الشارع المغاربي – منى الحرزي : في خطوة مفاجئة وصادمة للكثيرين الذين ردّوا الفعل بطرق لا تخلو من الاستهجان خاصة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية في عهد الترويكا هشام المدب عن وصفة لتصنيع المتفجرات.
وقال المدب أثناء حضوره في برنامج “تونس اليوم ” على قناة الحوار التونسي “هناك تكنولوجيا جديدة جعلت الارهابيين يستغنون عن المتفجرات العسكرية التي يصعب الحصول عليها” مضيفا أن هذه التركيبة “بسيطة جدا” على حدّ تعبيره وأنه “يمكن الحصول عليها عبر تجميع مواد معينة..”.
وإدعى المدب أن العمليات الارهابية ستتواصل في البلاد مثل بقيّة دول العالم قائلا ” سنظل نرى عمليات إرهابية من حين لآخر.. رغم المجهودات المتصاعدة للقوات المسلحة”.
وتابع ” اهلنا يجب أن يتعودوا على هذه العمليات وما عادش يتقلّقوا ولا نهوّلوها في وسائل الاعلام.. وناخذوها ببساطة .الرسالة التي أرادوا ايصالها من هذا التفجير هو ارهاب المواطنين”.
ووصف بعض المتابعين للشأن العام من محامين وناشطين بالمجتمع المدني تصريحات المدب بـ”الخطيرة للغاية” مُدرجينها تحت خانة “دعم وإسناد الإرهابيين” عبر التقليل من شأن العمليات الإرهابية وتصويرها على أنها “حدث عادي على التونسيين التعامل معه بكل بساطة”. والاستغراب الذي أبداه البعض لا يشمل فقط مضمون التصريحات التي وصفوها بـ”المستهجنة” وإنما أيضا لأن هذه التصريحات صدرت عن إطار أمني كان ناطقا رسميا بإسم وزارة الداخلية في فترة استفحل فيها الإرهاب بتونس عندما كانت الترويكا بقيادة حركة النهضة تحكم البلاد والتي شهدت اغتيالين سياسيين كبيرين غيّرا ملامح المشهد السياسي.
وكان هشام المدب قد أثار شكوكا لدى أعضاء اللجنة المكلفة بالتحقيق في تسفير الشباب إلى بؤر التوتر عندما أحاط المعطيات التي قدمها حول الإرهابيين العائدين بـ”الغموض والشك” على حد تعبير مقررة اللجنة وقتئذ النائبة ليلى الشتاوي خاصة أنه تراجع عن قضايا كان قد رفعها عام 2012 على مسؤولين أمنيين اتهمهم بهرسلته ومحاولة إسكاته في علاقة بملف الإرهاب.