الشارع المغاربي: اكد راضي المؤدب الخبير الاقتصادي والمالي اليوم السبت 4 جوان 2022 انه قبل المشاركة في اللجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية بعد تلقي دعوة من رئيسها العميد ابراهيم بودربالة وبعد ان سبق له تقديم تصراته كتابيا للعميد الصادق بلعيد رئيس الهيئة الاستشارية الوطنية من اجل جمهورية جديدة لافتا الى ان تغيبه عن اجتماع اليوم بسبب التزامات سابقة بالخارج.
وكتب المؤدب في تدونية نشرها على صفحته بموقع فايسبوك “أصبح الجدل اليوم في تونس القاعدة… كل شيء موضوع جدل… الجدل يهيمن في غياب نقاش موضوعي وعقلاني. ..كأغلب التونسيين كنت مستاء جدا من أداء الطبقة السياسية بحكوماتها ومجلس نوابها وحتى معارضتها كأن لا أحد كان يبحث عن المصلحة العليا للبلاد. كانت الأطراف تحدد مواقفها استنادا إلى قناعات ايديولوجية ان لم تكن خدمة لمصالح فئوية أو جهوية او شخصية….في خضم هذا الزخم جاء 25 جويلية بقراءة جريئة للدستور ساندتها رغم تحفظي عن مدى دستوريتها… كان أملي كالعديد من التونسيين أن يزيح عنا هذا المسار الجديد كابوس الاسلام السياسي ومتاهات الفوضى والاستهتار ورداءة الأداء والتغافل عن المطالب الحقيقية للشعب وهي أساسًا اقتصادية واجتماعية. ..طالت المدة الاستثنائية وأفضت الى عدد من المراسيم والقرارات والتعليقات جعلتنى كمساند أولي للمسار الجديد في حيرة من أمري إذ أتى عدد منها في تضارب مع قناعاتي للفصل بين السلط وعلوية القانون والتعايش السليم ووجوب التشاور والحوار. “
واضاف “لم يمنعني هذا التساؤل الدائم من تقديم الرأي بكل حرية واستقلالية ونزاهة كلّما سؤلت من طرف العديد من أصحاب القرار. ..آخرها جاء عن طريق العميد الصّادق بلعيد حيث طلب مني تقديم تصوري للقيم والمبادئ الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أرى أن يستند إليها الدستور الجديد والمؤسسات الدستورية التي يجب اعتمادها حتى تفضي الى منوال تنموي جديد كفيل بإضفاء المزيد من الادماج والتضامن والعدالة الاجتماعية والتميز. عبرت عن قناعاتي كتابيا تم اثرها استدعائي من قبل العميد ابراهيم بودربالة للمشاركة في أعمال اللجنة الاستشارية الوطنية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. قبولي المشاركة في أعمال اللجنة الاستشارية ناتج عن قناعتي بوجوب الوقوف لتونس في هذا الظرف الحرج للتعريف بالمسار الكفيل بالخروج من متاهات الادارة العبثية للشأن العام والتأثير على خيارات الفترة القادمة من ديمقراطية وإدماج وتضامن وتألق وانصهار ناجح في منظومة دولية نشارك في وضعها ولا نخضع فقط لاكراهاتها.”
وتابع “كان من السهل أن أعتذر عن المشاركة تفاديا لكل نقد لكنني على عادتي لم أختر الطريق الأسهل بل اخترت طريق المسؤولية والمراهنة على التغيير الايجابي للأوضاع. كنت اتمنى طبعا أن تدار أشغال هذه اللجنة بمساهمة كل الاطراف الفاعلة ولا سيما الاتحاد العام التونسي للشغل وان تكون مقررة ولا استشارية فقط. مشاركتي تبقى شريطة التفاعل الحقيقي والاخذ بعين الاعتبار بالرأي والرأي المخالف ومقارعة الافكار والحجج.
وختم المؤدب تدوينته “تغيبي اليوم عن الاجتماع الأول للجنة راجع لتواجدي خارج أرض الوطن لالتزامات سابقة لم يمكن لي اعادة جدولتها.”