهاية الحرب الباردة وبناء النظام العالمي الجديد واليوم خرجنا من الفترة الانتقالية وبدأت تتأكد اركان النظام الجديد .. هنا تكمن اهمية تاريخ اليوم ومجموعة “بريكس” هي المجموعة الوحيدة التي تبرز كنظير للمجموعة الغربية التي تهيمن اقتصاديا واستراتيجيا وسياسيا على المشهد العالمي ولكن الصين وروسيا سعيتا الى التصدي الى هذه الهيمنة واليوم مجموعة بريكس اكثر من تضاعفت فمن 5 اعضاء اصبحت تضم 11 بلدا بحيث انه اصبح يقرا للمجموعة المقابلة للمنظومة الغربية حساب في المنظومة العالمية”.
واضاف ” وثانيا اظهر القرار ان عزلة روسيا لم تقنع العالم المقابل بمعنى ان المجموعة الغربية التي سعت بجميع الوسائل وخاصة بواسطة العقوبات الى عزل روسيا لم تنجح في جر اركان هامة من القارة الاسيوية والافريقية والامريكية. واقطاب كانت محسوبة على العالم الغربي اعلنت اليوم بكل وضوح انضمامها الى المجموعة والى انها تسعى الى تحرير العالم من الهيمنة الغربية واهم مكسب هو المملكة العربية السعودية التي بدات توضح انها تسعى اليوم بعد الشروع في اصلاحات داخلية الى اصلاحات في اركان الاستراتيجية العالمية. فالتطبيع مع ايران لم يعد اقليميا بل اصبح له وزن عالمي …وثالثا اصبحت ايران من جهة والسعودية والامارات من جهة اخرى تتحكم في مضيق هرمز مما يعني التحكم في مدخل البحر الاحمر وذلك يعني ان حرية العبور للولايات المتحدة واسرائيل لم تعد بنفس السهولة التي كانت عليها …”
وبخصوص عدم انضمام الجزائر والمغرب قال ونيس ” اذا اردنا استخلاص حكمة نقول ان مصر واثيوبيا دخلتا معا ولو كانت العلاقة بين الجزائر والمغرب ايجابية لكان لهما وزن اكبر اقليميا والاكيد انهما كانا سينضمان الى المجموعة ….لكن الحكمة في مجموعة بريكس انها لا تتوسع في مناطق متأزمة وهذا ما دفع بجنوب افريقيا التي كانت قد وعدت الجزائر وسعت مع غيرها الى دعم ترشحها الى ابداء موقف حول الدولة الصحراوية وحقوقها من اجل تضميد الام الجزائر من النكسة وبالنسبة للحضور التونسي فله معان اخرى اما القول ان تونس تسعى لتكون مرشحة فالشروط الموضوعية غير قائمة ولا يجب ان ندعي بان لنا صفة مترشح فنحن لا نرقى الى صفة المترشح وهذا ما نحن واعون به مسبقا وحضور الوفد التونسي كان لان الدولة المضيفة هي جنوب افريقيا وحتى لا تغيب تونس عن حدث افريقي هام كان من الضروري ان تحضر تونس لاسماع صوتها في ما يتعلق بالاوليويات في القارة الافريقية.”
يشار الى ان رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا كان قد اعلن في وقت سابق من اليوم الخميس عن اتخاذ مجموعة بريكس قرارا بدعوة كل من مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا والأرجنتين لتصبح أعضاء في المجموعة. ولم تظهر الجزائر ضمن قائمة الاعضاء الجدد .
واكد رامافوزا إن قادة دول بريكس تبنوا الاعلان الختامي للقمة الخامسة عشرة المنعقدة في جوهانسبورغ.
واشار الى ان العضوية الكاملة لدول بريكس الجديدة ستبدا انطلاقا من 1 جانفي 2024.
من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس إن “رئيس جنوب أفريقيا أظهر مهارات دبلوماسية عند مناقشة قضايا توسع “بريكس”.