الشارع المغاربي: استغرب الصغير الزكراوي استاذ القانون العام بالجامعة التونسية اليوم الاثنين 13 مارس 2023 تطرق رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم السبت الى الكتل البرلمانية وتاكيده ان عصرها انتهى وانها من قبيل التاريخ معتبرا ذلك امرا غريبا وتدخلا في السلطة التشريعية.
وقال الزكراوي في مداخلة على اذاعة “شمس اف ام” تعليقا على تصريحات سعيد يوم السبت الماضي خلال زيارته الى مؤسسة سنيب لا براس بالعاصمة ” الكتل من ابجديات العمل البرلماني… لا يمكن تصور برلمان بلا كتل فالمفروض ان يوجد في البرلمان العديد من الاتجاهات والحساسيات السياسية والافكار التي تختلف من شخص الى اخر وعندما تتقابل هذه الافكار حول مسائل عامة يتم تكوين كتلة .. امر غريب ان يتحدث رئيس الجمهورية عن الكتل وما اتاه يعتبر تدخلا في السلطة التشريعة لان المفروض ان النظام السياسي قائم على الفصل بين السلط – هذا نظريا -ولكن يبدو ان رئيس الجمهورية لا يؤمن بهذه المسائل التي نجدها في اي نظام تمثيلي وفي اي نظام ديمقراطي لا بد ان يتم الفصل بين السلط ورئيس الجمهورية فاجأنا قبل انعقاد المجلس بهذا التصريح الغريب ويقول ان عهد او عصر الكتل قد ولى وانتهى وهذا من قبيل التاريخ وانا استغرب كيف سيكون هذا المجلس وكان من المفروض ومن الطبيعي ان نعرف انتماءات هؤلاء النواب قبل ان ينتصب …اذن نحن امام برلمان خصائه غائمة من حيث تركيبته السوسيولوجية وانتماءات اعضائه ….وربما هذا يبشر بكيفية اشتغال هذا المجلس …”
واضاف “اذن انا استغرب كرجل قانون من تدخل رئيس الجمهورية في اشغاله قبل ان ينتصب وربما يبدو ان النظام الداخلي للمجلس جاهز وربما سيكون مجلسا بلا كتل وفيه صوت واحد واتجاه واحد وربما سيشتغل بصورة غير معهودة وهذا يعود بنا الى افكار الرئيس التي بشّر بها ويقول نحن اتينا بمقاربة جديدة لم يعهدها العالم وهذا بطبيعة الحال يجرنا الى الحديث عن منظومة الرئيس التي اكتملت بعد صدور المراسيم المتعلقة بالنظام القاعدي وانه بصدد بناء منظومة حكم قطب الرحى فيها هو رئيس الجمهورية …رئيس الجمهورية هو فوق كل المؤسسات ويتدخل في جميع السلط واكثر من ذلك هو اعتبرها وظائف حسب الدستور وهذا امر غريب فنحن نشاهد منظومة حكم تتبلور امامنا …منظومة غير مسبوقة وغير معهودة في تاريخ الانسانية وهذا يعتبر انحرافا نحو حكم فردي استبدادي لا صوت فيه يعلو على صوت الرئيس …”
وتابع “نظريا الامر 117 ينتهي لما ينتصب المجلس ولكن دستور قيس سعيد يضعنا في حالة استثناء دائمة … نحن اليوم بالنظر لدستور 2022 في حالة استثناء دائمة لان رئيس الجمهورية لا يعترف بالحدود بين السلطة ولا يفرق بين المرسوم والقانون والامر ويتدخل متى شاء وهذا يذكرنا ببعض الانظمة الموجودة في بعض البلدان وبانه بوصفه مرشدا اعلى او امام يتدخل متى يريد وهذا ينبىء بما يكتب حولنا هذه الايام في كبريات الصحف العالمية من ان هناك اجماع على انحراف نحو حكم فردي استبدادي ..”
يشار الى ان البرلمان الجديد المنبثق عن انتخابات 2022 يعقد اليوم الاثنين اولى جلساته بعد اصدار رئيس الجمهورية يوم الخميس الماضي امرا يدعو اعضاءه لعقد جلسة عامة افتتاحية.
