الشارع المغاربي- وكالات: نشر نجل الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف والمرشح لرئاسيات 2019، ناصر بوضياف، رسالة خطيّة قال إنه تلقاها من قاتل والده الذي اغتيل في دار الثقافة بعناية يوم 29 جانفي 1992.
وتظهر الرسالة “المثيرة”، المكتوبة بخطّ اليد، اعترافًا صريحًا بارتكاب الضابط السابق في المخابرات الجزائرية لمبارك بومعرافي-القاتل المفترض للرئيس محمد بوضياف- الجريمة وحده دون إيعاز من أية جهة ما.
وكُتبت الرسالة-نسخة مرفقة مع هذا المقال- في 13 جويلية 1992 على الساعة التاسعة صباحًا بطلب من أحد أعضاء اللجنة الوطنية للتحقيق.ومن بين ما كشف بومعرافي إقراره كذلك في رسالته بتفكيره في محاولة إغتيال الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد إذ كتب يقول“ كانت عندي نية القيام بعملية استشهادية ضد أحد رموز النظام الطاغي بعد أحداث أكتوبر 1988 أي قبل “مجيء”-تم شطب هذه الكلمة-عودة أبيكم-“يُخاطب ناصر نجل الرئيس محمد بوضياف-“”إلى أرض الوطن وكنت أرى اغتيال رئيس الجمهورية السابق الطاغية الشاذلي بن جديد “في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء و الولدان الذين يقولون ربنا إخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها وأجعل لنا من لدنك وليا وأجعل لنا من لدنك نصرًا”.
لكن بومعرافي قرر غض النظر عن اغتيال الرئيس الشاذلي بن جديد مثلما جاء في رسالته “و لكن تلاشت هذه الفكرة بعد ظهور التعددية الحزبية وحرية التعبير حتى يوم 11 جانفي 1992 وما تبعه من مصادرة اختيار الشعب والزج بمنتخبي الشعب في المحتشدات الصحراوية التي تفتح لأول مرة في البلاد و وضع الأقلية ذات التوجه الغربي والشيوعي عملاء الإستعمار قديمًا وحديثًا للتحكم في مصير البلاد والعباد وبداية محاربة مبادئ ثورة نوفمبر 1954 من دين و لغة وما تبع ذلك من ردود أفعال أدت إلى سقوط الكثير من الضحايا من قوات الأمن و مدنيين.كل هذه الأحداث أعادت إلى ذهني وبقوة فكرة القيام بعملية استشهادية ضد النظام الطاغي الذي لم يتغير إلا في انسحاب أحد رموزه-في إشارة إلى إستقالة الرئيس الشاذلي بن جديد-“.
وإعترف بومعرافي صراحة بقيامه باغتيال الرئيس محمد بوضياف مثلما قال في رسالته “و كانت لي أول فرصة وهي مهمة للتدعيم الرئاسي في زيارة أبيك مدينة عنابة،وكنت مترددًا كثيرًا في القيام بالعملية لكوني أرى أن أباك ليس من رجال النظام الطاغي وهو رجل ثوري ونظيف غير أنه وبصفته رئيس النظام القديم المتجدد وموافقته على تطبيق كل القرارات السالفة الذكر والمتخذة قبل عودته دفعتني للقيام بالعملية-يقصد عملية الإغتيال-و قدر الله و ما شاء فعل.
ويضيف في نفس الرسالة ” لكني أرى أن الله كتب عليه الموت قبل أن تفسد صورته في أعين الناس خاصة أنه يعمل وسط مافيا النظام السابق وهذا باعترافه رحمه الله.واعلم يا أخي أنني قمت بالعملية لوحدي تفكيرًا وتنفيذًا لكي لا أكون سببا في هلاك أحد….أتحمل مسؤوليتي الكاملة أمام الله”.