الشارع المغاربي: اكد محمد الطرابلسي وزير الشؤون الاجتماعية اليوم الاربعاء 20 جانفي 2021 انه لا مجال اليوم للعودة للحلول الامنية اوانتهاج سياسة العصا الغليظة والقمع مشددا على ان خيار الحوار والتوافق هو احد الشعارات التي رفعت في كل المنابر الحوارية الديمقراطية في بلادنا وعلى انه خيار استراتيجي وجوهري للحكومة.
واضاف الطرابلسي خلال مداخلة له في الجلسة العامة المنعقدة اليوم ان الحكومة مع الحلول التشاركية بما تعني من استماع واصغاء وتفاعل مع شواغل الشعب وبما تعني من حوار اجتماعي وعلى مستوى الجهات بمشاركة كل الاطراف مبرزا ان الحكومة شرعت في ذلك عبر تسوية الوضعية في تطاوين في اشارة الى اتفاق الكامور وانه تبعتها جهات اخرى مشيرا الى تعطل نسق تلك الحوارات على مستوى الجهات بسبب جائحة كورونا مؤكدا استئنافها قريبا لتشمل جميع الجهات لافتا الى ان البعض انتقد الحكومة على ذلك واعتبره افراطا.
وشدد على ان الحكومة تدعم كل المبادارت التي تتخذ الحوار التشاركي منهجا بما في ذلك مباردة الاتحاد العام التونسي للشغل التونسي مؤكدا انه لا بديل عن الحوار الا الكراهية والعنف وان العنف لا يقود الا الى اسقاط الديمقراطية معتبرا انها نقطة الضوء البارزة في تونس اليوم.
واضاف ان تونس لم تتحقق في المجالين الاقتصادي والاجتماعي ما نجحت فيه في مجال الحريات والممارسة الديمقراطية وانها لم تنجح في الاستجابة لانتظارات الشباب في العمل وفي المشاركة السياسية وفي نحت وصياغة قوانين التحولات المجتمعية التي تعيشها البلاد.
وابرز ان المطالب المشروعة لا تتحقق دون حرية وان اول الدروس التي كشفتها هذه الموجة من الاحتجاجات التي رافقتها عمليات شغب وعنف هي حدود الديمقراطية الناشئة متسائلا عن سبب تكرر مظاهر الاحتجاج العنيف في بلد ديمقراطي.
واشار الى ان الديمقراطية التونسية اظهرت نوعا من الانهاك والاعياء بعد 10 سنوات مشددا على ضروة تقييم العشر سنوات المنقضية مضيفا ان الديمقراطية التونسية اظهرت انها لم تكن قادرة على الاستماع لكل الاصوات وان الشباب بقي بلا صوت معتبرا ان ذلك ولّد مظهرا آخر من مظاهر الحيف والاقصاء وان ذلك مظهر من مظاهر ازمة الديمقراطية.
واعتبر ان المؤسسات الديمقراطية عجزت عن الاستجابة للمطالب وان الاحتجاجات تهدف لتعميق الديمقراطية وبتوسيع مجالاتها مؤكدا ان الشباب يعتبر ان المنظومة لم تعترف به .
واكد الطرابلسي على ضرورة التفكير في منوال تنموي حقيقي يقلص الفوارق مشددا على ان القضاء على الفقر والفوارق لا يتحقق برمي البعض الكرة الى البعض الاخر.
