الشارع المغاربي: تواصل اجتماع مجلس شورى حركة النهضة المنعقد مساء يوم امس بشكل طارىء طيلة سبع ساعات، وخلال الساعات الطويلة من المداخلات كان موقف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لافتا ، بل وحاول منع المرور لتصويت كان سيفضي بشكل شبه مؤكد الى عدم منح الثقة لحكومة إلياس الفخفاخ المنتظرة بما كان سيفتح الباب امام سيناريو حل البرلمان وتنظيم انتخابات مبكرة.
موقف الغنوشي اثار تحفظات مقربين منه اعتبروا انه كان مرنًا مع تيار المعارضة صلب الحركة ولم يدافع بشكل واضح عن المقترحين لحقائب وزارية ومحسوبين عليه، على غرار الثنائي لطفي زيتون وأنور معروف، الذي تعرض ، لما يشبه الإهانة السياسية باقتراحهما لوزارتين بلا حقائب تقريبا ودون ان يكون لهما تأثير واضح في العمل الحكومي.
وتقول مصادر من النهضة ان النقاش العام كان يتجه نحو رفض منح الثقة وانّ شقا واسعا من أعضاء مجلس الشورى كان يرفض مساندة دون مشاركة وانّ الدعوات تعددت من اكثر من طرف للدفع نحو إسقاط الحكومة بالنظر الى خروج الفخفاخ بشكل تام عن نص التكليف وتعامله بشكل “غير لائق ” مع النهضة واقتراحه تركيبة تعكس اعتزامه تحويل القصبة الى منصة لتحقيق مشروع سياسي بشكل لا يبعد عما قام به يوسف الشاهد .
ووفق المعطيات المتوفرة فإن الغنوشي دعا الى التصويت لفائدة الحكومة في كل الأحوال وتجنب المرور الى إسقاطها وانه دعا الى مواصلة التفاوض حتى يتحول خيار مجلس الشورى المعلن عنه بعد إسقاط حكومة الجملي والقاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية بحزام سياسي واسع الى خيار استراتيجي بين مختلف اجهزة الدولة، وأساسًا بين الرئاسات الثلاث .
وكشفت المصادر ان المجلس دخل في نقاشات حول مدى تحمل البلاد اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا تنظيم انتخابات مبكرة ، وان الامر انتهى بفتح المفاوضات وتقديم التحفظات على الفخفاخ مع ترك الشورى في حالة انعقاد دائم تحسبا لأية تطورات قادمة .
وتقترح النهضة الإبقاء على وزير الداخلية الحالي هشام الفوراتي وتعزيز مكانتها في الحكومة بثلاث حقائب على الأقل ، يكون لها ثقل استراتيجي وترفض تقسيم وزارة الجماعات المحلية الى وزارتين البيئة والحكم المحلي وتتمسك أيضا بوزارات لمرشحيها بحقائب وليس على مستوى مستشارين بالقصبة مع تحفظ على عدد المستقلين المقترحين وفتح الباب امام نقاشات حول تشريك قلب تونس .
ويؤكد عدد من أعضاء الشورى انه تم التطرق الى شكل تشريك قلب تونس ” في اأية مرحلة من مراحل الحكم” في إشارة الى تعهد بـ” دمجه في الحكم في تحوير وزاري قادم قد لا يتجاوز اجراؤه ستة اشهر من تاريخ حصول الحكومة على الثقة من البرلمان “.
وتختلف الروايات حول موقف الغنوشي في اجتماع مجلس الشورى يوم امس ، بين من يشدد على ان مردّ انقاذه الفخفاخ من تصويت بعدم منح الثقة لحكومته تخوف جدي من مغامرة حل البرلمان ، وبين من يرى ان موقعه الحالي كرئيس للمجلس جعله يدخل في حسابات مصلحية شخصية خاصة ان الانتخابات ان تمت قد تتزامن مع مؤتمر النهضة المزمع تنظيمه في ماي القادم .
الى ذلك تقول المصادر إنّ التقرير الذي قدمه الغنوشي حول لقائه بقيس سعيد تضمن تفاعلًا إيجابيًا معه، ووفق المعطيات المتوفرة قد يكون الغنوشي شدد على أهمية خلق هامش ثقة مع رئيس الجمهورية وطمأنته بانّ الحركة لا تعتزم هدم مسار محسوب عليه أو إسقاط حكومة شارك في مشاوراتها بشكل من الأشكال .
ومن المنتظر ان يلتقي الغنوشي اليوم المكلف بتشكيل الحكومة الذي يعتزم تقديم تركيبتها اليوم لقيس سعيد .