الشارع المغاربي: ثمّن أحمد ونيّس وزير الخارجية سابقا اليوم الخميس 16 ديسمبر 2021 زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الى تونس معتبرا أنّها ناجحة وأنّ نتائجها طيّبة مبرزا أنّها مكّنت تونس من “الارتقاء إلى طرح قضايا مصيرية بالنسبة للمنطقة وبالنسبة لتونس والجزائر والعالم العربي”.
وقال ونيس خلال مداخلة له على اذاعة “اكسبراس اف ام” اليوم: “زيارة الرئيس الجزائري الى تونس طيّبة ونتائجها حينيا اخوية وبناءة والمهم في كل هذا هو انها مكنتنا من تجاوز الضيق و”الغصرة” حتى نفتح القضايا الاساسية بالمنطقة ولو انها لم تكن ايجابية الى حدّ فتح العقدة والسبل امامنا لتجاوز “الزنقة” فهذا حصل وتجاوزناها وتمكنا من الارتقاء الى طرح قضايا مصيرية بالنسبة للمنطقة ولتونس والجزائر وللعالم العربي ..نجاح هذه الزيارة يتمثل في انه ليس ظرفيا وانما يرقى الى نقاشات وتأملات في افق الوسط وهذا اهم حصاد نستحسنه من هذه الزيارة”.
واضاف “كُنّا نعيش أزمة مالية خانقة وليست امنية او سياسية والجزائر قامت بالواجب وقدمت ما يمكن تقديمه وهذا يُشرّف الأخوّة وروح التضامن التي تربط بيننا … عندما عاش الشعب الجزائري ازمات وجد الرد في تضامن الشعب التونسي واليوم نحن نعيش ازمة تقدر الجزائر على مساعدتنا فيها وقررت مساعدتنا وهي مشكورة ولا يجوز البخل بالاستحسان وبالشكر الاخوي الصادق ومن حسن حظنا ان الازمة المالية الان حُلحلت ويمكن ان نتجاوزها بفضل الالتفاتة الجزائرية الصادقة وتمكنا من وراء ذلك من طرح قضايا اهم تمسّ الاستراتيجية الابعد لحلّ الازمة”.
وتابع “كون الرئيسان تطرّقا الى مصير المنطقة وراجعا ما يمكن القيام به لتحسين الاوضاع في المغرب الكبير فهذا امر هام جدا وايضا تعرضا الى القضية الفلسطينية والى سوريا وعودة الاخيرة الى الحضن العربي وكذلك الى الحل الليبي وبالساحل الافريقي والعلاقات المستقبلية مع الشمال ..كل هذا يدلّ على جرأة سياسية من القيادات لا فقط على المجال الثنائي الضيق لكن أبعد من ذلك”.
وواصل “بالنسبة للمجال الثنائي فإنّ الجزائر كذلك تعيش ازمة لانها اغلقت الابواب شمالا مع فرنسا وغربا مع المملكة المغربية وهي تحتاج الى سياسة اقليمية اخوية حميمة تربط بينها وبين جيرانها وهذا وجدته في تونس مع كامل الاستحسان وهذا يفيد الازمة الجزائرية. كذلك والمهم اننا تمكنا بسرعة من تجاوز مرحلة الظرف والازمات بيننا وارتقينا الى النظر الى ما ابعد من ذلك وهو اهم بكثير لأنّ الازمات تمر لكنّ السياسة طويلة النفس وتنظر الى ما وراء الافق وهذا ما يحكم على روح المسؤولية وعلى الاخوة الثابتة”.
وقال ونيس “الرئيسان صرّحا بأنّهما اتفقا على كلّ ما طرحا من قضايا …مهما كانت وجهات النظر هما اهتديا الى توافق تحدث عنه الرئيس التونسي أكثر مما تحدث الرئيس الجزائري ..وقال قيس سعيد إنّ أساس الاخوة والمرجعية المغاربية هي الاصل في زرع مستقبل اخوي بعيد المدى يضمد جراج المنطقة وتُتجاوز بفضله العقبات .. ارى ان في هذا مواعيد ايجابية وبناءة اذا قبلنا بالبدء في بناء الوحدة المغاربية وادماج الاسواق ولا نتوقف عند الثنائيات”.
وبخصوص اعراب المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية نيد برايس عن ترحيب بلاده بإعلان قيس سعيّد عن جدول زمني يرسم مسارا للإصلاح السياسي والانتخابات البرلمانية قال ونيس : “هذا تصريح مهم من 3 جوانب: اولا هو ليس بيانا وانما كلام حيّ من الناطق الرسمي الذي يعلق على اهم القضايا الحالية التي تلفت اهتمام الولايات المتحدة الامريكية والعالم وهذا امر هام يدل على حيوية في العلاقات بين تونس والولايات المتحدة الامريكية وهو جاء بعد اسبوع من ندوة الديمقراطية العالمية التي سبق ان قال الرئيس الامريكي بايدن خلالها انه سيتم عقد الندوة دون دعوة تونس …الناطق الرسمي يعبر عن استحسان وترحيب بنقاط اهمها التوقيت الزمني والروزنامة التي تحدد الحالة الاستثنائية في تونس وثانيا انتخاب هيئة تتزامن مع السلطة التنفيذية لان الاخيرة تفردت بالحكم منذ جويلية وبعد عام ونصف سينتهي حكم السلطة المتفردة في تونس”.
يُشار الى أنّه تمّ مساء يوم أمس بقصر قرطاج باشراف الرئيسين سعيّد وتبّون التوقيع على 27 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين تونس والجزائر شملت مجالات العدل والمؤسسات العمومية والداخلية والتعاون اللامركزي والاتصال والإعلام والصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة والبيئة والتجارة الخارجية والثقافة والشؤون الدينية والطاقة والتكوين المهني والصيد البحري والتشغيل والمرأة والطفولة والمسنين والشباب والرياضة والتربية والصحة.
وأكّد الطرفان على تعزيز الإطار القانوني المنظم للعلاقات الثنائية.