الشارع المغاربي – الترفيع‭ ‬بنقطة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المديرية‭ ‬يزيد‭ ‬في‭ ‬أرباح‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬بـ‭ ‬160‭ ‬مليون‭ ‬دينار/بقلم: عز الدين سعيدان

الترفيع‭ ‬بنقطة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المديرية‭ ‬يزيد‭ ‬في‭ ‬أرباح‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬بـ‭ ‬160‭ ‬مليون‭ ‬دينار/بقلم: عز الدين سعيدان

قسم الأخبار

8 يونيو، 2023

الشارع المغاربي: سمعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصحفيين‭ ‬والأساتذة‭ ‬الجامعيين‭ ‬يعبرون‭ ‬عن‭ ‬ارتياح‭ ‬شديد‭ ‬للأرباح‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬سنة‭ .‬2022

القوائم‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الفارط‭ “‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭” ‬الى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬ورئيسة‭ ‬الحكومة‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬حقق‭ ‬أرباحا‭ ‬بـ‭ ‬715‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬وأن‭ ‬نصف‭ ‬هذه‭ ‬الأرباح‭ ‬ذهب‭ ‬لتغطية‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭.‬

هل‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬تبعث‭ ‬فعلا‭ ‬على‭ ‬الارتياح‭ ‬أو‭ ‬على‭ “‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭”‬؟‭ ‬لكم‭ ‬بعض‭ ‬التساؤلات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ :‬

‭ ‬–1‭ ‬ان‭ ‬كان‭ ‬تحقيق‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬الأرباح‭ ‬شيئا‭ ‬جيدا‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬نستزيد‭ ‬منه؟

زيادة‭ ‬بنقطة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المديرية‭ ‬التي‭ ‬يحددها‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬سياسته‭ ‬النقدية‭ ‬تزيد‭ ‬في‭ ‬مرابيح‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬بـ‭ ‬160‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ . ‬كما‭ ‬تزيد‭ ‬في‭ ‬مرابيح‭ ‬البنوك‭ ‬بحوالي‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭. ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الوضع‭ ‬كذلك‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬نزيد‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المديرية‭ ‬بنقطتين‭ ‬أو‭ ‬بـ‭ ‬5‭ ‬نقاط‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬بـ‭ ‬10‭ ‬نقاط‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.‬

‭ ‬–2‭ ‬هل‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬والذي‭ ‬رأس‭ ‬ماله‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬مطالب‭ ‬بأن‭ ‬يحقق‭ ‬أرباحا‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى‭ ‬أم‭ ‬هل‭ ‬أنه‭ ‬مطالب‭ ‬فعلا‭ ‬بتقديم‭ ‬سياسة‭ ‬نقدية‭ ‬مجدية‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني؟

‭ ‬–3 ‬هل‭ ‬احتسبنا‭ ‬تأثيرات‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬الأرباح‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬وهل‭ ‬قيمنا‭ ‬تأثير‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬ووضع‭ ‬المؤسسة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التونسية‭ ‬وعلى‭ ‬وضع‭ ‬المواطن‭ ‬التونسي؟

‭ ‬–4‭ ‬أليست‭ ‬أرباح‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬شكلا‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الضرائب‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬التونسي‭ ‬وعلى‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬الاقتصادية؟‭  ‬

‭ ‬–5‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬المصدر‭ ‬الأساسي‭ ‬لأرباح‭ ‬البنك‭ ‬المركزي؟‭ ‬بيان‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬يجيب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭. ‬أهم‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬يخص‭ ‬إعادة‭ ‬تمويل‭ (‬أو‭ ‬إقراض‭) ‬البنوك‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬أقرضت‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭. ‬مداخيل‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬تمويل‭ ‬البنوك‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬808‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2022‭.‬

‭ ‬–6‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬يأتي‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬بالموارد‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬يقرضها‭ ‬للبنوك؟‭ ‬طبعا‭ ‬المصدر‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬planche à billets‭ ‬أو‭ ‬طبع‭ ‬الأوراق‭ ‬النقدية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نعني‭ ‬بهذا‭ ‬الطبع‭ ‬المادي‭. ‬أي‭ ‬تمويل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬لعجز‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬مباشرا‭ (‬ديسمبر‭ ‬2020‭) ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬البنوك‭ ‬فهو‭ ‬planche à billets‭ . ‬أي‭ ‬ضخ‭ ‬سيولة‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭ ‬نشاط‭ ‬اقتصادي‭ ‬نتيجته‭ ‬الحتمية‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬تضخم‭ ‬مالي‭ ‬وهبوط‭ ‬في‭ ‬القيمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للدينار‭ ‬التونسي‭.‬

‭ -7  ‬هل‭ ‬رأيتم‭ ‬بنكا‭ ‬مركزيا‭ ‬واحدا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يفتخر‭ ‬بتحقيق‭ ‬أرباح‭ ‬ويقدم‭ ‬قوائمه‭ ‬المالية‭ “‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭”‬؟‭ ‬هل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬ماذا‭ ‬ومن‭ ‬؟

