الشارع المغاربي-وكالات: لا حديث في العالم الا عن فيروس كورونا ، عن تداعياته في مختلف المجالات بعد ان تسبب في عزل الدول وتوقف عجلة الزمن في انتظار  التوصل للقاح او علاج ينهي الوضع الغريب الممتد في كل القارات ، ولم يفرق فيها الفيروس بين دول عظمى كانت ام نامية وفي خضمّ ذلك تعددت الروايات والقصص ، وتعززت نظرية المؤامرة جول الفيروس وانقسم العلماء حول ماهيته ان كان صنع في المحابر ام انه وباء من صنع الطبيعة ،ومما تم تناقله خلال هذه الايام  فيديو لفيلم روسي قديم يسلّط الضوء على حياة الفيلسوف والطبيب الكبير الحسن بن علي بن سينا، يتمحور حول تقديم “الشيخ الرئيس” نصائح للوقاية من الطاعون تتشابه إلى حد كبير مع النصائح المقدمة حاليا والاجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، مما جعل البعض يتحدّثون عن “تنبؤ” ابن سينا بفيروس كورونا منذ 10 قرون.

وفي مقطع الفيلم السوفياتي الذي أُنتج سنة 1956، يقول من يقوم بدور ابن سينا لمرافقه  “توصلت لنتيجة تفيد بأن جميع الأمراض المعدية تنشأ وتنتشر بواسطة مواد صغيرة جدا (فيروسات) وغير مرئية بالعين المجردة. أعدادها هائلة وهي تسبب الحمى والموت الأسود (الطاعون). وتلتصق هذه المواد بكل شيء (يديك ووجهك وشعرك وملابسك)”.

ويواصل ابن سينا الحديث عن الوباء ليقدم طرقا للوقاية منه قائلا  “عدم الخوف من المرض، والابتعاد عن التجمعات لأن الفيروس ينتقل عبر الهواء وإغلاق المساجد والأسواق مؤقتا، ليصلي كل شخص في بيته ، وتعقيم النقود بالخل ،من يعتني منكم بمريض فليعقم أنفه بقطن مبلل بالخل، وليمضغ في فمه أوراق الشيح”.

وتعددت التعاليق على مقطع الفيلم المتداول بشكل واسع ، على غرار البروفيسور حاتم الغزال الذي كتب قائلا  “في هذا المقطع يتحدث ابن سينا عن وباء الموت الأسود. انظروا كيف حدد بكل دقة سبب الوباء و كيفية انتقاله وطرق الحماية باستعمال الخلّ لتعقيم اليدين والثياب وأمره بالحجر الصحي. لم يبقَ سوى تحليل الحمض النووي لم يتحدث عنه!”.

وكان ابن سينا من أول من كتب عن الطبّ في العالم إلى جانب أبقراط وغالينوس، ويعتبر كتابه “القانون في الطب” من أشهر ما كُتب في الطب اذ ظل لسبعة قرون المرجع الرئيسي في علم الطب.

وإلى جانب الطاعون، قام ابن سينا بوصف التهاب السَّحايا الأوَّليِّ وصفاً صحيحاً، فضلا عن مرض اليرقان (التهاب الكبد) وغيره، كما تحدث مطولا عن أثر المعالجة النفسية في الشفاء.