الشارع المغاربي:اعتبر رمضان بن عمر الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية اليوم الاربعاء 5 جويلية 2023 ان للدولة مسؤولية وصفها بالكبيرة في ما يحصل بصفاقس مستندا في ذلك الى بطء التدخل لتطويق الازمة محذرا في نفس الوقت من خطاب الكراهية الذي قال انه تفشى على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في بعض المساحات الاعلامية محذرا من توجه تونس نحو احياء ما اسماه بمخطط بئر الفطناسية الذي شدد على انه اقتراح اوروبي لتجميع المهاجرين في محتشدات على الحدود الليبية.
وقال بن عمر في حوار على اذاعة “الديوان اف ام” تعليقا على ما يحصل بجهة صفاقس من مواجهات بين مهاجرين افارقة من دول جنوب الصحراء وبعض سكان الجهة ” نحن في الحقيقة كنا نتوقع ما يحصل باعتبار انه لم تكن هناك متابعة او معالجة يومية لهذه الوضعية خاصة على المستوى السياسي لانها ازمة انسانية تتطلب ادارة سياسية … والادارة الامنية وحدها ستكون عاجزة عن ايجاد حلول نهائية….اكدنا منذ مدة ان الازمة مرتبطة باسباب خارجية وليست داخلية ومرتبطة بطرق الهجرة نحو الاتحاد الاوروبي والتي تتغير من مكان الى اخر ولو تغيرت طريقة الهجرة فانه ربما لن نجد احدا من المهاجرين في صفاقس …وللدولة مسؤولية كبيرة في ما يحصل بالجهة لان هناك بطأ في التدخل وفي تطويق الازمة فالدولة هي الوحيدة التي تتدخل لانفاذ القانون …في كنف احترام الحقوق والحريات …”
واضاف “الخطير هو خطاب الكراهية الذي تطور على شبكات التواصل الاجتماعي وحتى في بعض المساحات الاعلامية وهناك انفلاتات وعملية تصوير المهاجرين على انهم خطر تهديد صحي وامني وغيره ذلك فمن شأن هذا تعبئة الناس …. ويجب ان نكون مسؤولين في خطاباتنا ..وكان من مسؤولية اجهزة الدولة التدخل خاصة على المستوى الجهوي وان توضح وتتولى تهدئة الناس وما حصل اننا فسحنا المجال لوسائل التواصل الاجتماعي ولحالة انفلات كبيرة وتمرير معطيات مغلوطة وهو ما ساهم في مزيد الاحتقان وتعبئة الوضع”..
وتابع “معالجة الازمة الحالية بالطريقة الامنية ستكون حلا ظرفيا وللاسف اليوم محنة اخرى بعد محنة فيفري ( في اشارة الى الازمة التي اندلعت مع المجموعة الافريقية اثر تصريحات رئيس الجمهورية عن المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء وصفها الاتحاد الافريقي بالصادمة) واليوم لا يجب ان يكون العقاب جماعيا لان الخطأ فردي …اليوم بنفس الطريقة… نطالب ان تتحمل الدولة المسؤولية السياسية وتتولي هي ادارة الازمة حتى لا نرى صورا تسيء الى تونس ونحن بطبيعتنا في ازمة وايضا لا ينبغي معالجة الازمة بنقل المهاجرين الى الحدود الليبية وتجميعهم في محتشدات وكأننا عدنا الى مخطط “بئر الفطناسية” وهو مخطط تحدثنا عنه منذ سنوات وهو بدعم اوروبي من اجل تركيز مخيم يسمونه انسانيا عندما تحصل تدفقات من ليبيا واليوم وكأن تونس تتجه نحو تركيز مثل هذا المخيم لكن بطريقة اخرى وهذا بالنسبة لنا يمثل خطرا …ونحن لا نريد من دولتنا التورط في مثل هذا واليوم يتعين عاجلا تعيين واليا على صفاقس تكون له الخبرة ويتولى تشكيل لجنة وادارة الازمة .. “
يشار الى ان جهة صفاقس تشهد منذ مدة حالة احتقان كبرى نتيجة توافد اعداد كبيرة من المهاجرين من دول جنوب الصحراء واستقرارهم بالجهة وتطورت الاوضاع في اليومين الاخيرين وتحولت الى مواجهات بين افارقة وبعض السكان خاصة بعد مقتل شاب بمعتمدية ساقية الداير على يد 3 افارقة.