والآن‭ ‬إلى‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭ : ‬هل‭ ‬تعلم‭ ‬تونس‭ ‬فعلا‭ ‬ماذا‭ ‬تريد‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أنه‭ ‬مثلما‭ ‬قيل‭ “‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬رياح‭ ‬مواتية‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يدري‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬يتوجه؟‭”.‬

الكل‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمالي‭ ‬بتونس‭ ‬حرج‭ ‬وخطير‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭. ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬نريد‭ ‬فعلا‭ ‬اصلاح‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمالي؟‭ ‬منذ‭ ‬أفريل‭ ‬2021‭ ‬تقدمت‭ ‬تونس‭ ‬لصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬بطلب‭ ‬قرض‭ ‬جديد‭ ‬وكان‭ ‬الطلب‭ ‬مرفوقا‭ ‬ببرنامج‭ ‬إصلاحات‭ ‬تونسي‭. ‬ثم‭ ‬أكدت‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬نسخة‭ ‬جديدة‭ ‬لبرنامج‭ ‬إصلاحات‭ ‬اعتبره‭ ‬المسؤولون‭ ‬الثلاثة‭ ‬أي‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬ووزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬برنامج‭ ‬إصلاحات‭ ‬تونسي‭ ‬بحتا‭ ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬أجنبي‭ ‬وبالخصوص‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬في‭ ‬تحديده‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬ليست‭ ‬هناك‭ ‬أية‭ ‬املاءات‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭. ‬والآن‭ ‬وبعد‭ ‬التوصل‭ ‬الى‭ ‬اتفاق‭ ‬مبدئي‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬نفس‭ ‬برنامج‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬السلط‭ ‬التونسية‭ ‬أصبحنا‭ ‬نرفض‭ “‬املاءات‭” ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭. ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬يؤكد‭ ‬رسميا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يفرض‭ ‬أية‭ ‬إملاءات‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتلق‭ ‬من‭ ‬السلط‭ ‬التونسية‭ ‬أي‭ ‬طلب‭ ‬لتعديل‭ ‬برنامج‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬السلط‭ ‬التونسية‭ ‬نفسها‭.‬

هل‭ ‬تعرف‭ ‬تونس‭ ‬فعلا‭ ‬ماذا‭ ‬تريد؟

يبدو‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تريد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬دون‭ ‬القيام‭ ‬بالإصلاحات‭ ‬التي‭ ‬تعهدت‭ ‬بها‭ ‬السلط‭ ‬التونسية‭ ‬نفسها‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإصلاحات‭ ‬ضرورية‭ ‬ولا‭ ‬مفر‭ ‬منها‭ ‬وأنها‭ ‬تأخرت‭ ‬كثيرا‭ ‬ممّا‭ ‬جعل‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬يهتم‭ ‬بشأننا‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمالي‭ ‬أكثر‭ ‬منّا‭ ‬ويتساءل‭ ‬ماذا‭ ‬تنتظر‭ ‬السلط‭ ‬التونسية‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬إصلاحات‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومالية‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬انقاذ‭ ‬اقتصادها‭. ‬ولماذا‭ ‬تربط‭ ‬السلط‭ ‬التونسية‭ ‬هذه‭ ‬الإصلاحات‭ ‬بالمحادثات‭ ‬التقنية‭ ‬أو‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي؟

ماذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نتيجة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موارد‭ ‬مالية‭ ‬خارجية‭ ‬دون‭ ‬القيام‭ ‬بالإصلاحات؟

ان‭ ‬كانت‭ ‬السلط‭ ‬التونسية‭ ‬تسعى‭ ‬فعلا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬أو‭ ‬قروض‭ ‬أجنبية‭ ‬دون‭ ‬القيام‭ ‬بالإصلاحات‭ ‬فيا‭ ‬خيبة‭ ‬المسعى‭. ‬وإن‭ ‬حصل‭ ‬ذلك‭ ‬فسيؤدي‭ ‬حتما‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬اثقال‭ ‬كاهل‭ ‬تونس‭ ‬بديون‭ ‬إضافية‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬لها‭ ‬وسيزيد‭ ‬في‭ ‬تعقيد‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمالي‭ ‬والدفع‭ ‬بتونس‭ ‬نحو‭ ‬التعثر‭ ‬في‭ ‬تسديد‭ ‬مستحقات‭ ‬الدين‭ ‬الخارجي‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬إعادة‭ ‬جدولة‭ ‬الدين‭ ‬مرورا‭ ‬بصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬جدولة‭ ‬الدين‭ ‬الخارجي‭ ‬والمرور‭ ‬أمام‭ ‬نادي‭ ‬باريس‭ ‬الذي‭ ‬يخص‭ ‬إعادة‭ ‬جدولة‭ ‬كامل‭ ‬الدين‭ ‬الخارجي‭ ‬وليس‭ ‬الدين‭ ‬الخارجي‭ ‬الثنائي‭ ‬فقط‭ ‬مثلما‭ ‬يدّعي‭ ‬البعض‭.‬

