الشارع المغاربي: قال المكلف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي اليوم الثلاثاء 1 سبتمر 2020 ان التونسي الذي كان يحلم ويأمل من ثورته الكثير وجد نفسه بعد مرور 10 سنوات يطالب بالحد الادنى من متطلبات العيش الكريم من طريق وماء صالح للشرب ومعلم في مدرسة وطبيب في مستشفى.
واضاف المشيشي في كلمته خلال الجلسة العامة المخصصة لمنح الثقة لحكومته اليوم “الحلم بتونس جديدة يعيش فيها المواطن آمنا مطمئنا وآملا في ان يكون يومه افضل من سابقه وغده افضل من يومه ظل مجرد حلم” متابعا “هذا الحلم انقلب وهما وخيبة امل ويأسا لدى الكثير من ابنائنا دفع ببعضهم الى المجازفة بركوب قوارب الموت هربا من ظروف معيشية صعبة ومطاردة لأمل لا يرونه ممكنا في وطنهم” مشددا على ان هذا التشخيص لواقعنا اليوم “لا يرمي الى تحميل المسؤولية لاي طرف بقدر ما هو بحث في أسبابه وسعي الى معالجتها”.
وابرز ان النتيحة اليوم واضحة وجلية وان الارقام والمؤشرات التي تعكسها لا تبعث على الاطمئنان لافتا الى تفاقم الدين العمومي والى ان بلادنا اصبحت تقترض في حدود 15 مليار دينار سنويا مؤكدا انها مطالبة بتسديد 7.5 مليارات دينار سنة 2020 وان مجمل قيمة التداين سيكون مع موفى العام في حدود 80 مليار دينار متسائلا عما سنورث أبناءنا والاجيال القادمة .
واعتبر انه من غير المعقول ان تكون قيمة خدمة الدين العمومي المتوقعة لسنة 2020 في حدود 14 مليار دينار اي ضعف نفقات التنمية مبرزا ان ذلك يعني ان الدولة تفقد امكانية لعب دورها التنموي.
واشار المشيشي الى تراجع الاقبال على المواد الاستهلاكية بنسبة 21.5 بالمائة والمواد الغذائية بنسبة 7.5 بالمائة مع تراجع كبير للادخار مؤكدا ان المواطن وصل الى درجة مراجعة سلوكه الاستهلاكي حتى في المواد التي تعتبر ضرورية مع استنزاف مدخراته حتى يستطيع مجابهة متطلبات الحياة معتبرا ذلك امرا خطيرا نظرا لانعكاساته الاجتماعية والاقتصادية والامنية.
ولفت الى ان نسبة الاستثمار لا تتجاوز هذا العام 13 بالمائة والى انها كانت قبل سنة 2010 في حدود 24 بالمائة معتبرا انه لا يمكن بهذه النسبة تحقيق تنمية ولا تشغيل وانه يتعين العمل على الترفيع فيها مؤكدا ان محاولات الدولة مراجعة منظومة الاستثمار طيلة السنوات الماضية لم تحقق النتائج المرجوة مشددا على ضرورة استرجاع ثقة المستثمرين.
واكد المشيشي ان نسبة البطالة في تونس تجاوزت 15 بالمائة وان الرقم المفزع يتعلق ببطالة اصحاب الشهائد العليا والتي قال انها تمثل ضعف المعدل العام مبديا استغرابه من بلوغ نسبة بطالة الاناث 22 بالمائة .