الشارع المغاربي – منى الحرزي : اقترن شهر جانفي تاريخيا في تونس بالتقلبات السياسية والإجتماعية والتحركات الاحتجاجيّة بمختلف الجهات والقطاعات بدءا بجانفي 1978 وانتهاء بجانفي 2011  مرورا بأحداث الخبز في جانفي 1984.

سياسيا واجتماعيا ، اصبحت لشهر جانفي رمزية “الاحتجاج” والتغييرات الكبرى وبات يسمى بـ”الشهر الاسود ” ، لاسباب لخصها المؤرخ عبد الجليل التميمي بالقول “مجموعة من الظروف والملابسات حتّمت ان يكون جانفي بهذا الثقل التاريخي لتونس “.

وتابع مدير مركز التميمي للبحث والمعلومات في تصريح لـ” الشارع المغاربي” اليوم الثلاثاء 2 جانفي 2017 “لا يمكن ربط شهر جانفي بأحداث فاصلة إلا بـخميس 26 جانفي 1978 مع الاتحاد العام التونسي للشغل لأن ذلك التاريخ كان يوما اسود وحزينا في تاريخ تونس الحديث”.

واستبعد التميمي أن تنطبق هذه الظاهرة مع ما اسماه بالعهد الجديد عهد الثورة مشيرا إلى أن مجموعة من” الظروف ومن الملابسات جعلت من 14 جانفي حدثا تاريخيا ” مضيفا ان هروب بن علي شكل احد التمظهرات الدقيقة والخطيرة في تاريخ تونس المعاصرة “.

وأضاف ” من سوء الحظ أنه لم ترافق هذا اليوم (14 جانفي) طمأنينة سياسية واقتصادية .. وهروب بن علي تم دون اعلام مسبق ودون تهيئة لمصير البلاد “.

وتابع “لهذه الاحتجاجات رصيد من التشعّبات والخلفيات ومن الاسباب الاجتماعية منها غياب التنمية ..كل هذا مردّه بن علي وسياسة بن علي وسياسة التصحر التي خلقها هذا الرجل على مستوى البلاد إذ أنه غيّب تونس والتونسيين واحتقر أساسيات البلد في الرفاه والتنمية”.

وأكد المتحدث على أنه لا يمكن ربط التحركات الإحتجاجية والتوترات السياسية بشهر جانفي فقط.

وأضاف أن 14 جانفي يمثل الانتكاسة الاجتماعية والاقتصادية التي واكبها نظام بن علي وأن مجموعة من العوامل تظافرت لخلق هذا الانخرام الاقتصادي والاجتماعي مواصلا حديثه بالقول :” وبالتالي ليس كل شهر جانفي هو رؤية مأساوية وشنيعة ..لا ابدا ..صحيح أن شهر جانفي اكتنز في حدّ ذاته كل الارهاصات الاجتماعيّة والاقتصادية والتي عبر عنها الشعب التونسي بشكل تلقائي.. اليوم العديد يتمنون 14 جانفي في بلادهم مثل تونس”.

وأشار إلى أن 14 جانفي اعتق الشعب التونسي من نظام استبدادي مضيفا “اتمنى ان يكون لنا 14 جانفي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي”.

وأكد أن الوضع في البلاد “مزر جدا ” وأنه لا يجب التعتيم على 14 جانفي.