الشارع المغاربي: اكد المرصد “الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”(حقوقي مستقل مقره جنيف) اليوم السبت 6 جانفي 2024 انه تلقى شهادات جديدة حول عمليات تعذيب ممنهجة ومعاملة قاسية وغير إنسانية يتعرض لها معتقلون فلسطينيون من قطاع غزة داخل معسكرات للجيش الإسرائيلي مطالبا اسرائيل بالكشف الفوري عن مصير المعتقلين المخفيين قسريا.
وأوضح “الأورومتوسطي” في بيان صادر عنه اليوم ان شهادات تلقاها من أشخاص اعتقلهم الجيش الإسرائيلي لعدة أيام وأفرج عنهم تظهر أن الجيش ومحققي “الشاباك” (جهاز الأمن الداخلي للاحتلال) تعاملوا مع المعتقلين كـ “حيوانات غير بشرية” وفق ما أبلغوهم خلال التحقيق معهم وتعذيبهم.
ووفق الشهادات فإن “معظم عمليات التعذيب القاسية تبدأ من لحظة اعتقال الأفراد من داخل منازلهم أو مراكز اللجوء حيث يباشر الجنود بضربهم وإجبارهم على التعري الكامل إلاّ من اللباس الداخلي السفلي قبل إجبارهم على الجلوس في الشارع على ركبهم لساعات وسط شتائم وإهانات حاطة بالكرامة”.
واضاف المرصد نقلا عن”بعض المعتقلين المفرج عنهم تاكيدهم إنهم أُجبروا على شتم أنفسهم وشتم فصائل وشخصيات فلسطينية، قبل أن ينقلوا داخل شاحنات في ظروف مرعبة إلى أماكن احتجاز في العراء وسط ضرب وتنكيل شديدين”.
ونقل عن معتقل أفرج عنه (فضل عدم الكشف عن اسمه) قوله إنه يجري اعتقال أغلب المعتقلين لاحقًا في معسكرات للجيش الإسرائيلي وليس لإدارة السجون الإسرائيلية ومن ثم لا تطبق معهم أي تعليمات خاصة بظروف الاحتجاز القانوني.
واشار الى أنه بمجرد نقلهم يُجبر المعتقلين على البقاء داخل أقفاص حديدية وسط أجواء باردة مضيفا “في كثير من الحالات تعرض معتقلون لعمليات الشبح أو التعليق من الأيدي والأرجل في أوضاع مختلفة وعُذبوا بالصعقات الكهربائية أو الحرق المتعمد بأعقاب السجائر، فضلًا عن الضرب الوحشي في جميع أنحاء الجسد”.
وافاد المرصد “الأورومتوسطي” بان معسكر “سديه تيمان” الذي يديره جيش الاحتلال الإسرائيلي ويقع بين مدينتي بئر السبع وغزة جنوبًا ويُحتجز فيه غالبية المعتقلين من قطاع غزة تحول إلى سجن “غوانتنامو” جديد (إشارة إلى المعتقل الأمريكي الذي في جزيرة بالبحر لمعتقلي تنظيم القاعدة) تمتهن فيه كرامة المعتقلين وتمارس بحقهم أعتى أشكال التعذيب والتنكيل في ظل حرمانهم من الطعام والعلاج.
واكد أنه تلقى شهادات عن مقتل اثنين من المعتقلين داخل معسكر “سديه تيمان” أحدهما مبتور القدم ولم تعلن إسرائيل رسميًّا – حتى وقت نشر البيان – عن وفاتهم.
ولفت الى انه وثق اعتقال مسنين من الرجال والنساء مؤكدا أنه “وثق اعتقال امرأة يزيد عمرها عن 80 عامًا ومسنين آخرين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا”.
ونقل المرصد عن “جهاد زقوت” (75 عامًا) تاكيده إن القوات الإسرائيلية اعتقلته من منزله في مدينة غزة بتاريخ 12 ديسمبر الماضي مشيرا الى ان الجنود ركلوه بأقدامهم وقيدوه بالسلال الحديدية قبل أن يستخدموه كدرع بشري بوضعه في بيت سكني داخل منطقة تشهد عمليات عسكرية لهم”.
وأفاد “زقوت” إنه خلال نقله من المنطقة مع معتقلين آخرين في شاحنة، “استمر الجنود بضربهم طوال الطريق على رؤوسهم بأعقاب البنادق وبأيديهم”.
وأضاف ” حين وصلوا إلى معسكر للجيش كان به مئات المعتقلين جُردوا من ملابسهم وأجبروا على النوم على الأرض دون فراش، فيما كان يُسمح لهم بالذهاب لدورات المياه مرة واحدة كل يومين أو ثلاثة أيام مع حرمانهم من الأدوية وتعريضهم للضرب بين الحين والآخر”.
وطالب المرصد إسرائيل بـ “الكشف الفوري عن مصير المعتقلين المخفيين قسريًا بما في ذلك الإفصاح عن أسمائهم وأماكن تواجدهم وبتحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه سلامتهم والوقف الفوري لعمليات التعذيب وسوء المعاملة”.
كما دعا “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” بتحمل مسؤولياتها “والتحقق من أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وظروف احتجازهم”.
وطالب “الأورومتوسطي” المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة والفريق العامل في حالات الاحتجاز التعسفي بـ “إجراء تحقيق فوري ومحايد في ظروف وفاة المعتقلين جميعهم الذين قضوا في السجون الإسرائيلية منذ بدء إسرائيل حربها على قطاع غزة (قبل نحو 3 أشهر) واتخاذ الخطوات المناسبة لمحاسبة المسؤولين وإنصاف الضحايا”.