الشارع المغاربي: توقع الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان اليوم الاثنين 26 افريل 2021 ان يعود الوفد الحكومي الذي سيتوجه الى واشنطن يوم 3 ماي المقبل برئاسة هشام المشيشي للدخول في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بخفي حنين مستغربا من كل هذا التأخير في الدخول في مفاوضات مع الصندوق رغم اليقين بان تونس لن تتمكن من تسديد ديونها دون ذلك مشيرا الى ان وزير المالية كان يقول منذ اسابيع قليلة بان تونس ربما لن تحتاج صندوق النقد الدولي.
واكد سعيدان خلال مداخلة له على اذاعة “شمس اف ام” ان تونس اصبحت تستجدي الان العديد من الاطراف حتى يقبل صندوق النقد الدولي التفاوض مع تونس مشيرا الى اللقاءات التي عقدها رئيس الحكومة هشام المشيشي مؤخرا مع كل من سفير الولايات المتخحدة الامريكية وسفير الاتحاد الاوروبي وسفير فرنسا.
وكشف ان المشيشي كان قد وجه رسالة الى المديرة العامة لصندوق النقد الدولي يوم 19 افريل الجاري مرجحا ان يكون ذلك قد تم دون علم بقية السلطات مؤكدا ان اجابة المديرة العامة على الرسالة بتاريخ 23 افريل الجاري كانت واضحة وانه يستشف منها انه “ما يمشيشش في بالكم باش تروحو باتفاق”.
وابرز ان المديرة العامة لم تقل بصريحة العبارة ان تونس لم تحترم التزاماتها السابقة وباناه تذكر انه تم سنة 2019 الغاء جزء بقيمة 3 مليار دينار من ضمن البرنامج الاطاري لسنة 2016 معتبرا ان هناك مشكل مصداقية وصفه بالكبير جدا مرجحا ان يكون ذلك السبب الذي جعل رئيس الحكومة يتولى بنفسه امضاء الرسالة الموجهة الى صندوق النقد الدولي بدلا من وزير المالية او محافظ البنك المركزي او حتى مستشار.
واضاف ان اجابة المديرة العامة تضمنت ان رسالة الحكومة التونسية وصلت وان الصندوق يرغب في تلقي برنامج الحكومة التونسية حتى تتم دراسته.
ولفت سعيدان الى ان ذلك يعني ان الحكومة لم تعد برنامجا الى غاية يوم 24 افريل الجاري مستغربا من هذا التقاعس والتاخير متسائلا عن سبب توجه هذ الوفد الى واشنطن.
واكد ان رسالة المديرة العامة تشير بين سطورها الى الخطاب السياسي الحالي والى تشتت الخطاب الرسمي وان كان يسمح لها بان تتفاوض في اطار برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي .
واشار سعيدان الى ان مديرة الصندوق اقترحت تقديم مساعدة فنية ومن حيث التكوين الى تونس مستغربا مثل هذا الاقتراح مستدركا بان تونس اصبحت فعلا في حاجة لمثل هذه المساعدة الفنية في 10 سنوات الاخيرة
وانتقد سعيدان كل هذا التاخير في مباشرة مفاوضات مع صندوق النقد الدولي مؤكدا انه لا خيار لتونس غير ذلك مذكرا بان اتمام برنامج مع صندوق النقد الدولي يتطلب بين 3 و4 اشهر على الاقل لتخط كل مراحله وبانه يتعين على تونس تسديد ما قيمته 16.3 مليار دينار مستحقات قروض في سنة 2021.
واعتبر ان توجه الوفد يوم 3 ماي القادم الى واشنطن لا معنى له لان رد المؤسسة المالية سيكون الرفض لان تونس لم تقم بالاصلاحات اللازمة معربا عن مرارته بالقول ” يا خيبة المسعى تونس اهينت وتعرضت الذل.