الشارع المغاربي: اعلنت رئاسة الجمهورية اليوم الجمعة 15 ديسمبر 2022 ان الرئيس قيس سعيد طالب في كلمة خلال أشغال حلقة النقاش المخصصة لموضوع “إفريقيا المزدهرة القائمة على النمو الشامل والتنمية المستدامة” في اطار مشاركته في قمة قادة الولايات المتحدة الامريكية وافريقيا بإسقاط الديون التي تراكمت منذ عقود وبالعمل على استرداد الأموال المنهوبة باعتبارها “حقا مسلوبا من عديد الشعوب الإفريقية ومن بينها الشعب التونسي”.

ونقلت الرئاسة في بلاغ صادر عنها نشرته على صفحتها بموقع فايسبوك عن سعيد قوله في مستهل كلمته” ان التونسيين والتونسيات ينشدون العدل والحرية داخل الوطن وينشدون هذين القيمتين في العالم كلّه”.

وبين أنه “لا دواء ناجع لمشاكلنا إلا بعد تشخيص صحيح للمرض” واشار في هذا السياق إلى أن “المواثيق التي أُعلنت والاتفاقيات التي أُبرمت والنصوص القانونية التي وُضعت لم تؤدّ إلى الآثار والنتائج التي تنشدها الشعوب باعتبار ان ملايين الأرواح أُزهقت والملايين ماتوا جوعا والملايين يعيشون وكأنهم ليسوا من جنس البشر”متسائلا “هل نحن بالفعل أمم متحدة؟”.

كما نقلت عن سعيد تشديده على” أن الشعب التونسي كشعوب العالم كلّه لا يريد أن يعود إلى الوراء ولا يريد العودة إلى الماضي الذي يتمنى أن يكون قد ولّى وانقضى”.

واضافت انه قال في هذا الإطار “لقد عانى شعبنا كسائر الشعوب الإفريقية، الكثير. وإذا كان العالم اليوم بصدد التشكّل من جديد بعد أن بلغت العولمة مداها فالواجب يقتضي رسم معالم لتاريخ جديد ولطريق جديدة نُعبّدها معا وهذه الطريق لا يمكن أن ترسم من جانب واحد بل يجب أن نرسمها مجتمعين. كما يجب أن نكون فاعلين بناء على مبدأ المساواة بين الدول ولا معنى للمساواة إن لم تكن قائمة على العدل فهو المقدمة الطبيعية والأولى للحرية والأمن”.

وتابع متسائلا “هل نحن في كرة أرضية واحدة أم في كرة تنقسم دائما إلى شطرين؟ شطر أول للأثرياء وشطر ثان يعجّ بالخيرات ولكن يتفاقم فيه الفقر ويقضي فيه الجوع والحروب على آلاف الآلاف من البشر؟”.

واكدت الرئاسة ان سعيد دعا الحاضرين للبحث عن حلول جديدة بمقاربة إنسانية مختلفة حتى يعمّ الأمن الجميع وحتى لا نعود إلى القرون الخالية وإلى الحلول البالية التي قالت انه شبهها بالأدوية التي انتهت مدة صلوحيتها مضيفا “إننا قادرون على تشخيص أسباب معاناة شعوبنا فلنعمل على تحديد الحلول الناجعة وعلى ان يعمّ أثرها الجميع… أما الأدوية التي تقترحها دوائر النقد والمال العالمية فهي ليست بالأدوية بل هي بمثابة الكيّ بالنار أو عود ثقاب بجانب مواد شديدة الانفجار والتصنيفات التي تظهر بين الحين والآخر تقوم على معايير قوامها الأرقام في حين أن الذوات البشرية ليست مجرّد أرقام”.

وختم سعيد كلمته بالقول “ان أحلام الإنسانية واحدة” ودعا إلى أن نعدل معا ساعاتنا لا بناء على خط تنطلق منه حسابات فوارق التوقيت بل بناء على العدل والحرية في الداخل والخارج على السواء”.