الشارع المغاربي: سجّل الميزان التجاري الغذائي نهاية شهر جويلية عجزا بقيمة 496,1 مليون دينار مقابل عجز بقيمة 1203,3 ملايين دينار في نفس الفترة من السنة المنقضية وذلك وفق مذكّرة نشرها اليوم الجمعة 18 اوت المرصد الوطني للفلاحة.
وأبرزت بيانات المرصد بلوغ نسبة تغطية الواردات بالصادرات 89,1 بالمائة مقابل 74,4 بالمائة خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2022. وسجّلت قيمة الصادرات الغذائية ارتفاعا بنسبة 15,6 بالمائة، مقابل تراجع الواردات بنسبة 3,5 بالمائة. ويعزى هذا التراجع في العجز بشكل أساسي الى تراجع واردات الحبوب (- 14,9 بالمائة) والزيوت النباتية (-21,5 بالمائة) مقابل تسجيل ارتفاع في نسق واردات السكر (+ 139,4 بالمائة) والحليب ومشتقاته (+ 69,8 بالمائة).
ويرجع بذلك انخفاض عجز الميزان التجاري الغذائي الى حد بعيد الى تراجع واردات الحبوب والزيوت النباتية.
في جانب اخر، سجلت صادرات زيت الزيتون خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2023 ارتفاعا وبلغت قيمتها 2095,3 مليون دينار مقابل 1453,2 مليون دينار خلال نفس الفترة من سنة 2022 محققة بذلك حصة في الصادرات الغذائية بلغت 51,9 بالمائة مقابل 41,6 بالمائة في السنة الفارطة.
وبشكل عام تكشف المعطيات الإحصائية للمرصد الوطني للفلاحة، تراجع قيمة الواردات الغذائية لتبلغ 4533,7 مليون دينار أي ما يمثل 9,8 بالمائة من جملة الواردات وقد بلغت قيمة واردات الحبوب 2458,7 مليون دينار مسجلة تراجعا بنسبة 14,9 بالمائة مقارنة بموفى شهر جويلية 2022 .
ومثلت حصة واردات الحبوب 54,2 بالمائة من جملة الواردات الغذائية المسجلة إلى غاية شهر جويلية الماضي مقابل 61,5 بالمائة في نفس الفترة من السنة المنقضية. وخصت هذه الشراءات بالأساس القموح والتي بلغت قيمتهما 1413,7 مليون دينار، كما سجل معدل أسعار توريد القمح الصلب انخفاضا بنسبة 22,9 بالمائة فيما انخفض متوسط أسعار توريد القمح اللين بـ 18,3 بالمائة.
يذكر ان تونس تعاني منذ سنوات من موجة جفاف كبرى اثرت على الانتاج الفلاحي لا سيما في ما يخص الحبوب ومنتجات حيوية أخرى حيث أكد مؤخرا شكري الرزقي عضو الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالفلاحة السقوية والخضروات وجود نقص في صابة الحبوب للموسم الحالي مقارنة بالسنوات الفارطة مبينا انه أمام تواضع الصابة ستضطرّ البلاد إلى توريد احتياجاتها من الحبوب بنسبة 100 بالمائة.
وأوضح الرزقي أن تونس مرّت بظرف مناخي صعب أثرّ على الزراعات الكبرى وكل القطاعات الفلاحيّة، مشيرا إلى أنّ المحصول من صابة الحبوب من القمح الصلب متواضع جدا وإلى ان الانتاج لم يتجاوز 5 ملايين قنطار وإلى أن التجميع يناهز 2.8 مليون قنطار مشيرا إلى أن ضعف الانتاج والأمطار التي تهاطلت في شهري ماي وجوان وتسببت في إنبات السنابل، خلقا نوعا من التخوف في صفوف الفلاحين حول جودة الحبوب وعدم توفرها في الموسم القادم. وبيّن أن وزارة الفلاحة استعدت لمجابهة هذه الوضعية بتوفير حوالي 200 ألف قنطار من بذور القمح الصلب وأن الفلاحين قاموا باختبارات للتأكّد من الجودة وأنه تم تجاوز هذا العائق.