الشارع المغاربي: اعتبر الصغير الزكراوي استاذ القانون العام اليوم الاثنين 9 جانفي 2023 ان اقالة وزيرة التجارة ووالي صفاقس وحتى الحكومة برمتها لن تحل المشكل مضيفا ان ذلك يدل على تآكل المنظومة من الداخل واقرار ضمني بالفشل مشددا على ضرورة تحلي رئيس الجمهورية قيس سعيد بالشجاعة وبروح المسؤولية والوطنية واقراره بالفشل.
وقال الزكراوي في حوار على اذاعة “شمس اف ام” تعليقا على قرار اقالة وزيرة التجارة ووالي صفاقس يوم الجمعة الماضي: ” هذا لن يحل المشكل …ربما يدل على تآكل المنظومة من الداخل واقرار ضمني بالفشل ووزيرة التجارة وزيرة هامة في علاقة بفقدان المواد الاساسية وبغلاء الاسعار وبجملة من المسائل التي تتعلق بالحياة اليومية للتونسيين فهذا لن يحل المشكل وحتى تغيير الحكومة برمتها لن يحل المشكل… هذه مشاكل داخلية تهم منظومة قيس سعيد ومساره بمعنى انه يجب ان تكون له الشجاعة ويتحلى بروح المسؤولية والوطنية ويقر بان مساره- مغامرته الشخصية بعد 25 جويلية انتهت ويقر بالفشل وهذا ليس استنقاصا من شخص ففي السياسة يوجد فشل ونجاح وعندما يفشل الانسان خاصة عندما يدير دولة وليس شركة خاصة لا بد من الاقرار بالفشل والوقوف وقفة تأمل بعد عام ونصف من حالة الاستثناء فهذا لا يجوز لان حالة الاستثناء 6 اشهرعلى اقصى تقدير… يقول ان مساري فشل لان التونسي طالب بالمنجز الاجتماعي بمعنى تحسين حياة الناس اليومية فماذا نلاخظ اليوم؟ ارتفاع جنوني في الاسعار وتضخم يضاف الى ذلك اثقال كاهل المواطن بعبء جبائي غير مسبوق بموجب قانون المالية …يجب على رئيس الجمهورية ان يدرك ان هناك خطرا يلم بالبلاد التي تعيش ازمة غير مسبوقة بل تعيش ازمة مركبة في شكل ازمات اقتصادية مالية اجتماعية وهذا لم تعرفه تونس …”
واضاف ” … يبدو ان رئيس الدولة يسلك سياسة الامر الواقع وسياسة المرور بقوة وانا ارى دون ان ندخل في الافكار وفي شخصنة المسألة ان سعيد تحت تاثير شيء ما فإما انه يعيش في عالم مثالي وعالم الافكار وإما ان من يحيطون به ليسوا بصدد تبليغه بما يحصل على ارض الواقع وبوقع الازمة وانه تحت تاثير شيء ما ويمكن ان يكون ذلك فكرة… فكرة انه جاء لانقاذ الانسانية جمعاء….فهو يقول ان لديه مقاربة جديدة واليات مبتكرة وبعض المفسرين يقولون انه جاء لانقاذ الانسانية …”
وتابع “يجب على رئيس الجمهورية ان يقبل بالحوار ونحن على كل حال لا نيأس ونحافظ على بلادنا ونجري حوارا مع الرئيس ويجلس الى طاولة الحوار مع خصومه ومع من يختلفون معه في الراي … في 25 جويلية كان بامكانه ان يقصي من اضر بتونس وارتكب جرائم …وعلى من تحملوا مسؤولية في العشرية الماضيةان ينسحبوا ويتراجعوا الى الوراء …لم نقل اقصاء وايضا جبهة الخلاص ليس لها مصداقية وهم مسؤولون عن قيس سعيد فهم من جاؤوا به..”
وعاد الزكراوي على الاقتراح الذي تقدم به منذ يوم الجمعة الماضي قائلا “ننسى حوار 2013 فله شروطه وملابساته …حوار فيه المنظمات الوطنية وحوار مفتوح على القوى الحية والاحزاب الوطنية …وعلى الاحزاب ان تتوحد فمن شأن كثرة المبادرات ان تجعلها تافهة وتتفيه المبادرات غير صائب …اذا لم تتفق الاحزاب على حد ادنى لانقاذ البلاد فمن حق المنظمات ان ترفض مشاركتها …فالمطروح حوار مع قيس سعيد ويجب ان يكون البرنامج ومضامين الحوار جدية واول بند في البرنامج هو تجميد مسار قيس سعيد بما في ذلك الدور الثاني من الانتخابات وهذا واقعي من قلب الازمة واذا كان هو لا يقر بالفشل فيجب ان نقول له انك فشلت ولا بد من رسم خطة انتقالية جديدة تضع حدا للمسار السياسي والذي هو مغامرة وليس مشروعا وانا ارى ان هناك مخرجا مشرفا للرئيس باعتبار انه لا يمكن العمل بدستوره … فالعاجل اليوم حكومة طوارىء اقتصادية باتفاق مع الرئيس وتجميد المسار ثم تفويض الصلاحيات الى حكومة طوارىء والعودة الى دستور 2014 ….ربما هذا يخيف البعض … وربما نرجع لدستور 2014 وننقح النظام السياسي وهذا السيناريو كنا قد اقترحناه على الرئيس منذ مدة “….
واكد الزكراوي على ضرورة تجميد بعض احكام قانون المالية لسنة 2023 مشيرا بالخصوص الى ضرورة تجميد مبلغ 20 مليون دينار الذي تم اقراره لتمويل الشركات الاهلية معتبرا في هذا الاطار انها اصبحت تمثل خطرا وتنذر بحرب اهلية وان المجموعة الوطنية اصبجت تمول مشروع قيس سعيد مقابل التخفيض من ميزانيات الجامعات واصفا ذلك بعبث بمقدرات الدولة مذكرا بان الشعب لم يصوت على مشروع قيس سعيد .
