الشارع المغاربي – في مباراة الوزن الثقيل: الشعباني كان "نبيلا" أكثر من اللزوم

في مباراة الوزن الثقيل: الشعباني كان “نبيلا” أكثر من اللزوم

قسم الرياضة

25 مايو، 2019

الشارع المغاربي – قسم الرياضة: عاد الترجي الرياضي التونسي بطل افريقيا إلى قواعده سالما مضفّرا بتعادل ثمين وبوزن الذهب من العاصمة المغربية الرباط بعد تعادله ايجابيا بهدف لمثله مع فريق الوداد البيضاوي في ذهاب نهائي رابطة أبطال افريقيا.

الترجي الرياضي التونسي حامل النسخة الأخيرة من البطولة الافريقية قدّم خلال مباراة الأمس التي احضتنها معلب مولاي عبد الله بالرباط واحدة من أفضل وأقوى مبارياته على الاطلاق في هذا الموسم بدليل كل التعليقات التي رافقت وتلت نهاية المواجهة التونسية المغربية. وقد كان الترجي قادرا على حسم المباراة وانهاء النزال الكروي مبكّرا منذ مباراة الذهاب والعودة بانتصار عريض وبفارق مريح يضمن أسر الأميرة الافريقية نهائيا والى الأبد فقط لو عرف اللاعبون كيف يستغلون ردهات المباراة التي سيطروا فيها بالطول والعرض وكانوا في طريق مفتوحة لتحقيق الانتصار لولا بعض الجزئيات الصغيرة.

فريق باب سويقة كان أفضل من منافسه على كلّ الواجهات فنيّا وتكتيكيا وقد بدا الترجي وكأنّه يلعب داخل معقله في رادس وكل من شاهد المباراة وقف على حقيقة واحدة وهي تباين وتفاوت مستوى وامكانات اللاعبين الأمر الذي جعل جماهير الترجي تمنّي النفس بترفيع الحصيلة في الشوط الثاني والإجهاز كرويا على منافس لم يكن في أفضل حالاته ولم يقو على مجاراة نسق الترجيين خاصة بعد اقصاء قائدهم “النقاش” الذي طرد مع مطلع الشوط الثاني.

النتيجة في ظاهرها تبدو ايجابية جدّا فالتسجيل في مرمى الوداد في المغرب بالذات يعتبر في حدّ ذاته عاملا ايجابيا يلعب لصالح “المكشخين” كما ان التعادل الذي عاد به الترجي الى تونس رفّع في سقف الأمنيات والطموحات لدى العائلة الترجية التي باتت واثقة أكثر من قبل في تتويج فريقها باللقب الافريقي للسنة الثانية على التوالي. ولكن رغم كل المؤشرات الايجابية والعلامات المضيئة التي خرج بها الترجي من موقعة الرباط لم يخف بعض الترجيين لومهم وعتابهم على بعض الأسماء الفاعلة في الترجي بسبب تفويتها في فرصة حقيقية لقتل المباراة والعودة بانتصار الحسم من المغرب بالذات لأنّ الوداد كان تائها وغائبا طوال المباراة  ولم يظهر سوى في مرّات قليلة تحصى على أصابع اليد الواحدة.

عناوين اللوم والعتاب وجّهت كالعادة الى الاطار الفنّي للترجي بقيادة معين الشعباني والذي يحمّله البعض مسؤولية التعادل ومنحه قبلة الحياة للفريق المغربي من خلال تعامله السلبي مع ردهات الشوط الثاني والذي كان فيه الترجي قاب قوسين أو أدنى من حسم الأمور نهائيا لصالحه.

عتاب له ما يبرّره فمدرّب الترجي اكتفى بمشاهدة تفوّق الترجي دون السعي الى تدعيمه وظلّ طوال نصف ساعة من الشوط الثاني أو أكثر وهو يراقب بسلبية كبيرة تراجع الوداديين الى الخلف دون أن يقدم على القيام ببعض التغييرات التي كانت من شأنها أن تزيد في هيجان وتفوّق الترجي خاصة أن بنك فريق الدم والذهب يعجّ بأسماء قادرة على إحداث الفارق ومزيد تضييق الخناق على ممثل كرة القدم المغربية على غرار سعد بقير وحمدو الهوني.

وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر بصمة الشعباني وتحرّكه للقيام بالتعاديلات اللازمة خاصة أن لاعبي الوداد باتوا بالكاد قادرين على التحرّك في أرجاء الملعب واصل الشعباني اعتماد نفس الأسلوب والتكتيك ونفس الأسماء دون مراعاة لجاهزية بعض لاعبيه ودون الأخذ في الاعتبار النقص العددي الذي كان عليه المنافس خاصة أن تطورات المباراة جعلت أنه من غير المعقول أن يواصل الترجي اعتماده على ثلاثة لاعبي ارتكاز في وسط الميدان الذي كان تحت قبضة الثنائي كوم وكوليبالي… مع ذلك لم يتحرّك معين الشعباني إلاّ عندما أدرك فريق الوداد البيضاوي هدف التعادل مستغلا كرة ثابتة كانت ضد مجرى اللعب ليعود في المباراة ويسجّل هدفا غاليا أعاد به ترتيب الأوراق ومنحه جرعة إضافية من الأكسيجين قد تحيي آماله في التتويج في رادس بالذات لأن الوداد بات اليوم أشبه بذلك الفريق الناجي من تحت الأنقاض والذي سيدخل موقعة رادس “داخل في الربح خارج من الخسارة”…

في رياضة الفنّ النبيل وخاصة في تلك المواجهات التي تكون من الوزن الثقيل عندما يترنّح الخصم يكون لزاما على الملاكم القويّ الإسراع في تسديد الضربات تباعا وبلا هوادة حتى يُسقط منافسه ويكون الانتصار محسوما وبالضربة القاضية لأن الخصم المترنّح والمتمايل قد يصبح شرسا وقويّا عندما لا يسقط وعندما تتالى الثواني والدقائق وتمرّ ويستمر النزال الى آخر الجولات وهذا ما حدث بالضبط مع معين الشعباني الذي رفض تسديد الضربة القاضية في شباك الوداد لأنه كان نبيلا أكثر من اللزوم… وفي مثل هذا النوع من المعارك الطاحنة قد تدفع الفاتورة باهضة جدّا لا لشيء سوى لأنّك كنت نبيلا في رأض الوحوش.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING