الشارع المغاربي: شبهت مجلة “لوبوان” الفرنسية مذكرة التفاهم الموقعة يوم امس الاحد 16 جويلية 2023 بين الاتحاد الاوروبي وتونس بالاتفاق المبرم بين الاتحاد وتركيا سنة 2016.

وابرزت مجلة ‘‘لوبوان’’ في مقال نشرته اليوم ان مذكرة التفاهم التي وقّعت بين تونس والاتحاد الاوروبي  في قصر قرطاج يوم امس الاحد تهدف لإرساء ‘‘شراكة استراتيجية وشاملة’’ تركز على مكافحة الهجرة غير النظامية ومجالات التنمية الاقتصادية.

وذكّرت المجلة بان الاتحاد الاوروبي كان قد وقع مع تركيا في 18 مارس 2016 في خضم الحرب السورية وتدفق الملايين من اللاجئين عبر الهجرة غير النظامية اتفاقية التزمت بموجبها أنقرة بوقف وصول المهاجرين إلى اليونان وكذلك باستعادة المهاجرين غير النظاميين وكل من تم رفض طلبات لجوئهم مقابل حصولها على 6 مليارات اورو من أوروبا.

واكدت تراجع عدد المهاجرين إلى اليونان عبر تركيا من 200 ألف مهاجر بين ديسمبر عام 2015 ومارس 2016 إلى نحو 3500 مهاجر في نفس الفترة من العام الموالي بعد توقيع الاتفاقية.

واشارت الى انه تم تجديد الاتفاقية سنة 2022 مقابل ثلاثة مليارات اورو والى انه يوجد في تركيا الآن نحو أربعة ملايين لاجئ.

واكدت المجلة الفرنسية انه يمكن للرئيس التركي رجب طيب أردوغان استخدام ‘‘سلاح الهجرة’’ حسب احتياجاته .

وذكرت بان الثلاثي الأوروبي المتمثل في رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته وصلوا إلى تونس يوم امس الأحد للمرة الثانية في غضون شهر في سياق مليء بالعنف ضد مواطنين من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مشيرة الى الاحداث التي جدت بصفاقس في علاقة بالمهاجرين الافارقة مضيفة ان قوات الأمن اقتادت أكثر من ألف منهم إلى منطقة عازلة على الحدود مع ليبيا.

ولاحظت المجلة وفق مقال نشرته “القدس العربي” ترجم للعربية أنه لم يصدر اي رد فعل من الاتحاد الاوروبي ولا من الاتحاد الافريقي رغم ان الصور والشهادات صادمة .

واضافت ان مطاردة المهاجرين هذه حسب بعض المراقبين تهدف إلى إرضاء القادة الأوروبيين معتبرة ان صمتهم في المقابل يعد دليلا على ذلك. واستدركت بان الحجة غير مقبولة باعتبار ان غضّ أوروبا الطرف عن العنف الممارس ضد المهاجرين في تونس لم يمنع نحو 6 آلاف منهم من الوصول إلى إيطاليا بين 3 و 9 جوان الماضي مذكرة بانه أعلى رقم أسبوعي في العام.

وذكرت بان رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني كانت قد اكدت إن الاتفاق مع تونس ‘‘خطوة جديدة مهمة للتعامل مع أزمة الهجرة بطريقة متكاملة’’ وبانها دعت الرئيس التونسي للمشاركة في مؤتمر دولي حول الهجرة تستضيفه روما الأحد المقبل.

واعتبر نظيرها الهولندي روته بدوره أن الاتفاق سيتيح ‘‘التحكم بشكل أفضل في الهجرة غير النظامية’’.

كما ذكرت بان رئيس الجمهورية قيس سعيد كان قد دعا إلى ‘‘اتفاق جماعي بشأن الهجرة غير الإنسانية وعمليات التهجير (القسري) التي تقوم بها شبكات إجرامية’’ قائلاً ‘‘إن التونسيين أعطوا هؤلاء المهاجرين كل ما يمكن تقديمه بكرم غير محدود’’.

واشارت الى ان سعيد كان قد واجه انتقادات شديدة بسبب الطريقة التي تم بها ايقاف مئات المهاجرين في بلاده ثم ‘‘ترحيلهم’’ إلى مناطق على الحدود مع الجزائر وليبيا وفقا لمنظمات غير حكومية.