الشارع المغاربي: اكد رئيس لجنة الحجر الصحّي بوزارة الصحة محمد الرّابحي اليوم الثلاثاء 7 أفريل 2020 أنّ الوضع الوبائي في تونس دخل مرحلة دقيقة جدّا محذرا مما اسماه بالاستهتار في علاقة باحترام الحجر الصحي العام منبها من تكلفة غالية ستتكبدها البلاد في صورة تواصل عدم احترامه مُعتبرا أنّ الحلّ يكمن في قرار فرض الايواء الوجوبي لكلّ حاملي فيروس “كورونا” المستجد بمناطق تكون تحت إشراف وزارة الصحة.
وقال الرّابحي خلال مداخلته اليوم ببرنامج “الماتينال” على إذاعة “شمس أف أم”: “نلاحظ أنّ هناك العديد من المواطنين لم يلتزموا بالحجر الصحي وهذا يمثل الإشكال ..لاحظنا من خلال التحاليل المخبرية أنّ المُحيط القريب من المريض تنتقل اليهم العدوى بسرعة” .
وتابع “توجّهنا في مرحلة أولى الى الإقناع بالإلتزام بالحجر عن طواعيّة ولكن للأسف نسبة كبيرة من حاملي الفيروس لم يحترموا ذلك ويُغادرون منازلهم بشكل عادي وهذا ما دفعنا الى اتخاذ قرار الإيواء الوجوبي وليس الهدف منه المُعاقبة وإنّما الحماية” .
وأشار الى أنّ المراكز التي تمّ إختيارها ” تحت إشراف طبّي مُكثّف وبأماكن تتوفر فيها كلّ المقوّمات اللازمة” موضّحا أنّ “المصاب الذي تظهر عليه العلامات يتجه مباشرة الى المستشفى ولكن من لا تظهر عليه العلامات لا بدّ أن يكون في مراكز الإيواء المعزولة” قائلا “من جهة للحفاظ على صحّته ومن جهة أخرى لحصر سلسلة العدوى”.
وأكّد الرّابحي أنّ “الدولة اتخذت إجراءات كبرى رغم ظروفنا الصعبة، وكنّا نعوّل على تفهّم المواطن حتى يلتزم بقواعد الحجر ولكن عددا كبيرا لم يلتزموا” مبرزا أنّه “في حالة عدم التزام البعض فإنّ سلسلة العدوى ستتواصل وتحل الطّامة الكبرى ونحن للأسف نمر بالتجارب المرة التي مرت بها الدول العظمى إقتصاديا رغم ظروفنا، مازال البعض غير واع بدقة المرحلة”مشددا “على ضرورة تفهم دقة المرحلة والإلتزام بكل الإجراءات” .
ولفت الرابحي الى محدودية إمكانات الدولة مؤكدا ان التحكم في الحالة الوبائية يمر فقط عبر إحترام النظافة الشخصية والإلتزام بالحجر الصحي، مبرزا أن الحالات الإيجابية والحاملة لفيروس “كورونا” تنقل العدوى وتمثل خطرا على صحة المجتمع وان ايقاف العدوى يتطلب اجبارية إيواء المصابين بمكان مخصص لهم.
وكانت وزارة الصحّة قد أكّدت عشية يوم أمس الاثنين أنه تم تسجيل 22 إصابة جديدة من مجموع 580 تحليلا مخبريا قالت انه تم اجراؤها في 4 مخابر وان 139 منها تمت يالمخبر المرجعي بمستشفى شارل نيكول و349 تحليلا يمخبر معهد باستور تونس و70 تحليلا بمخبر مستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير و22 تحليلا بمخبر مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس، مُبرزة ان العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس أصبح بعد التثبت من المعطيات وتحيينها، 596 حالة مؤكدة من بين 7725 تحليلا.
