الشارع المغاربي – العياري في مراسلة لسعيّد: وكالات التصنيف لا تتدخّل في سيادة الدول وستتحمّل وحدك مسؤولية سطحيتك في إدارة الشأن الاقتصادي

العياري في مراسلة لسعيّد: وكالات التصنيف لا تتدخّل في سيادة الدول وستتحمّل وحدك مسؤولية سطحيتك في إدارة الشأن الاقتصادي

قسم الأخبار

9 أكتوبر، 2021

الشارع المغاربي: أعلن ياسين العياري النائب بالبرلمان المجمّد أنّ حزبه “أمل وعمل” راسل اليوم السبت 9 أكتوبر 2021 قيس سعيّد واصفا اياه بـ” رئيس الجمهورية المُنقلب ” حول “الوضع الإقتصادي الكارثي لما بقي من الجمهورية التونسية” وحول مجموعة من النقاط الاخرى منها جلسة الاستماع التي سيعقدها الكونغرس الأمريكي يوم 14 أكتوبر الجاري لرفع توصيات حول تونس وتمويل الميزانية، محمّلا اياه مسؤولية أية عقوبات في مجال التعاون العسكري.

ونشر العياري اليوم على صفحته الرسمية بموقع “فايسبوك” نص المراسلة التي كُتبت بصيغة “أنا” مرفقا اياها بتدوينة كتب فيها: “راسلنا اليوم رئيس الجمهورية المنقلب حول الوضع الإقتصادي والإستماع في الكونغرس يوم 14 أكتوبر حول تونس … ثماش ما يخرج من الهلوسة متع صواريخ وتزكيات ورياح حاولنا نبسطولو باش يفهم إن أراد تحمل مسؤولياته”.

وجاء في المراسلة: “حول الوضع الإقتصادي الكارثي لما تبقّى من الجمهورية التونسية…أمَّا بعد، تابعت باستغراب وأسف شديدين تصريحاتكم الأخيرة التي أكدت ضعف إلمامكم بالشأن الإقتصادي رغم الوضع الدقيق، لذا ومن باب الشعور بالمسؤولية، أوضح لكم بعض النقاط.”.

واضاف “وكالات التصنيف لا تتدخل في سيادة الدول هي تقيم مخاطر إقراض الدول عبر جملة من المقاييس العلمية والموضوعية وقانون المالية لسنة 2021 الذي صادقتم عليه وأذنتم بنشره في الرائد الرسمي ينص على أن تونس تحتاج لختم الميزانية إلى اقتراض 18.5 مليار دينار (يمكن أن تصل إلى 23 مليار دينار بسبب إرتفاع أسعار النفط)، سعر الإقتراض من السوق العالمية يختلف حسب عوامل موضوعية تقيمها وكالات التصنيف وعدم الإستقرار السياسي، عدم وضوح الحالة الاقتصادية، عدم وجود حكومة منذ أكثر من 75 يوما وقبلها تسميمكم الوضع السياسي عبر تعطيل تحوير وزاري بتعلة شبهات فساد تبين أن لا وجود لها، وقبلها اختياراتكم الفاشلة والمبنية على الولاءات لشخصكم للوزراء ورؤساء الحكومات، لنختم بانقلابكم وسوء تأويلكم للدستور (حسب لجنة البندقية)”.

وتابع “جعلت تونس بلدا يقترض بفائدة مشطة جدا هذا إن وجد من يقرضه أصلا ….أنتم إذن مسؤولون عن مزيد تدهور الوضعية الإقتصادية مما سيؤثر على معيشة التونسيين وتونس تستورد 654 ألف طن من القمح اللَّين كل سنة، أيضا تستورد النفط، الدواء وعديد المواد الأوليَّة بالعملة الصعبة، في الوقت الذي شهدت اسعار المواد الغذائيَّة أعلى زيادة لها منذ عشر سنوات حسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، بينما فرضتم على تونس عزلة معطلين بها المفاوضات مع صندوق النقد الدولي مما قد يتسبب في عواقب وخيمة جدا على التزود بالمواد الأساسية التي قد تعرف شحا وندرة إذا واصلتم التعامل مع المسألة الإقتصادية بمثل هذه السطحية”.

وواصل “اللجوء إلى تمويل الميزانية عبر البنك المركزي وطباعة الأوراق النقدية سيصنع أزمة حقيقية أنتم الوحيدون المسؤولون عنها ولن يمكنكم رميها على بعض الأطراف: ضخ سيولة دون أن يقابلها إنتاج يؤدي آليا وسريعا إلى ارتفاع مشط في الأسعار، من جهة أخرى، طباعة الدينار بمثل تلك الكميات يؤدي إلى انخفاض قيمته أمام العملات الأجنبية مما يزيد في ثمن كل المواد المستوردة وقيمة الديون الواجب سدادها، أزمة الغلاء المقبلة ستكون نتيجة قراركم وحدكم وستتحملون فيها المسؤولية كاملة”.

واضاف “الحديث عن السيادة منقوص، إنجازكم الوحيد في سنتين من الحكم هو تقبل تلاقيح كهبات، فأين كانت سيادتنا ونحن اليد السفلى نشكر من يمنّ علينا؟ أين سيادتنا ونحن نخرج للاقتراض من الأسواق العالمية بضمان أمريكي؟ أين سيادتنا ونحن نحتفي بهبة بـ500 مليون دولار من الولايات المتحدة في إطار Millennium Challenge Corporation. قليلا من التواضع، قليلا من التركيز، فبعض الكلام المتشنج غير المدروس قد تكون له عواقب وخيمة، ولتونس عبر العقود، أصدقاء تتشاور معهم (هل تعتبر دعوتنا للتهدئة في ليبيا مثلا تدخلا في سيادتها؟)، هذه نظرة سطحية جدا لعمق وتعقيد العلاقات الديبلوماسية”.

وتابع “يعقد الكونغرس الأمريكي يوم 14 أكتوبر 2021 جلسة استماع لرفع توصيات حول تونس، لو لا قدر الله تم تصنيف ما قمتم به على حقيقته (إنقلاب) فإنكم ستتحملون وحدكم المسؤولية الكاملة لأية عقوبات في مجال التعاون العسكري. وقف التعاون العسكري مع تونس يعني انتكاسة في الحرب على الإرهاب، حيث كان البنتاغون شريكا أساسيا لتونس عبر المعطيات الإستخباراتية والتدريب وتوفير المعدات. هذا ليس تدخلا في شؤوننا ولا مسا من سيادتنا هو شأن أمريكي حيث لا يحق للحكومة الأمريكية حسب القانون الأمريكي دفع أموال دافع الضرائب الأمريكي للدول الي تشهد انقلابات. سنة 2020 وقعتم على وثيقة تفاهم على 10 سنوات مع البنتاغون. على عكس مخازن البطاطا الدفاع هو مهمتكم الأولى حسب ما بقي من الدستور”.

وواصل “ألاحظ جمودا ديبلوماسيا مفهوما من حيث العزلة الدبلوماسية التي وضعتم فيها تونس بتتالي الأعمال والتصرفات غير الموفَّقة، لكنه غير مقبول تماما من حيث أهمية الموضوع على الأمن القومي. صنعتم دائرة من الوحدة والخوف، جعلت لا أحد قادر على أن يجلب انتباهكم كمسؤول مجمّع لكل السلطات لأمور خطيرة جدا على البلد”.

وختم بـ “أبعث لكم هذه الرسالة إذن إرضاء لضميري وقياما بواجبي. في حالة قررتم الاهتمام أخيرا بما ينفع الناس ورغم موقف حركة أمل وعمل السلبي من كل ما قمتم به، خبراء حركتنا جاهزون لتقديم نصائح وحلول اقتصادية وديبلوماسية للمساهمة في تجاوز الأزمة الخانقة التي أنتم سببها الرئيسي والتي يبدو أنكم لا تدركون حتى عمقها. والسلام على من اتبع الهدى”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING