الشارع المغاربي – قسم المتابعات والتحاليل الإخباريّة : وصفت رئاسة الجمهوريّة الوزير الأسبق الراحل محمد الصيّاح في نعيها له بعد وفاته، اليوم الخميس 15 مارس 2018، بأنّه كان “مناضلا ممّن عاهدوا فأوفَوا، وصادقُوا فثبتوا”، مُدرجة نبذة عن مسيرته السياسيّة الطويلة زمن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.
وقالت رئاسة الجمهوريّة في نعيها للسياسي البورقيبي الراحل: “عُرف عن الفقيد وطنيَته الصادقة، إِذْ كان مناضلا لا تلينُ لهُ إرادة في سبيل ما كان يعتبره ضمانةً لمناعة تونس وعزّتها، وظلّ طيلة حياته من أوفى الأوفياء للزعيم الحبيب بورقيبة وكان مُؤرّخه الشخصي”.
والجدير بالملاحظة أنّ هذا “التأبين” المميّز للسياسي الراحل لا يعكس واقع تعامل رئاسة الجمهوريّة معه خلال السنوات الأخيرة، ولا أدلّ على ذلك من أنّ رئيس الجمهوريّة الباجي قايد السبسي لم يستقبل رسميًا الفقيد محمّد الصياح بقصر الرئاسة بقرطاج في مناسبات سابقة، رغم أنّهما عملا معًا لسنوات طويلة تحت إمرة الزعيم بورقيبة.
ومن ثمّة يُمكننا استعارة بيت شعرٍ للأديب والقصّاص التونسي الراحل علي الدوعاجي، لتجسيد هذه المفارقة الإنسانيّة المتكرّرة، يقول: “عاش يتمنّى في عنبة * مات جابولو عنقود”. وهذا على الرغم من أنّ الصياح عاش حياته السياسيّة طولا وعرضا زمن بورقيبة وكان له أثره الكبير في محيط الرئيس الأسبق، كما أنّ هناك مؤاخذات عديدة تطرحها المعارضة السياسية التونسية بشأن دوره في قمعها.
يُذكر أنّ الصياح، كان قد خضع للإقامة الجبرية ببيته بمنطقة المنزه الرابع بالعاصمة زمن حكم بن علي. وفي سنة 2012 أصدر كتابًا بعنوان “محمد الصياح: الفاعل والشاهد”. وهو عبارة عن حوار مطوّل أجراه معه المولدي الأحمر، يتحدّث فيه عن دولة الاستقلال وعن دوره السياسي خلال فترة حكم الزعيم بورقيبة…
رحم الله الفقيد ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.