واكد التقرير ان أزمة كورونا عمقت الأزمة وانها دفعت بالقطاع في دوّامة جديدة خصوصا بالنسبة للمستثمرين في قطاع الفنادق مشيرا الى ان الحكومة من جانبها “تشجع كل مبادرات وأشكال جديدة للسياحة على غرار دور الضيافة التي انتشرت هذا الصيف في العديد من مناطق البلاد ولا سيما في الريف”.
ونقلت الوكالة عن وزير السياحة الحبيب عمّار قوله “حققنا نجاحات في قطاعات أخرى مثل السياحة الاستشفائية. نجاح محدود وكذلك بملاعب الغولف. لكن هذا غير كاف بالمرة” مضيفا “يجب استغلال الحملات الدعائية الجيدة لخلق مواطن الشغل، ليس فقط في المناطق الساحلية بل أيضا في المناطق الداخلية”.
وقدم التقرير شهادة أحد المستثمرين في “دور الضيافة” تقع في منطقة طبرقة التابعة لولاية جندوبة ، شهادة تكشف ان المشاريع في قطاع السياحة كما في كل القطاعات الاقتصادية في تونس، تخضع للكثير من التراخيص وان ذلك يعني التأخير في الانجاز ويفتح الباب أمام الفساد.
واكد المستثمر محمد الناصر العياري في تصريحه للوكالة ان “مسار الاستثمار في قطاع السياحة كله حواجز” مضيفا “لم يكن أحد يؤمن بهذا الصنف من الخدمات. الادارة لا تعمل أو لا تريد العمل”.
وذكر التقرير أنه بعد سنة من إطلاق مشروعه في منطقة طبرقة الساحلية والجبلية والحدودية مع الجزائر، يبحث العياري عن توسيع مشروعه واضافة أسرّة لاستقبال سياح اضافيين يحبذون هذا المنازل ويقول “نعمل طيلة السنة تقريبا” وشدد التقرير على انه غير بعيد عن مكان مشروع العياري، ينتظر مستثمر آخر منذ عشرة أعوام إطلاق مشروعه إثر تعطيلات ادارية متواصلة.
وابرز التقرير ان تونس تمكنت من حسن ادارة الجائحة في موجتها الأولى ومع قرار إعادة فتح الحدود نهاية شهر جوان في محاولة لإنقاذ ما أمكن من الموسم السياحي، عادت البلاد لتسجل أرقاما قياسية في عدد المصابين بالفيروس مبينة ان السياح الأوروبيين دخلوا تونس هذا الصيف عبر وكالات أسفار ولم يتم إلزام الوافدين بحجر صحي لإسبوعين، ولكن لم تتمكن الفنادق من الوصول الى نسب حجز كما كانت عليه الحال خلال صيف 2019.
وقال ان الرحلات المستأجرة الأولى الى تونس وصلت تونس نهاية شهر جويلية الفائت. وأن العديد من السياح الأوروبيين لم يتمكنوا من مغادرة بلدانهم يسبب القيود التي بقيت مفروضة على السفر.
ووصف التقرير الوضع في علاقة بقطاع السياحة بالكارثي ذاكرا انه حتى يوم 20 سبتمبر الجاري ، زار تونس 330 ألف سائح أوروبي فقط بينما غاب سياح الجزائر وروسيا وهما أكبر سوقين بالنسبة لتونس بسبب الوضع الوبائي في البلدين لافتا الى ان أزمة الوباء زادت من إضعاف هذا القطاع الذي يضم عدداً كبيراً من المجمعات السياحية على شواطئ البلاد.
وابرز رئيس الجامعة التونسية للفنادق خالد فخفاخ في تصريح للوكالة “الوضع سيئ للغاية لكي لا نقول كارثي” مضيفا “60 في المئة من الفنادق لم تفتح أبوابها هذا العام وهناك مخاوف من ألا تفتح” بسبب الجائحة.
وذكر التقرير ان عدد الليالي الفدقية انهار بنسبة 80 في المئة وانه لم تتجاوز 4,6 ملايين ليلة منذ مطلع عام 2020 مبرزا ان المداخيل السياحية تدهورت تبعا لذلك وتراجعت بنسبة 60 في المئة وبحوالي 491,4 ملايين اورو حتى 20 سبتمبر مبينا انه حتى ذلك التاريخ زار تونس 1,7 مليون سائح وسُجل تراجع بنسبة 75 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019 بالرغم من أن بداية الموسم كانت واعدة مطلع العام الحالي.
وشددت الوكالة في ختام تقريرها ، ان انهيار قطاع السياحة يتطلبتنويع وتطوير الخدمات السياحية في البلاد.