الشارع المغاربي – الجهيناوي: الجدل حول 500 جرعة من لقاح كورونا سخيف وسعيّد اختار القطيعة مع إرث الديبلوماسية التونسية

الجهيناوي: الجدل حول 500 جرعة من لقاح كورونا سخيف وسعيّد اختار القطيعة مع إرث الديبلوماسية التونسية

قسم الأخبار

3 مارس، 2021

الشارع المغاربي: اعتبر خميس الجهيناوي وزير الخارجية السابق اليوم الاربعاء 3 مارس 2021 ان الجدل القائم حاليا حول تلقي رئاسة الجمهورية 500 جرعة من لقاح كورونا من قبل دولة الامارات “جدل سخيف لتغيير وجهة الراي العام عن النقاش الحقيقي” متسائلا “ما المشكل في ذلك ؟ وهل في ذلك اشكالا؟” مؤكدا ان الجدل الحقيقي يتعلق بكيفية توفير 6 ملايين جرعة للشعب التونسي.

واستنكر الجهيناوي خلال مداخلة له على اذاعة “الديوان اف ام” عدم حصول تونس الى اليوم على تلاقيح ضد فيروس كورونا مذكرا بانها كانت في السنوات الاولى من الاستقلال تقدم المساعدات للدول الافريقية والاسيوية معتبرا عدم حصولها على التلاقيح فضيحة متسائلا “كيف يمكن للبعض ان يقدم نفسه ويقول انه يحكم في تونس؟”.

واعتبر ان تونس تعيش اليوم ازمة غير مسبوقة بفعل ابنائها وان هناك قطيعة منذ سنة 2011 بين الشعب ونخبة سياسية نعتها بالمؤدلجة مؤكدا ان القطيعة تكرست منذ انتخابات 2019 .

واضاف ان هناك ازمة كفاءة واضحة بعد سنة 2011 وانه تم اقصاء الكفاءات التي كانت تعمل في الدولة سواء باعتبارهم من ازلام النظام السابق او من الادارة العميقة مبرزا انه لم يكن للنخبة السياسية التي جاءت بعد 2011 وتصدرت المنابر الاعلامية برامج سياسية ولا رؤية رغم اتقانها فن الخطابة.

وحمّل الجهيناوي النخبة السياسية سواء كانت في الحكم او في المعارضة مسؤولية ما الت اليه الاوضاع في البلاد معتبرا ان تونس تقريبا في حالة عزلة مذكرا بان كل تجارب الانتقال الديمقراطي في العالم لم تنجح دون دعم من الخارج مذكرا بتجارب دول اوروبا الشرقية ودول اسيا.

وشدد على ان تونس تلقت فعلا مساعدات هامة من الاتحاد الاوروبي قال انها لم تخرج عن الاطار العام لسياسة الجوار الاوروبي.

واكد ان الخروج من الازمة الحالية يقتضي قبل كل شيء التشبع بمفهوم الدولة مضيفا ان النخبة الحالية تفتقر للشعور بوازع الدولة وان نسبة كبيرة من السياسيين الان تصنف ضمن الهواة .

وعن الديبلوماسية التونسية اكد الجهيناوي ان اي ديبلوماسية ترتبط ارتباطا وثيقا بالوضع الداخلي للبلاد وانه عندما لا تتوفر حكومة مستقرة تكون لذلك تداعيات على صورة تونس في الخارج مشيرا الى ان البلاد لم تشهد حكومة مستقرة منذ رحيل الباجي قائد السبسي والى ان تونس ظلت تدار بحكومات تصريف اعمال منذ ذلك التاريخ لافتا الى ان حكومة الفخفاخ دامت شهرين لتأتي بعدها حكومة هشام المشيشي والى ان الحكومة الحالية عملت طيلة شهر او اثنين قبل ان تدخل في التحويرات الوزارية لتتحول الى حكومة تصريف اعمال.

وقال ان تغيير وزير الخارجية و وزير المالية ورؤساء الحكومات 4 مرات في ظرف سنة ونصف يعد من قبيل العبث متسائلا ان كانت الطبقة السياسية واعية بذلك.

واعتبر ان رئيس الجمهورية قيس سعيد اختار منذ انتخابات 2019 القطيعة مع كامل الارث الذي تركته الديبلوماسية التونسية مقدما كمثال على ذلك الملف الليبي مضيفا ان سعيد اقتصر على لقاء مع قبائل ليبية قال انه ليس لها تاثير في ليبيا.

واكد ان الديبلوماسية التونسية نجحت في 5 سنوات في وضع تونس بقلب الملف الليبي مضيفا انه كان المفروض ان يكون هناك تواصل في السياسة الخارجية مشددا على انه كان يتعين الا تتغير ثوابت الديبلوماسية بتغيير الرؤساء.

وذكّر بان رئيس الجمهورية هو رئيس الديبلوماسية وبان ذلك يقتضي التعاون مع رئيس الحكومة مبرزا ان السياسة الخارجية في خدمة الحكومة واهدافها وانها تمثل 60 بالمائة من استقرار تونس وتمكنها من حل ازماتها.

واستغرب من تواصل الازمة السياسية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة متسائلا عن الاسباب التي تحول دون عقد لقاء بينهما لحل الاشكال وعما ان كان يجب الاستنجاد بالامم المتحدة للتدخل لحل الازمة مؤكدا انه عايش خلال عمله مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي ازمات اكبر من الازمة الحالية وان التعا مل كان مع ذلك يتم مباشرة مع الرئيس الراحل .

وفي تعليقه على تحركات رئيس البرلمان راشد الغنوشي شدد على ان هناك ديبلوماسية واحدة يمثلها رئيس الجمهورية وعلى ان اي تحرك ديبلوماسي ينبغي ان يكون في خدمة الديبلوماسية الرسمية التي يضبطها رئيس الدولة.

وحذر الجهيناوي من خطورة تدويل الازمة التونسية مؤكدا ان ذلك ان حدث سيكون خطيئة وجريمة مبرزا ان هناك اشكالا في تونس منذ سنة 2011 يتمثل في رؤية البعض امكانية دعم الشرعية من الخارج معتبرا ذلك خطيئة مذكرا بان بعض الدول اضاعت سيادتها بسبب ذلك معربا عن امله في ان يتحلى من يحكمون تونس اليوم بالحكمة والتبصر.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING