الشارع المغاربي – العفّاس الذي عفس على «برّ تونس» أصبح رئيس المحاسبين في «برّ تونس»

العفّاس الذي عفس على «برّ تونس» أصبح رئيس المحاسبين في «برّ تونس»

8 يونيو، 2018

الشارع المغاربي- لطفي النجار: صعد صلاح الدين الزحاف إلى كرسي رئاسة مجلس هيئة الخبراء المحاسبين إثر اختياره من طرف الأعضاء الجدد للمجلس الوطني للهيئة المنتخبين مؤخّرا.

صعود الزحاف إلى هذا الموقع جاء إثر اختيار يثير بعض الملاحظات التي تتعلّق بمواقف الرجل وبعض تصريحاته التي تجعل ترؤّسه لمجلس هيئة وطنية هامّة مدار تساؤل أو لنقل مرمى لنقد مشروع.

كلّ التقدير طبعا للأعضاء الجدد للمجلس الوطني لهيئة الخبراء المحاسبين المنتخبين، وكلّ الاحترام لاختيارهم من رأوه جديرا برئاسة مجلس الهيئة. ولكنّنا نرى من واجب المقام أن ندلي بدلونا في «موضوع» الاختيار وليس في الآلية أو في نوايا من اختاروا ومقارباتهم. لقد كان  الرئيس الجديد لمجلس هيئة الخبراء المحاسبين صلاح الدين الزحّاف وهو العضو المؤسّس لدستور 2014، وخلال جلّ خرجاته الإعلامية منتصرا لخطاب غير مؤمن بالوطنية التونسية تاريخا وجغرافية وانتماء. ولعلّ عبارته المتكرّرة في كلّ إطلالة وحديثه الممجوج عن «برّ تونس» تؤكّد ما ذهبنا إليه وتشرح بعض المواقف التي اتّخذها خاصّة في كلّ محطّة تطفو خلالها على السطح توتّرات جهوية سواء بسبب التوزيع العادل للتنمية أو أحيانا بسبب مباراة في كرة قدم.

هو احترام إذن للمنتخبين الجدد ممزوج بلوم وعتاب على هذا الاختيار لأنه لا يمكن أن تكون على رأس مؤسسة مدنية تونسية سوى شخصية تؤمن بتونس واحدة موحدة، ضاربة بجذورها في عمق التاريخ وليست «برّا» غير واضح الملامح كما يحرص الزحاف دائما على تسميتها.

مجلس هيئة الخبراء المحاسبين ليس مؤسّسة «صفاقسية» حتى يترأسها رجل بمثل هذه المواصفات التي لا تنتصر إلّا للجهة قبل الوطن. هي مؤسّسة تونسية وليست مؤسّسة في «برّ تونس».

و«الصفاقسية» الأبرار هم طبعا أبرياء من مضامين خطابات الزحّاف وهم التونسيون الأحرار أوّلا وثانيا وثالثا، وتاريخهم القريب والبعيد حجّة على من يحاول أن يلعب أو يتلاعب ببعض شعور بضيم هنا أو هناك كما هو حاصل في الجهات الأربع من تونس.

نرى أنّ هذا الاختيار مسيء للمجلس ولصورته التي عهدناها، بصفته هيئة تونسية وطنية مثلما عهدناها وعرفناها، وهو مسيء أيضا بسبب الجدل الذي يثيره الرجل الذي كلّما تحدّث في قضيّة ما، إلّا ودفع بها إلى منزلقات خطيرة يمكن أن تكون مطبّا للتباغض بين الجهات وهو ما يشكّل تهديدا لوحدة النسيج الوطني وضربا لتلاحمه وانسجامه.

صلاح الدين الزحّاف هو الرجل غير المناسب في مكان لا بدّ أن يتناسب مع مبادىء الرصانة والهدوء والولاء المطلق لتونس والابتعاد عن الضغينة وخطابات الكراهية والجهوية. فهو حينا يتّهم جمعيات بالرشوة، ناكرا موقعته لمّا كان رئيسا لفريق عاصمة الجنوب في إحدى العواصم الإفريقية. وحينا آخر يتحدّث عن صفاقس و«الصفاقسية» بأسلوب لا تفوح منه إلّا روائح الولاء الجهوي البغيض.

لمجمل هذه الأسباب نلوم اختيار هذا الشخص على رأس هيئة تونسية، ولمجمل هذه الأسباب أيضا نقول للزحّاف نحن «الشارع المغاربي» وبالعامية التونسية المعبّرة : «رانا ما ناش فاكّين» حتّى تعود عن قولك الأهوج الذي يفيض جهلا بالتاريخ وحديثك عن «برّ تونس»تونس ليست برّا غير معلوم، تونس دولة ووطن وتاريخ، ولن يحكم مؤسّساتها ومنظّماتها إلّا من آمن بها كلّا متكاملا.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING