الشارع المغاربي: دعا راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الموقوف بسجن المرناقية اليوم الثلاثاء 6 جوان 2023 مناضلي حركته لملازمة الصبر والهدوء والحكمة في مقارعة ما اسماه “الاستبداد ومقاومة الانقلاب والحرص على تعزيز مقومات وحدة البلاد واستقرارها والدفاع بقوة وشرف مع جميع المواطنات والمواطنين وكافة الأحزاب والمنظمات الوطنية بكل الوسائل القانونية والسلمية المدنية من اجل استرجاع الحريات الأساسية المغتصبة والأسس العميقة للدولة التونسية المنتهكة وقيم العيش المشترك والديمقراطية التونسية”.
وكتب الغنوشي في رسالة من سجن المرناقية بمناسبة بمناسبة الذكرى 42 لتأسيس حركة النهضة نشرتها حركة النهضة على صفحتها بموقع فايسبوك:
أيتها الأخوات والأخوة الأفاضل، ايها الشعب التونسي العظيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمر اليوم 6 جوان يونيو 2023،الذكرى الـ 42 لتأسيس حركة النهضة التونسية. وإذ نستحضر بإجلال و إكبار تضحيات شهدائنا الأبرار، والعذابات البعيدة، والقريبة، من جيل المؤسسين الكرام، والمناضلات والمناضلين الأشاوس،و عائلاتهم الكريمة في دفاعهم المستميت عن استقلال تونس وعزتها، وانتصارهم القوي لقيم الحرية والديمقراطية،ومباديء ثورة 17 ديسمبر -14 جانفي 2011 المجيدة. فإننا من ظلمات معتقل المرناقية، نحيي كافة مناضلات ومناضلي حركة النهضة في الداخل والخارج و في المعتقلات والمنافي وخالص التحية والتقدير لجميع شركائنا في الوطن وأصدقائنا وكل الأحرار في تونس وخارجها، في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا، ذكرى تأسيس حركة النهضة احدى اهم الحركات والأحزاب السياسية المعاصرة في تونس ،التي ضحت بالغالي والنفيس ،من أجل تعزيز استقرار الوطن،ودعم أواصر الوحدة الوطنية وترسيخ مباديء المصالحة الوطنية الشاملة المنشودة، وتحملت أعباء الحكم بصيغة توافقية في ظروف قاسية، والتضحيات الجسام، اليوم ،صحبة الأطياف المتعددة للمعارضة الوطنية والديمقراطية الواسعة في مقاومة الانقلاب على الدستور ومقارعة الاستبداد ،والهدم الممنهج والشامل لمؤسسات الدولة التونسية وضرب جميع المكتسبات الديمقراطية والحريات الأساسية بتونس.”
واضاف “…وفي اليوم الـ 50 لاعتقالي ظلما وبهتانا وتعسفا اطمأن جميع مناضلات ومناضلي الحركة والحرية بتونس وجميع الأحرار في تونس والعالم بأنني ولله الحمد والمنة بخير وكلي ثقة مطلقة في لطف الله سبحانه وتعالى بتونس ونصره لشبعها الصامد والصابر من اجل تجسيد تطلعاته في التاسيس الوطني التشاركي لدولة القانون والحكم الرشيد واستعادة الديمقراطية المختطفة ونيل حقوقه الاقتصادية والاجتماعية العادلة والتجسيد الفعلي للتنمية المستدامة لتونس اليوم وللأجيال القادمة بإذن الله تعالى. وإذ استحضر،التضحيات المباركة والعظيمة التي يقدمها كل يوم بل كل ساعة مناضلات ومناضلي الحركة والحرية في تونس في دفاعهم السلمي المدني ضد الانقلاب على الدستوروالإنتهاكات الجسيمة والخطيرة ضد كل إنسان حر في تونس ،لا يقبل الضيم ،والحجم المريع للقضايا المدبرة والملفقة والغرائبية التي يحاصر بها كل الشرفاء على أرض تونس الغالية. فإنني ادعو مناضلات ومناضلي حركتنا،إلى تعزيز ثقتهم العالية والغالية في نصر الله، لتطلعات الشعب التونسي في الحرية للجميع والعدالة الاجتماعية المنجزة، والكرامة الوطنية الشامخة، و وفاءهم لوطنهم تونس وإيمانهم بعدالة قضيتهم وشرف انتمائهم لأحدى اهم الحركات والأحزاب المدنية في الوطن العربي والعالم الاسلامي، حركة النهضة التونسية التي قدمت وتقدم يوميا ولخمسة عقود مضت وأخرى قادمة بإذن الله تعالى، نموذجا عظيما ومشرفا في نكران الذات، وخدمة الناس والمجتمع والحرص على الوطن وحدة الأمة ونصرة قضاياها العادلة وقضيتنا الجوهرية والأساسية نصرة الشعب الفلسطيني في دفاعه عن الأقصى المبارك وأراضيه المحتلة وحقه الشرعي في قيام دولته المستقلة على ارض فلسطين الحبيبة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله تعالى.”
وتابع “كما اجدد دعوتي لكم بالتزام الصبر والهدوء والحكمة في مقارعة الاستبداد ومقاومة الانقلاب، والحرص كل الحرص على تعزيز مقومات وحدة البلاد واستقرارها والدفاع بقوة وشرف،مع جميع المواطنات والمواطنين وكافة الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية بكل الوسائل القانونية والسلمية المدنية من اجل استرجاع الحريات الأساسية المغتصبة والأسس العميقة للدولة التونسية المنتهكة،وقيم العيش المشترك والديمقراطية التونسية روح تونس الحديثة وسفيرنا الدائم ومصدر فخرنا بين الأمم. كما احيي بكل فخر واعتزاز السيدات والسادة المحترمين من أصحاب القرار : الرؤساء والوزراء والنواب والبرلمانات والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والقانونيين وكبار المفكرين وصناع الرأي العام والجامعيين والإعلاميين من جميع أنحاء العالم، الذين عبروا عن رفضهم وشجبهم وإدانتهم ، لاعتقالي من أجل حقي الأساسي في الرأي والتعبير، وتضامنهم القوي مع المعتقلين السياسيين والنقابيين والإعلاميين والمدونين في تونس مؤكدين إيمانهم بالرسالة الملهمة للثورة التونسية السلمية ،وثقتهم في قدرات شعبنا على تجاوز هذا القوس القصير القميء للشعبوية الهلامية الحالمة والظالمة.
حافظوا على نور ثورتكم حيا، و إشعاع حركتكم مضيئا، ومناعة تونس، بلادكم قوية.”
وختم الغنوشي رسالته بالقول “ثقتنا في الله كبيرة وفي شعبنا متجددة ،وفي لقائنا قريبا اعزاء، احرارا على أرض وطننا الغالي ،تونس العزيزة.
دمتم في حفظ الله و رعايته. عاشت حركة النهضة المناضلة. تحيا تونس ،ابية عزيزة ابد الدهر، وشعبها العظيم في عزة وكرامة بإذن الله تعالى.”