الشارع المغاربي: اعتبر الصغير الزكراوي استاذ القانون العام بالجامعة التونسية اليوم الخميس 16 مارس 2023 ان البلاد تتجه نحو كارثة وان المنظومة التي هي بصدد التشكل لا تبشر بخير وذلك في تعليق على انطلاق عمل البرلمان الجديد مؤكدا من جهة اخرى ان قرار حل المجالس البلدية قرار خاطىء.
وقال الزكراو ي في حوار على “الاذاعة الوطنية”: ” البرلمان في ظل منظومة مؤطرة مسبقا بالدستور وهناك سلطة واحدة في البلاد هي سلطة رئيس الجمهورية وهناك وظائف وهذا البرلمان لا سلطة له ولا صلاحيات وهذا لا يوجد الا في تونس واذا استمر الحال على ما هو عليه فان تونس ستكون لا دولة فاشلة فحسب وانما ايضا دولة مارقة عن المنظومة الديمقراطية العالمية”.
واضاف “نعود للاساسيات.. فالرئيس يرى ان النظام التمثيلي في شكله التقليدي انتهى وكذلك الاجسام الوسيطة.. فالاحزاب تقريبا غير موجودة وكذلك الاعلام والاعلام في الرئاسة غير موجود لان الرئيس يعتبر ان علاقته بشعبه مثل علاقته بخالقه مباشرة لا تحتاج الى وسائط وهذا خطأ ..لست متشائما لكنها قراءة واقعية ونبهنا منذ اشهر وقلنا ان ما يقوم به رئيس الجمهورية خارج عن الفصل 80 وانه “يعمل في حاجة من راسو” وليس هذا ما نص عليه الفصل 80 .. ما من عاقل يقبل بما فعل قيس سعيد بنا… نحن رهائن… وانا نبهته سابقا وقلت له نريدك ان تنجح وان تكون ربانا وليس قرصانا والان لا نعرف الى اين يقودنا …25 جويلية مسار كل التونسيين وما يقوم به سعيد خارج الفصل 80 …ما يقوم به بناء فوضوي من المفروض ان يحاسب عليه …”
وتابع “الصورة لم تتضح بعد ولا نعرف ان كان سيكون هناك كتل وهل ستتكون في البرلمان معارضة و لا حجمها وكان من المفروض ان نتعرف على ذلك بمجرد الاعلان عن النتائج …ونظام الاقتراع على الافراد هو الذي ادى الى هذا وافضى في نهاية المطاف الى بداية تلاشي الاحزاب وربما تعود الاحزاب بصورة اخرى …وسوف تتضح الصورة في ما بعد واعتقد انه سيكون اضعف برلمان لانه ليس له مشروعية قوية ولا نعرف مستوى النواب …نحن نتجه نحو كارثة لان المنظومة التي هي بصدد التشكل لا تبشر بخير والنظام القاعدي جُرب في بعض البلدان باشكال مختلفة وفشل..فهل نحن افضل من الدنمارك والسويد والنرويج وسويسرا التي لها الية الاستفتاء اما نحن فنتجه نحو مسار لا يمكن ان يؤدي الا الى الفشل وسنصبح منظومة غير مسبوقة وغير موجودة في العالم …صحيح كانت موجودة في بعض البلدان كنظام اللجان الثورية في عهد القذافي لكنه فشل”.
وعلق الزكراوي من جهة اخرى على قرار حل المجالس البلدية معتبرا انه خاطىء مضيفا ” اعتبر انه بداية تنزيل النظام القاعدي وتفكيك وتقويض دولة الاستقلال على قاعدة … فهو (الرئيس) لا يؤمن باللامركزية التقليدية الناجحة في جميع البلدان وكان الفصل السابع يعتبر من احسن الابواب وكنا ننتظر انقضاء الخمس سنوات للتقييم …الرئيس جاء وشطب كل مكتسبات دولة الاستقلال ….و اللامركزية مسار وهو عوضها بالنظام القاعدي وقلب الهرم وهذا يعد انتكاسة وارتدادا الى الوراء والنظام القاعدي اوهام لانني لا اعتقد ان ذلك يرتقي الى نظرية لمناقشتها …”
