الشارع المغاربي : خلال برنامج ” بتوقيت تونس” على القناة الوطنية الأولى، استضاف الإعلامي مكي هلال الصحفي الرياضي منصف بن سعيد والرئيس السّابق للترجي الرياضي التونسي في سياق احتفال شيخ الأندية بمرور مائة سنة على تأسيسه.
تحدّث الضيفان عن مسيرة الترجي وعن ألقابه ورجاله المؤسّسين وعن تاريخ حافل بالانتصارات والتتويجات الوطنية والإقليمية والقارية، ثمّ تطرّقا معا إلى راهن كرة القدم التونسية ومشاكلها خاصّة منها أزمة الملاعب التي دفعت إلى تنظيم لقاء الدربي الأخير في ملعب مصطفى بن جنّات بالمنستير ليتساءل سليم شيبوب قائلا:”ما الذي كان يمنع الحي الأولمبي أو الوزارة من اقتناء أرضية ملعب جاهزة في أسبوع يتمّ تركيبها”.
اقتراح شيبوب أو تساؤله الاستنكاري، ردّ عليه بلطف ولياقة منصف بن سعيد مشيرا إلى أنّ ذلك غير ممكن، ليفاجأ الحاج بمقاطعة أولى عنيفة من شيبوب قائلا له:”منين تفهم انت في gazon”؟.
لم يبادل المنصف بن سعيد شيبوب تهجّمه غير المبرّر على شخصه شارحا له وللمشاهدين حجّته على الهواء بوضوح وهدوء بالقول “أنا بو الوالدة كان من أكبر الفلاحين وأنا قاري علم gazon “. ليصعقه شيبوب في نهاية “التيك تاك” بين الرجلين ويصعق كلّ من تابع البرنامج بجملة مقرفة أخلاقيا تسيء لقائلها أوّلا وآخرا لمّا أجاب قائلا :”اتلهى بالبطاطا”.
ما هذا التعالي أيّها الرجل حتى تخاطب الحاج منصف بن سعيد الإنسان المسالم والودود بكلّ تلك الصفاقة و”المحقرانية”؟. من أنت في عالم العلم والمعرفة والخبرة التقنية الصرفة حتى تسمح لنفسك فقط بالإفتاء في مجال محسوب على مختصين بعينهم؟ وهل قولك هو الفصل الذي لا ردّ عليه ولا يأتيه باطل أو نقد؟.
لنفترض أوّلا أنّ حجتك الأولى صحيحة، لماذا لم تقم أنت بالذات باقتناء أرضية ملعب جاهزة في أسبوع يتم تركيبها لمّا كنت تصول وتجول وتحكم ب”الشقال والعقال”، ولمّا كانت أرضية ملاعبنا في أسوإ حالاتها، ولك في نهائي الألعاب المتوسطية بين تونس وإيطاليا بملعب رادس “درّة المتوسّط” مثلما كنتم تتبجّحون وتروّجون مثال، عندما لعبنا النهائي أمام العالم على ما يشبه الأرضية الصلبة، وأنت حينها في “العزّ” ترفل.
هذا على مستوى حجّتك الباطلة دون أن أزيدك حججا أخرى عن أرضيات لملاعب أخرى في باجة والمرسى والقيروان وغيرها من المدن التونسية لم تحرّك أنت المسؤول الأوّل عن الرياضة وغيرها لسنوات عديدة من حكم بن علي ساكنا.
أمّا الأهم هنا، فهو نرجسيتك التي لا مبرّر ذاتي وفعلي لها والتي ترجمتها كلماتك المحتقرة للحاج منصف وعدم اتعاظك الواضح من دروس الحياة ممّا جعلك تسمح لنفسك بأن تشنّف آذاننا برديء القول وتعيد إلى مخيالنا الدقائق ثقيلة صورة صاحب السطوة والنفوذ الذي لا يناقش قوله ولا ينقد ولا يردّ عليه إلّا بالسّمع والطاعة…ولّى ذلك الزمن وانتهى أيّها الرجل، عدّل ساعتك أو اخرس !