الشارع المغاربي: اعتبر الرئيس المؤقت الاسبق المنصف المرزوقي ان بامكانه ان يفاخر باتمام المهام الثلاث التي انتخب من اجلها مع بقية اعضاء المجلس الوطني التاسيسي سنة 2011 مبرزا انها تمثلت في المحافظة على تواصل الدولة وكتابة دستور “الجمهورية الاولى” بديلا عما اسماه “جملكية بورقيبة وبن علي” والاعداد لانتخابات تمكن الشعب من اختيار سلطة مستقرة.
واستدرك المرزوقي في تدوينة نشرها يوم امس على صفحته بموقع فايسبوك بانه يعترف ويعتذر عن عدم نجاحه في ابقاء قطار الثورة على السكة مؤكدا ان جزءا من التقصير كان نتيجة سوء اختيار بعض مساعديه وضعف مواجهة القصف الإعلامي واتخاذ بعض القرارات غير الموفقة مفندا ما وصفها بالاكاذيب الحقيرة ضده من تسفير الشباب الى سوريا مؤكدا انه هو الذي منعه من ذلك وانه لم يسلم البغدادي المحمودي وان من سلمه هو رئيس الحكومة حمادي الجبالي معتبرا ان قطع العلاقات الدبلوماسية مع من وصفه بـ”سفاح دمشق” اشرف واحسن قرار اتخذه ومساهمة متواضعة منه في دعم الثورة في سوريا مؤكدا انه لم ولن يندم عليه يوما رغم كلفته الانتخابية الباهظة.
واقر المرزوقي انه ارتكب خطأئين اساسيين قال ان اولهما تمثل في” سوء تقدير شراسة الثورة المضادة وحقارة أساليبها والدور المدمّر للإعلام الفاسد وعدم التصدي بالحزم لأناس يخافون ولا يستحون” وان ثانيهما “رهان خاسرعلى التحالف مع حركة النهضة” مذكرا بان التحالف فرضته نتائج انتخابات سنة 2011 وبانه لم يكن بالإمكان عبور المرحلة الانتقالية الخطيرة بسلام من دونه.
واكد المرزوقي أن “قيادة النهضة كانت السبب الرئيسي في إجهاض ثورة ديمقراطية أعطتها السلطة على طبق من فضة ” متهما اياها بـ”ارجاعها على طبق من ذهب للثورة المضادة عدوة الديمقراطية” معتبرا ان ذلك تم عبر خيارات قال انها فاجأت كل الذين قبلوا عن وطنية صادقة وبحثا عن تصالح شقي المجتمع العمل مع الإسلاميين مضيفا ان هذه الخيارات تمثلت في التصدي لقانون تحصين الثورة والقبول بالمصالحة دون المحاسبة والدعوة في الدور الثاني من رئاسية 2014 للتصويت ضده معتبرا انه كان الحليف المفترض ومرشح الثورة وان التصويت ضده كان لصالح مرشح الثورة المضادة في اشارة الى الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي وايضا “تحالف النهضة المتواصل مع كل من هب ودب من الفاسدين الهاربين اليوم وغدا من العدالة والمتجاسرين على اسم تونس” والذي قال انهم ” يلصقونه انتهازية ونفاقا باسم شركاتهم السياسية المسماة أحزابا”.
وانتقد سياسة التوافق التي انتهجتها حركة النهضة مع ما اسماها الثورة المضادة معتبرا انها “لم تكن أبدا حرصا على الثورة وخوفا على تونس من انقلاب أومن حرب أهلية” قال انه لم توجد أبدا أي من شروطها الموضوعية مثلما كان الأمر في مصر وسوريا وليبيا واليمن-وإنما “كانت استسلاما مشينا لهذه الثورة المضادة حرصا على الحزب وخوفا من مصير الإخوان المسلمين والرئيس الشهيد محمد مرسي في مصر ما بعد الانقلاب المشؤوم صيف 2013.”
والى جانب مسؤولية الاسلاميين في اجهاض الثورة اعتبر المرزوقي ان هناك مسؤولية يسار قال انه افلس سياسيا واخلاقيا عندما آثر في مصر الارتماء في أحضان الانقلاب مساهما فيه ومدافعا عنه وعندما نادى في تونس بدافع من نفس الحقد الإيديولوجي لقطع الطريق عليه في رئاسية 2014 والتصويت لوزير داخلية بورقيبة السابق ورئيس برلمان بن علي في اشارة الى الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
واستغرب المرزوقي من تصويت اليساريين ضده كحليف للاسلاميين مشيرا الى ان منافسه الباجي قائد السبسي كان هو الحليف المستتر والحقيقي للنهضة بعد الصفقة التي تمت بينهما في باريس سنة 2013.
واعتبر ان ما وصفه بسقطة اليساريين لا تقارن بسقطة القوميين معيبا عليهم تبرير جرائم أفظع نظام استبدادي عربي ضد الشعب السوري المنتفض من أجل الحقوق والحريات.
وخلص المرزوقي الى ان “الكارثة التي نعيشها بعد عشر سنوات من انطلاق الربيع العربي هي نتيجة فشل الجميع من ديمقراطيين وإسلاميين ويساريين وقوميين وفلول أنظمة لم تتعلم شيئا من دروس التاريخ” معتبرا انه لا جدوى رشق بعضنا البعض بتهمة هذا الفشل ومن تنصل الجميع من مسؤوليته وان الاهم هو كيف نعيد قطار الثورة الى السكة التي خرج منها في 2013 متسائلا على أي أسس تتواصل ثورات جريحة لكنها أكثر نضجا؟