اذا‭ ‬رفضت‭ ‬تونس‭ ‬الإصلاحات‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي‭ ‬والجهات‭ ‬المانحة‭ ‬الأخرى‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬؟‭ ‬هل‭ ‬تعرف‭ ‬تونس‭ ‬ماذا‭ ‬تريد‭ ‬فعلا؟

ألم‭ ‬يصرح‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬ووزيرة‭ ‬المالية‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬لتونس‭ ‬عن‭ ‬قرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬وأن‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬مخطط‭ ‬بديل‭ (‬plan B‭) ‬؟

ألم‭ ‬تُبنَ‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬فرضية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬أجل‭ ‬أقصاه‭ ‬31‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ . ‬ميزانية‭ ‬2022‭ ‬لم‭ ‬تغلق‭ ‬الى‭ ‬حدّ‭ ‬الآن‭.‬

ألم‭ ‬تُبنَ‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬لسنة‭ ‬2023‭ ‬على‭ ‬فرضية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬أيضا‭ ‬ولكننا‭ ‬نرفض‭ ‬الآن‭ “‬إملاءات‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭”‬؟

ألم‭ ‬تخفض‭ ‬السلط‭ ‬التونسية‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬صندوق‭ ‬الدعم‭ ‬بـ‭ ‬26‭,‬3‭ ‬٪‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬اصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬الدعم‭ ‬بتوجيهه‭ ‬الى‭ ‬مستحقيه؟‭ ‬

وصلنا‭ ‬الان‭ ‬الى‭ ‬منتصف‭ ‬السنة‭ ‬ولم‭ ‬نصلح‭ ‬شيئا‭ ‬بل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬نحن‭ ‬غيرنا‭ ‬التوجه‭ ‬180‭ ‬درجة‭ ‬وأصبحنا‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬ضريبة‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬الدعم‭. ‬من‭ ‬سيحدد‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬الدعم‭ ‬يا‭ ‬ترى؟

لقد‭ ‬فشلنا‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬في‭ ‬اصلاح‭ ‬الجباية‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬الضغط‭ ‬الجبائي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أعلى‭ ‬ضغط‭ ‬جبائي‭ ‬في‭ ‬افريقيا‭ ‬ومقارنة‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نضيف‭ ‬ضريبة‭ ‬أخرى‭. ‬هل‭ ‬قمنا‭ ‬بدراسة‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬ضريبة‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬محركات‭ ‬النمو‭ ‬وخلق‭ ‬الثروة‭ ‬وخلق‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل؟

هناك‭ ‬حديث‭ ‬متواتر‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬حصول‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬أو‭ ‬قروض‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬مانحة‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬الـ‭”‬بريكس‭” ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬الصين‭.‬

هل‭ ‬سمعنا‭ ‬سفير‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬يقول‭ ‬بمناسبة‭ ‬زيارة‭ ‬وفد‭ ‬رسمي‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الى‭ ‬تونس‭ ‬الأسبوع‭ ‬الفارط‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬لتونس‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي؟

هناك‭ ‬أيضا‭ ‬تخوف‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬الإصلاحات‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬فهل‭ ‬احتسبنا‭ ‬أو‭ ‬قيّمنا‭ ‬تأثير‭ ‬عدم‭ ‬القيام‭ ‬بالإصلاحات‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬تونس؟‭ ‬لما‭ ‬تكون‭ ‬السلط‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬تزويد‭ ‬منتظم‭ ‬للسوق‭ ‬بالمواد‭ ‬الأساسية‭ ‬مثل‭ ‬مشتقات‭ ‬الحبوب‭ ‬والدواء‭ ‬والمحروقات‭ ‬والسكر‭ ‬والقهوة‭ ‬والأرز‭ ‬والزيت‭ ‬النباتي‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬مواد‭ ‬من‭ ‬اختصاص‭ ‬واحتكار‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬أي‭ ‬الدولة‭ ‬فهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننتظر‭ ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬معنا‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬التجارة‭ ‬أو‭ ‬الاستثمارات‭ ‬أو‭ ‬التمويل‭ ‬بصفة‭ ‬طبيعية؟

كيف‭ ‬ستمول‭ ‬تونس‭ ‬ميزانية‭ ‬2023‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬قروض‭ ‬جديدة‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬25‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬منها‭ ‬15‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬الخارج؟‭ ‬كيف‭ ‬ستواجه‭ ‬تونس‭ ‬استحقاقات‭ ‬الدين‭ ‬العمومي‭ ‬لسنة‭ ‬2023‭ ‬والتي‭ ‬حدّدتها‭ ‬ميزانية‭ ‬2023‭ ‬بـ‭ ‬21‭ ‬مليار‭ ‬دينار؟

كم‭ ‬هي‭ ‬عديدة‭ ‬الأسئلة‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬مجيب‭. ‬هل‭ ‬تعرف‭ ‬تونس‭ ‬فعلا‭ ‬ماذا‭ ‬تريد‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬رياح‭ ‬مواتية‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬الى‭ ‬حيث‭ ‬يتوجه؟

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 6 جوان 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING