الشارع المغاربي- منى الدندان حاول رجل الـعمال عبد الرؤوف الخماسي مسك العصا من الوسط في الأزمة المحتدمة بحزب حركة نداء تونس والتي اصبحت تدور رحاها أساسا بين مديره التنفيذي حافظ قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد ، وذلك من خلال تأكيده على دور “حافظ” الهام في الحفاظ على نداء تونس من جهة وتشديده من جهة اخرى على ان للشاهد دورا أيضا في تحسين الأوضاع بالبلاد وفي ” تكريس برامج الاصلاح والتغيير”.
واعتبر الخماسي في تدوينة طويلة نشرها اليوم الاحد 3 جوان 2018 على صفحته الخاصة بموقع “فايسبوك” ان ما قام به حافظ قائد السبسي في النداء “مُهم و يمنحه القدرة على مواصلة الاضطلاع به خاصة اذا جعلته الازمة الحالية يقوم بعملية فرز دقيقة للحلقة المقربة من المحيطين به والذين تحرك بعضهم -للاسف- حسابات واغراض بعيدة كل البعد عن حسابات الحركة و اهدافها” لافتا الى ان دعوته المدير التنفيذي لمراجعة الدوائر المحيطة به تنسحب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد أيضا.
وشدد على ان” توجهات و نوايا عدد من الذين أصبحوا فاعلين في محيط رئيس الحكومة” والذين قال انهم لا يضعون المصلحة العليا لتونس فوق كل اعتبار انعكست سلبيا على جوانب من أداء الحكومة و على صورة يوسف الشاهد نفسه.
ودعا الخماسي حافظ قائد السبسي الى التفرغ لمهمة وصفها بالحيوية والمتمثلة في ” الاعداد لمؤتمر وطني يليق من حيث المضامين والاهداف بالحركة و بموقعها ويؤكد على ان من بين مهامها تجميع العائلة الدستورية ” .
وعن الحراك الذي يقوده عدد من مؤسسي الحزب لاعادة تشكيل المشهد القيادي صلب حركة نداء تونس ، قال الخماسي انه لا يرى “دورا ايجابيا في المستقبل لمن تخلى عن الحركة في ظرف دقيق وحساس ولمن يحاول العودة اليها خدمة لأغراضه الشخصية”
من جهة اخرى ابرز الخماسي انه على حركة النهضة ان تتحلى أكثر بالمسؤولية معتبرا انها أصبحت ” تميل في الغالب الى الحذر والى ان تكون للمعارضة اقرب في حين ان المنطق السليم يفرض اعتبارها شريكا كامل الحقوق والواجبات في الاضطلاع بأعباء الحكم وفي تجنب الانخراط في الشؤون الداخلية للشريك الاخر” في اشارة الى تدخلها في شأن نداء تونس .
يذكر ان مشاورات التحوير الوزاري الذي افرز حكومة الشاهد 2 بيّنن تدخلا وُصف باللافت للخماسي ، بتمكنه بفضل التأثير في مجراها من تعيين مُقربين منه وزراء وكتاب دولة ، وتتناقل في الكواليس أنباء مفادها أنه أصبح من المقربين للشاهد وان علاقته بحافظ قائد السبسي عرفت فتورا بسبب رفضه ما بات يعرف بـ”الوافدين الجدد” والذين أصبحوا بين ليلة وضحاها في الصف الأول لنداء تونس .