الشارع المغاربي: دعا الاميرال كمال العكروت مستشار الامن القومي للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي اليوم الاثنين 12 جويلية 2021 رئيس الجمهورية قيس سعيد الى تفعيل الفصل 80 من الدستور بعيدا عن التجاذبات السياسوية وإعلان الحرب على الجائحة ووضع مجلس الأمن القومي في حالة انعقاد وكل أجهزة ومقدرات الدولة تحت تصرّفه في إطار خطّة محكمة ومتكاملة واعلان التعبئة العامة لكل موارد وطاقات البلاد البشرية والمادية.
واكد العكروت في مقدمة رسالة مفتوحة توجه بها الى رئيس الجمهورية ونشرها بصفحته بموقع فايسبوك ان ما كتب في الرسالة “يأتي في اطار اليقين التام بخطورة الوضع في البلاد ورغبة نابعة منه كمواطن في تحمّل مسؤوليته بكل تجرّد وبعيدا عن كل شعبوية وسياسة سياسوية ومطامع شخصية” مشددا على ان الوضع الكارثي لا يمكن أن يتواصل لافتا الى ان حالة البلاد ساءت والى انه لابد من مبادرات انجع لانقاذها مثمنا ما يقوم به المواطن والمجتمع المدني من مبادرات جليلة على الميدان مؤكدا ان “الحرب يجب ان تكون لها قيادة واحدة وموحّدة وان تكون خطاها مدروسة وفعّالة لبلوغ اهدافها.”
وكتب العكروت في رسالته “إن الوطن يتأثر بقادة القرار السياسي فيه والشعب يتأثر بأحوال وطنه تأثيرا كبيرا في مختلف المستويات . أصبحت الدولة منهكة نتيجة سوء التصرف وغياب الرؤية والجرأة ..تماما هذا حال الشعب الذي سئم الحياة والحلم والطموح، جراء تصرفات القيادة السياسية حاكمة كانت أو معارضة…سبق لي في عديد المناسبات التنبيه الى خطورة الوضع الصحي وما يترتب عن ذلك من ضرورة إعداد العدة لإدارة الحرب على هذه الجائحة الخطيرة والمدمرة وتحمّل كل الاطراف مسؤولياتها الدستورية والسياسية والأخلاقية.”
واعتبر ان “القيادة السياسية تَركت “الجيش الأبيض” لوحده في ميدان المعركة… قيادة الحرب التي يُفترض أن تقودها هي تركتها لتتفرّغ لمعارك السلطة والتعيينات والغنيمة والتعويضات المالية والابتزاز وتصفية حساباتها السياسية الخاصة وسط سقوط أخلاقي كبير…. تركت الشعب في مواجهة الموت والمرض والخصاصة والخوف.”
واضاف “سبق لرئيس الجمهورية التصريح بأننا خسرنا المعركة ضد جائحة الكورونا، نعم خسرنا المعركة لأنها لم تُخَضْ باقتدار ومسؤولية لتكون نتيجة ذلك التضحية بأرواح آلاف التونسيين…هذه الحرب غير العادية تديرها وزارة الصحة والبعض من الوزارات بآليات وإجراءات قانونية عادية، وبقيادة سياسية متعدّدة الرّؤوس ومتناثرة وهي حرب تثير في الأذهان خذلان قوم موسى له لمّا قالوا “فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ”قيادات تتخاصم على التسوّل المهين الذي يرفعه “ذُبابها” على “أسنّة الرِماح” كإنجاز وطني يفتخر به. “
وتابع “السيد رئيس الجمهورية الدستور أعطاكم صفة رئيس الدولة بما يترتّب عن ذلك من مسؤوليات جسيمة… إنّ تونس تواجه أخطر حرب في تاريخها المعاصر ولن أضيف جديدا إذا قلت إنّ كلّ الحروب تخوضها قيادة موحّدة تحت إمرة رئيس الدولة وخطّة مُحكمة وتعبئة كلّ إمكانات الوطن بآليات إستثنائية في إطار وحدة وطنية….السيد رئيس الدولة هل هناك خطر داهم يهدّد كيان الوطن وأمن البلاد اكبر من هذا الخطر الوبائي الذي أفنى أرواح آلاف التونسيين ودمّر مقدرات المجموعة الوطنية؟ حرب من اكثر الحروب التي عرفتها تونس فتكًا بالارواح ! “
وخاطب العكروت سعيد قائلا: “لكلّ ذلك ،أدعوكم السيد الرئيس الى: تفعيل الفصل 80 من الدستور (بعيدا عن التجاذبات السياسوية)، وإعلان الحرب على هذه الجائحة بما يتطلب ذلك من مسؤولية وطنية، واعلان مجلس الأمن القومي في حالة انعقاد ووضع كل أجهزة ومقدرات الدولة تحت تصرّفه في إطار خطّة محكمة ومتكاملة، واعلان التعبئة العامة لكل موارد وطاقات البلاد البشرية والمادية ( ومنها دعوة الكفاءات في الداخل والخارج والمتقاعدين من إطارات ومسؤولين سابقين …) وتكييف كل أجهزة الدولة الحكومية وغيرها لمواكبة وتنفيذ الخطّة الوطنية لمواجهة جائحة كورونا،وتثمين دور المجتمع المدني والتونسيين في الداخل والخارج والقطاع الخاص والاعلام للمشاركة في إنجاح الخطة الوطنية المذكورة.”
وختم العكروت رسالته: “إنّ إدارة الحكم والتسيير ليسا تشريفا بل مسؤولية دستورية وسياسية وقانونية واخلاقية تستدعي التقييم والمساءلة. إنّه وبعد تجاوز هذه الظروف المأساوية والصعبة يستدعينا الوضع لاستخلاص الدروس من حُكْمِ هذه المنظومة الفاشلة والعاجزة التي وظّفتها الطبقة السياسية كغنيمة ولتدمير ما تبقّى من مكاسب وطنية… التجربة بيّنت مرّة أخرى أنّه دون لقاء وطني كبير لتغيير موازين القوى لا أمل لنا للخروج من هذا الانحدار والسقوط. “