الشارع المغاربي: شكلت الندوة الاقتصادية الدولية “حول مكانة تونس في الاقتصاد العالمي ” المنعقدة اليوم الاثنين 29 جانفي حدثا استقطب اهم الفاعلين الاقتصاديين بالنظر الى وزن ضيف الندوة كبير مستشاري الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران وبحضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
وخلال الندوة التي وصفها معز الجودي رئيس الجمعية التونسية للحوكمة بـ”دافوس تونس” قدم جاك اتالي تقييمه للوضع الاقتصادي مقترحا الحلول الممكنة .
وأكّد اتالي ، متحدثا أمام مسؤولين تونسيين وأجانب شاركوا في الندوة أنه “على التونسيين إذا رغبوا في تحقيق النجاح، الحديث بايجابية عن بلادهم ولم لا وضع خطة لتطويرها تمتد الى سنة 2030”.
وقال : ”إنه في ظل ظروف غير مستقرة، يصعب فيها ارساء مقوّمات دولة قانون، فان تحديد موقع بلد ما يبقى رهين قدرته على بناء دولة قانون مستقرة والتعرف على المزايا التي تتوفر داخله”.
وبيّن الكاتب الفرنسي، أنّ الاقتصاد الايجابي هو اقتصاد يعمل على ضمان حقوق الأجيال المستقبلية وأنه لا يمكن لاي بلد التقدم إلاّ باستخدام المقومات الإيجابية وذلك من خلال اتخاذ قرارات لفائدة الاجيال القادمة، مشيرا الى ان كل بلد ينجح في استخدام الاشياء التي يمتلكها بشكل ايجابي يرتفع لديه مستوى العيش ويمتلك القدرة على مجابهة الازمات “.
واعتبر أنّ تونس تمتلك عدة مؤهلات منها انفتاحها على البحر وعلى إفريقيا بما يمكنها من الانتماء الى التجمعات الاقتصادية الافريقية على غرار الكوميسا مذكرا ان افريقيا ستشكل سوقا استهلاكية تضم مليارين ونصف نسمة خلال 30 سنة المقبلة.
واوضح ان لتونس امكانية استثمار اللغة الفرنسية مما يجعلها من بين الدول الفرنكوفونية الى جانب امتدادها في العالم العربي الذى يتوفر على قدرات استثمارية هائلة وفق قوله مضيفا انه يمكنها ايضا الاستفادة من علاقاتها الأوروبية.
واعتبر اتالي ان مصير أوروبا مرتبط في بعض جوانبه بما يحدث في أفريقيا وبما يحصل في تونس وأن مساعدة تونس يُعد أمرا عقلانيا وأن دعمها يعد دعما للمجتمع الأوروبي، ملاحظا “التجربة التونسية اذا نحجت ستمثل شعاع أمل لبقية العالم وفشلها سيكون عبارة عن كارثة”.
يشار الى ان الندوة نظمها معهد الدراسات العليا التونسي بالتعاون مع الجمعية التونسية للحوكمة و بمساندة بنك تونس العربي الدولي.
وجاك أتالي رجل الاقتصاد العالمي هو كبير مستشاري الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران. وشغل منصب رئيس البنك الأوروبي للتنمية في تسعينات القرن العشرين، وهو صاحب عدة مؤلفات حول الاقتصاد العالمي وعلاقة الاقتصاد بالتحولات الجغراستراتيجية، بالاضافة إلى أنه محلل لأحداث العالم وتأثيراتها في المجتمعات والدول.
وتندرج هذه الندوة الإقتصادية ،وفق ما جاء في بلاغ اعلامي ، ضمن أنشطة معهد الدراسات العليا التونسي والجمعية التونسية للحوكمة لخلق حوار اقتصادي واجتماعي ملائم في تونس وعلى أعلى مستوى، ويكون حوارا مبنيا ومركزا على التشخيص المنهجي والعلمي لايجاد الحلول المناسبة وذلك بالانفتاح على الخبرات والكفاءات الاجنبية والدولية في عالم الاقتصاد إلى جانب الكفاءات التونسية.
وات بتصرف