الشارع المغاربي: توقع الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان اليوم الثلاثاء 7 افريل 2020 ان تكون نسبة النمو بعد الخروج من ازمة تفشي وباء كورونا وتداعياتها سلبية جدا مؤكدا انه كلما طالت هذه الازمة اكثر كلما كان الانكماش الاقتصادي اكبر والخسائر اكثر.
وقال سعيدان في مداخلة له على اذاعة “اكسبراس اف ام”: “اقتصادنا يدور حاليا بنسبة 50 بالمائة تقريبا ولا نحقق اسبوعيا إلا 2 بالمائة تقريبا من الناتج الداخلي الاجمالي وبالتالي فإن كل اسبوع من الحجر الصحي يقدر بخسارة واحد في المائة من الناتج المحلي الاجمالي وذلك يعني ان 5 اسابيع من الحجر تساوي 5 بالمائة من الناتج الداخلي الاجمالي” .
واضاف ان هذ الخسائر لا تأخذ بعين الاعتبار الصعوبات التي ستواجه المؤسسات في انطلاقتها بعد الازمة وانه ربما تستفيق تونس على معضلة اخرى مرتبطة بهذه الظروف هي ارتفاع نسبة البطالة الى 20 بالمائة او اكثر بعدما كانت في حدود 15 بالمائة قبل الازمة.
وشدد سعيدان في تقييمه للاجراءات التي اتخذها الحكومة لمجابهة هذه الازمة على ضرورة اتخاذ اجراءات استباقية ووضع استراتيجية واضحة لانقاذ كل المؤسسات لافتا الى ان الحكومة طلبت من البنوك مساعدة المؤسسات المصنفة صفر واحد والتي قال انه ليس لها صعوبات ولا تاخير في الدفوعات مبرزا انه لن تتم مساعدة المؤسسات المصنفة 2 و3و4 والتي قال انها تعاني اصلا من صعوبات .
واعتبر ان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة غير كافية مذكرا بانه خلافا لبعض البلدان الاخرى حلت الازمة بتونس والاوضاع الاقتصادية صعبة جدا وان الاوضاع بالتالي تعكرت اكثر وانه لا بد ان تلجا الحكومة الى حلول ربما ما كنت لتلجا اليها في الظروف العادية مشيرا بالخصوص الى اصدار رقاع الخزينة للتمويل.
وانتقد سعيدان بعض الاجراءات الاخرى واصفا اياها بـ”المرتجلة” على غرار تاخير استخلاص قروض الموظفين متسائلا عن الفائدة من ذلك وايضا التخفيض من نسبة الفائدة من قبل البنك المركزي بنسبة 1 بالمائة مؤكدا ان هذا الاجراء لن يعطي مفعوله الا في شهر ماي مقترحا ان يتم التخفيض في نسبة الفائدة بـ5 بالمائة لاستباق الازمة.
واكد المتحدث ان الحل لحلحلة الازمة يتمثل في ان تقوم الدولة باصدار رقاع خزينة مباشرة مع البنك المركزي وان تسحب منه كل الاموال اللازمة مقدرا المبلغ المطلوب لمجابهة الازمة بنحو 10 مليارات دينار مشيرا الى ان المبلغ الذي اعلن عنه رئيس الحكومة والمقدر بـ2500 مليار قد يصلح لبداية الازمة لكنه غير كاف.