الشارع المغاربي: وصف رئيس الجمهورية قيس سعيّد اليوم الاربعاء 19 ماي 2021 المناخ السياسي السائد اليوم في تونس بـ”غير المشجع على الاستثمار” وبـ”غير السليم” معتبرا انه “لا يمكن الحديث عن جو سياسي نقي في تونس الا حينما يكون المسؤول مسؤولا والقانون معبرا عن الارادة الشعبية والقضاء عادلا”.
وقال سعيّد في حوار مع الاعلامي توفيق مجيد على قناة فرنسا 24: ” تحدثت سابقا عن الاستثمارات التي تمت في بعض المدن التونسية ولماذا فشلت ولماذا نتحدث ونشجّع على الاستثمار والاستثمار لم يأت؟ “.
وتساءل” هل أننا بالفعل دولة فقيرة ام اننا دولة نهبها من نهبها من الداخل؟ متابعا “نسمع عن المليارات في نشرات الاخبار …مليارات لا تكاد تعد ولا تحصى ومع ذلك نحن في فقر واملاق وفساد ينخر الدولة ..صحيح نحن في حاجة الى أموال ولكننا في حاجة أيضا الى عدالة اجتماعية والى اعلان حرب على الفساد وعلى أسراب الجراد …نحن في حاجة الى مناخ سياسي سليم …المناخ السياسي الان غير سليم”.
وأضاف ” يمكننا رؤية جو سياسي نقي في تونس عندما يكون المسؤول مسؤولا امام المواطن … يتذكرون المواطن التونسي الا عند الاقتراع …يتعاملون معه كورقة من أوراق الاقتراع توضع في الصندوق ثم تُهمل …الشباب المعطل هو الثروة الحقيقية للبلاد وليس عبئا على تونس ولكن لم تترك له المجالات مفتوحة لتوظيف امكاناته ..ما طرحته هو ان يكون المسؤول مسؤولا امام الناخبين وان ننتقل من دولة القانون والنصوص الدستورية التي لا اثر لها في الواقع الى مجتمع القانون …حين يكون القانون معبرا تعبيرا كاملا عن الارادة الشعبية ويكون المسؤول مسؤولا امام من انتخبه حينها يمكن القضاء على الفساد”.
وتابع “تونس تملك كل الثروات ولكن للاسف كلما زادت النصوص زادت اللصوص …كلما ازداد نص إلا وازداد معه لص ومع ذلك يتبجحون بالاصلاح …نسمع عن الاصلاح منذ سنوات ..لماذا لم يتحقق الاصلاح؟ ..لكل مواطن من شمال البلاد الى جنوبها حق في بلاده وفي الكرامة وفي الحرية ولكن للاسف هذه الحقوق في أكثر الاحيان لا تتجاوز النصوص ..لا يمكن ان نضع حدا للفساد المستشري كأسراب الجراد الا اذا كان هناك قضاء عادل ويجب ان تخرج السياسة من قصور العدالة لانه حينما تتسلل السياسة الى اَرائك القضاة لن يكون هناك عدل على الاطلاق”.