الشارع المغاربي: اعتبر رضا الشكندالي استاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية اليوم الاثنين 21 اوت 2023 ان اصل ازمة الخبز التي تعيشها تونس منذ مدة يعود الى الازمة المالية مذكرا بان ذلك ما جعل الحكومة السابقة غير قادرة على تعبئة الموارد الخارجية اللازمة لتامين التزود بالمواد الاساسية.

وقال الشكندالي في مداخلة على اذاعة “الديوان اف ام” تعليقا على ازمة الخبز” لما نحلل ونبحث عن جذور الازمة نجد انها مالية وانطلقت لما عجزت الحكومة السابقة عن تحويل الاتفاق التقني مع صندوق النقد الدولي الى اتفاق حقيقي ووجدت صعوبة كبيرة في تعبئة الموارد الخارجية واصبحت لها صعوبة على مستوى التزود بالمواد الاساسية بدات بالمحروقات والقهوة والسكر وتوسعت لتشمل المواد الحياتية مثل الحبوب وفي اعتقادي ان الحكومة التي لم تكن قادرة على تامين التزود لجأت الى طرق اخرى وما يسمى الخبز الواحد لكل التونسيين وبالتالي ليس من حق المخابز غير المصنفة التزود بالفارينة ومن شأن هذا التقليص من الطلب حتى نورّد اقل وعلى قدر اموالنا “.

واضاف ” اعتقد انه يجب ان نواجه الاوضاع وهي الازمة المالية التي جعلت الحكومة السابقة غير قادرة على تعبئة الموارد الخارجية اللازمة لتامين التزود بالمواد الاساسية ولكن هذا لا ينفي وجود مشاكل هيكلية بمعنى ان الوضع الحالي في تونس بحكم الجفاف والذي مس الفلاحة بصورة كبيرة جدا جعلنا غير قادرين حتى على تامين 5 او 10 بالمائة من احتياجاتنا من القمح اللين. هذا من ناحية وبحكم انه ليس لنا اموال لا يمكننا التوريد بمعنى انه لا يمكننا لا دعم الفلاحة و لا التوريد وهذا يخلق نوعا من الندرة وعادة في الاقتصاد لما تكون هناك ندرة يظهر الاحتكار والمضاربة …وهذا ما اطلق عليه رئيس الجمهورية استعمالات بغير وجه حق للمواد المدعمة .. الموضوع الاصلي هو الازمة المالية التي خلقت نوعا من الندرة والندرة خلقت نوعا من الفساد وبالتالي لنا خياران اما التسريع في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والظروف متوفرة حاليا اكثر من اي وقت مضى للمضي في هذه المفاوضات خاصة بعد امضاء اتفاق مع الاتحاد الاوروبي. صحيح ان هذا الاتفاق لم يحدد المبلغ لكن يبدو ان هناك استعدادا من الاتحاد الاوروبي وجاء ايضا قرض السعودية والذي من شانه ان يفتح المجال لدول خليجية اخرى والشرط الثاني لصندوق النقد الدولي هو انخراط المنظمات الاجتماعية في برنامج الاصلاحات واعتقد ان صندوق النقد الدولي في ظل انخفاض صوت الاتحاد العام التونسي للشغل لم يعد متسمكا بهذا الشرط وبالتالي يبقى المشكل الوحيد هو مشكل الدعم واصلاح منظومة الدعم لان هناك وجهين وجهة نظر رئيس الجمهورية الذي يقول انه لا يمكن رفع الدعم وفي الحقيقة هو محق في ذلك لاننا بلغنا نسبة تضخم كبيرة ومن شأن رفع الدعم ان يزيد من ذلك ورؤية الحكومة السابقة حول الدعم وتوجيهه لمستحقيه…”

وتابع ” المشكل انه لم يكن للحكومة السابقة وضوح في الرؤية لانه كان من المفروض على الاقل عندما لم تستطع الدفاع عن رؤيتها في اصلاح منظومة الدعم تبنّي رؤية رئيس الجمهورية وتوضيحها والمضي فيها علما ان رفع الدعم في الوقت الحالي لا يساعد حتى الاتحاد الاوروبي لان من شأن ذلك ان يرفع من حالة الاحتقان الاجتماعي ويساهم في الترفيع من اعداد المهاجرين ..ونصيحتي لرئيس الحكومة الجديد احمد الحشاني الذي لم نسمعه وبالتالي لا نعرف وجهة نظره انه لا بد ان يعمل على توحيد الخطاب الاقتصادي بينه وبين رئيس الجمهورية …”.