الشارع المغاربي: اعتبر عز الدين سعيدان الخبير الاقتصادي اليوم الجمعة 14 افريل 2023 ان هناك تعنتا كبيرا من قبل صندوق النقد الدولي في علاقته بتونس مؤكدا وجود فارق كبير في تعامله معها الان مقارنة مع السنوات القليلة الماضية لما كانت حركة النهضة في الحكم متهما الصندوق بتوريط تونس في العشرية الاخيرة.
وقال سعيدان في حوار على اذاعة “الجوهرة اف ام “:” اليوم تحل الذكرى 65 لانضمام تونس الى صندوق النقد الدولي والعلاقة كانت دائما ممتازة جدا الا في السنوات الاخيرة وصلنا الى مأزق كامل والسؤال المهم لماذا وصلنا الى ما وصلنا اليه ؟ اظن ان هناك سببين رئيسيين: السبب الاول ربما ان الفريق المفاوض ورط رئيس الجمهورية في اصلاحات هو بالاساس غير قابل بها حتى يتوصل الى ذلك الاتفاق المبدئي في 15 اكتوبر 2022… ربما ذهب اكثر مما هو مقبول من رئيس الجمهورية وفي هذا اشكال كبير .. يجب ان نعترف بان برنامج الاصلاحات برنامج صعب ولا بد من الاعتراف بذلك ولذلك نقول ربما ذهب الفريق المفاوض اكثر مما هو ممكن او مسموح له من قبل رئيس الجمهورية ولذلك وصلنا الى المازق اليوم … ولهذا هناك خطاب من الحكومة التي تفاوضت وخطاب مناقض تماما من رئيس الجمهورية ..”
واضاف “السبب الثاني هو صندوق النقد الدولي نفسه: اعتقد انه ورط تونس في السنوات الاخيرة ولما ارى تصرفات النقد الدولي لما كانت النهضة في السلطة وتصرفاته الان نلاحظ ان هناك فرقا كبيرا …هناك تسهيلات كبيرة جدا اعطاها صندوق النقد الدولي الى تونس في السنوات العشر بعد الثورة والان اصبح موقفه متصلبا وغير قابل للتراجع ويرفض تماما التراجع عن اي شيء وماذا يقول ؟ يقول ان الاصلاحات تونسية وهذا صحيح وبالتالي لا وجود لاملاءات وهذا صحيح …ولكن امام هذا المأزق ماذا تفعل انت كمؤسسة مالية دولية عريقة لها دور مهم في الاقتصاد العالمي وفي اقتصادات الدول الضعيفة ولماذا لا تغير موقفك؟ ولماذا لا تسهّل قليلا برنامج الاصلاحات ولماذا لا تغتنم فرصة تواجد محافظ البنك المركزي ووزير الاقتصاد في واشنطن الان؟ والسؤال ماذا فعلوا في واشنطن؟ ازعور يقول ان تونس لم تطالب باعادة ضبط او برمجة الملف او اعادة النقاش حوله …هذا صحيح ولا وجود لرد رسمي …يبدو اننا ذهبنا لتسجيل الحضور والعبرة بالمشاركة ومن لا يقدر على تحقيق نتائج يقول العبرة بالمشاركة…”
وتابع ” الان هناك تعنت كبير جدا من صندوق النقد الدولي وهنا اتساءل هل لم يكن صندوق النقد الدولي يعلم بتورط تونس في التداين المشط على مدى العشر سنوات ….والان وصلنا الى 117 الف مليار من تداين الدولة وحدها دون اعتبار تداين المؤسسات العمومية الضامنة فيها الدولة ولما نحسب فسوف نجد اننا تجاوزنا بكثير مائة بالمائة الناتج الداخلي الاجمالي وقد سبق لي ان قلت انه بالامكان بناء تونس جديدة بهذا الحجم من القروض ….هناك تعنت كبير لان صندوق النقد الدولي كان على علم لما كانت الدولة تقترض بشكل مشط من البنوك التونسية ولذلك نزل تصنيفها وايضا كان على علم لما كانت المؤسسات العمومية تقترض ايضا بشكل مشط من البنوك التونسية وهو ما ورط البنوك في توزاناتها الاساسية… كل هذا كان يعرفه فاين كان حينها ؟ ولما وصلنا اليوم الى الورطة” لماذا لا يُسهّل ويراجع برنامج الاصلاحات؟ فلفائدة من وصلنا الى هذا المازق …”
