الشارع المغاربي: دعا نور الدين الطبوبي أمين عام اتحاد الشغل اليوم الأحد 1 ماي 2022 رئيس الجمهورية قيس سعيّد الذي قال إنّه كان قد عبّر في أكثر من مناسبة عن رفضه تعهدات الحكومة لصندوق النقد الدولي وعدم موافقته على رفع الدعم وتجميد الانتدابات إلى التدخّل معتبرا أنّ تعهدات الحكومة لصندوق النقد الدولي مُسقطة.
وقال الطبوبي خلال كلمة ألقاها اليوم بمناسبة عيد العمّال: ” شرعت الحكومة في هذه الفترة في خوض مفاوضات مع صندوق النقد الدولي ستكون لنتائجها تأثيرات عميقة على الاقتصاد التونسي وعلى المالية العمومية خاصة في ظل ميزانية مرتهنة لاستجابة الصندوق لتقديم القروض التي طالبت بها الحكومة …ميزانية لم تستشر فيها الحكومة اي طرف اجتماعي ولم تكن وليدة توافق وطني وقد بدأت الحكومة تخوض مفاوضات عبر مذكرة تقدمت بها الى صندوق النقد الدولي تضمنت اجراءات تتعلق بالتقليص في كتلة الاجور ووقف الانتدابات بالوظيفة العمومية ومؤسسات الدولة كما تضمنت رفع الدعم والتفويت في عدد من المؤسسات والمنشآت العمومية “.
واضاف “لسنا ضد التعامل مع المؤسسات الدولية ولا نعترض على مبدأ اللجوء لطلب القروض إن كان ذلك يصبّ في خانة التنمية ولكننا كنا نأمل أن يتمّ تشريك الاتحاد والمنظمات والأحزاب الوطنية عند وضع الميزانية خاصة بعد قرار تجميد البرلمان حتى يتحمل كل مسؤوليته وحتى يتقاسم الجميع التضحيات كلّ حسب امكاناته وحتى تتم تعبئة الموارد الذاتية وذلك للتقليص قدر الامكان من التعويل على القروض الخارجية وتجنب مزيد ارتهان البلاد للمؤسسات واسواق المال العالمية”.
وتابع “تعهدات الحكومة لصندوق النقد مسقطة وجاءت لتؤكّد مرة أخرى أنّ هذه الحكومة كغيرها من الحكومات المتعاقبة تسعى لتحميل الشغالين والطبقة الوسطى والفئات الفقيرة فشل خيارات الحكومات وتبعات الازمات الاقتصادية والاجتماعية” مواصلا “رفع الدعم في ظّل التهاِب الاسعار وتزايد الاحتكار وتعليق الانتدابات في وقت ترتفع نسب البطالة الى معدلات قياسية اضافة الى تجميد الأجور المتزامِن مع تدهور القدرة الشرائية وارتفاع التضخم والتفويت في المؤسسات العمومية وما سينجّر عنه من تسريح للعّمال وارتفاع في كلفة الخدمات، لن يضرب سوى المصالح الحياتّية لهذه الفئات الاجتماعية الشعبية دون غيرها”.
وتساءل “أين نحن من منطق تقاسم التضحيات ومن مقولِة التضامِن الوطني ومن الخطاِب الرسمي الرافض للتنكيل بالشعب ..أفلا يعتبر الطرد من العمل والتهاب الاسعار ورفع الدعم وحرمان الشباب من التوظيف تنكيلا بالشعب وتجويعا له؟ “.
ودعا الطبوبي رئيس الجمهورية إلى “التدّخل لدى الحكومة التي يتحمّل مسؤولية اختيارها لمراجعة خياراتها وعدم الالتزام بما يمكن أن ُيلحَق الضرَر بالشّغالين وبعموم الشعب مع ادراج مجمل هذه المسائل على أجندة الحوار والمفاوضة لايجاد حلول شاملة غير مجزّأة ضمن رؤية كليّة لمنوال تنمية بديل على قاعدة المحافظة على المكاسب وتقاسم التضحيات وتجسيم قيم التضامن الوطني ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار”.