الشارع المغاربي-منى المساكني اعلن المكلف بتشكيل الحكومة الياس الفخفاخ مساء اليوم الاربعاء 19 فيفري 2020 عن تركيبة حكومته المعدلة التي كشفت عن وجود بعض التغييرات مقارنة بالتركيبة الرسمية الاولى المعلن عنها يوم السبت وتلك التي قدمها الفخفاخ اليوم ، على مستوى 4 وزارات اهمها تغيير على مستوى وزارة التعليم العالي .
وفي القائمة الرسمية الاولى كان خليل العميري مرشحا للتعليم العالي ، لتشهد القائمة تغييرا على مستوى هذه الوزارة بتعيين سليم شورى الذي كان مقترحا لنفس الحقيبة في حكومة الحبيب الجملي ، والتي لم تتحصل على ثقة البرلمان.
وشملت التغييرات وزارة النقل التي كان على رأسها عماد الحمامي وعوضه زميله في الحركة أنور معروف محافظا على “امتياز وزير دولة” وشهدت وزارة الجماعات المحلية تعيينا جديدا ، هو القيادي لطفي زيتون ، الذي كان حتى ساعتين تقريبا من الاعلان على الحكومة غلى رأس النقل قبل ان يتم تغييره من وزارة الى اخرى .
وشهدت التركيبة تغييرا اخر على مستوى وزارة تكنولوجيا الاتصال بتعيين فاضل كريم على رأسها بعد ان كانت القيادية السابقة بحزب التكتل لبنى الجريبي مرشحة لها ، وغيرت بطلب من النهضة ، والتعيين الجديد كان باقتراح من النهضة التي سبق ان طرحت اسم فاضل كريم في اللحظات الاخيرة من عمر تقديم الترشيحات لاختيار “الشخصية الاقدر” ، كمرشح توافقي لتشكيل الحكومة .
وعرفت التركيبة اصافة وزارة جديدة تحصلت عليها لبنى الجريبي كوزيرة لدى رئيس الحكومة مكلفة بالمشاريع الوطنية الكبرى ، تعيين اعتبر استفزاز للنهضة التي كانت قد اقترحت احد قياداتها لهذه الحقيبة .
وعلم “الشارع المغاربي” ان التغيير على راس وزارة التعليم العالي كان بطلب من حزب التيار الديمقراطي الذي تحفظ على تعيين خليل العميري .
وحتى اللحظات الاخيرة ، حاولت النهضة التوصل لاتفاق لاجراء تغييرات على مستوى وزارات السيادة ، خاصة الداخلية ، وتؤكد مصادر قريبة من المشاورات ان رئيس الجمهورية قيس سعيد تمسك بعدم اجراء أي تغيير على مستوى السيادة .
ولا يعرف ان كان وراء عدم الاعلان اليوم عن مستشاري القصبة انتظار استكمال بقية الاحزاب تقديم مرشحيها ، لا سيما ان مصادر موثوقة بها اكدت لـ”الشارع المغاربي” ان الفخفاخ اكد في اجتماعه الصباحي بالامناء العامين للتيار الديمقراطي وتحيا تونس وحركة الشعب ، انه سيُعين مستشارين اثنين من النهضة في القصبة هما اسامة بن سالم وعماد الحمامي .
وقد يكون عماد الحمامي رفض المنصب ، بعد ان سحبت منه الوزارة واصبح مستشارا بلا حقيبة ، وهو امر قد يكون اثار غضب القيادي بالحركة واحد اعضاء الوفد المفاوض لها في مشاورات تشكيل حكومة الجملي وايضا في مشاورات تشكيل حكومة الفخفاخ.
وفي المحصلة النهضة غير راضية عن تركيبة الحكومة بل وغاضبة، وهذا لا يتناقل فقط في كواليسها بل هو واضح حتى في بيان مكتبها التنفيذي الصادر لحظات فقط قبل الاعلان عن التركيبة المعدلة لحكومة الفخفاخ .
وفي الكواليس ، اتهامات توجهها النهضة لعدة اطراف بالتدخل والتأثير في مجريات المشاورات ، على غرار الثلاثي التيار والشعب وتحيا تونس، الذين تقول النهضة انهم طلبوا من الفخفاخ تقليص وزارة من حصة الحركة ، ان تمت اضافة حقيبة لقيادي سياسي منها ، وهو ما تم بقبول مشاركة زيتون مقابل حذف خليل العميري الذي رفع التيار الفيتو قي وجهه منذ التركيبة الاولى ، في انتظار تبيان موقف عماد الحمامي وموقعه ان كان سيكون في القصبة ام في الجزب.