الشارع المغاربي – منى الحرزي : قالت أستاذة القانون الدستوري سلسبيل القليبي اليوم الاثنين 7 اكتوبر 2019، ان “المشهد السياسي الجديد المنبثق عن الانتخابات التشريعية كان متوقعا بالعودة الى عدد المترشحين سواء كانوا احزابا او قائمات مستقلة”.
واضافت القليبي في تصريح لـ”الشارع المغاربي” اليوم “الفاعلون السياسيون خاضوا الانتخابات بشكل مشتت رغم علمهم بطبيعة نظام الاقتراع التي تمكن من تمثيل احزاب صغرى او قائمات مستقلة جديدة … أما الجديد فهو وجود فاعلين جدد دخلوا على الخط لم يكونوا متوقعين سواء كانوا احزابا او قائمات ..هذا معطى جديد وغير متوقع في ما عدا ذلك الجميع كان ينتظر هذا المشهد…سندخل في فترة صعية بحكم التشتت السياسي .. “.
واشارت إلى أن السؤال الذي سيطرح الآن هو كيف ستشكل الحكومة ؟ متابعة ” الحكومة طبعا ستكون ائتلافية باعتبار انه لا توجد اية قوة لها 109 مقاعد وفي هذه الحالة السؤال المطروح هو كيف سيتم تشكيل التحالف لأن الفاعيلن التقليدين غير ممثلين في البرلمان ومع دخول فاعلين جدد يصبح الوضع مختلفا ويجعلنا في وضعية يصعب معها التكهن ببين من سيكون التحالف وكيف ستكون تركيبة الحكومة؟… ستكون لنا صعوبة في تشكيل الحكومة والمشاورات قد تستمر لاشهر بعد الاعلان رسميا عن الحزب الفائز بأغلبية المقاعد باعتبار انه سيقترح رئيسا للحكومة هذا إلى جانب ان رئيس الحكومة سيأخذ وقتا للبحث عن حلفاء ونفهم من هذا انه مازال أمام الحكومة الحالية اشهر حتى تتوضح الأمور”.
وبخصوص فرضية حل البرلمان في صورة عدم التمكن من تشكيل أغلبية ، قالت القليبي “هذه الفرضية معقولة ولكن لي قراءة اخرى… اذا كان هناك حد ادنى من العقلانية لا أتصور ان النواب الجدد سيجازفون ويتركوا الامور تتعقد إلى درجة الاضطرار لحل البرلمان… حل البرلمان يعني اعادتهم الى المربع الاول …يمكن للنواب ان يتفقوا على رئيس حكومة وفريق حكومي ويكون اتفاقا اضطراريا وليس على أساس برنامج …واذا كان القبول برئيس حكومة وفريقه ليس مبنيا على برنامج وانما من منطلق التمسك بالبقاء في المجلس فان الامور ستصبح خطيرة وتصبح لنا حكومة بلا برنامج في وقت تحتاج الدولة الى اصلاحات كبرى تأخرت ووصلنا الى اوضاع في بعض القطاعات يصعب ترميمها ..اذا لم تكن الحكومة قوية بان يكون لها سند سياسي قوي وهذا مستبعد فلا يمكن ان يكون لها حزام سياسي وبالتالي الجرأة على التقدم ..هذا يخيفني اكثر من حل البرلمان…ما يخيفني اكثر هو الابقاء على برلمان مفكك ينتج حكومة هجينة ليس لها رؤية واضحة وبرنامج سياسي واضح ولا تفي بالضرورة التي اصبحت مستعجلة بالنسبة للاوضاع الاجتماعية والسياسية ..إذا اضطررنا الى حكومة من هذا النوع سيكون الوضع مقلقا”.