الشارع المغاربي-قسم الاخبار : اعتبرت “وكالة الاناضول” التركية ان التطورات الحاصلة في الجزائر باستقالة رئيسها عبد العزيز بوتفليقة ” موجة جديدة من الربيع العربي الذي ذكرت بان الموجة الاولى منه انطلقت منذ نحو 8 سنوان للمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة ، وأضافت الوكالة الى الجزائر ، السودات التي قالت ان حراكها تم وسط تحفظ شديد من النظام وانه انتصر في الجزائر باعتراف السلطة بانتفاضة الجماهير .
وأبرزت الوكالة ، ان آلاف الجزائريين خرجوا في احتفالات بالعاصمة ومدن أخرى، بعد ساعات من إعلان استقالة بوتفليقة بعد حكم استمر 20 عاماً، وعقب أسابيع من الغضب الشعبي.
وذكرت بأن الربيع العربي الذي انطلق من تونس عام 2010، ثم مر بمصر وليبيا واليمن وسوريا، تعرض وفق مراقبين لـ”انتكاسات”، في الدول الأربعة الأخيرة. لافتة الى ان “الربيع “المتعثر” في الدول الأربعة، اجبر الكثير من رموزه وأنصاره على المنفى واللجوء والسجن والمواجهات المسلحة، وسط تراجع اقتصادي ببعضها، ومحاولات لإجراء إصلاحات اقتصادية توصف بأنها “أليمة ولكن ضرورية”، كما هو الحال في مصر.”
وحول الجزائر ، اكدت الوكالة انه “منذ إعلان ترشح الرئيس الجزائري (المستقيل)، عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة في 10 فيفري الماضي، بدأت احتجاجات شعبية ما لبثت أن تحولت في 22 من الشهر ذاته إلى انتفاضة شعبية.وبعد أسابيع من الغضب الشعبي، أعلن بوتفليقة، يوم امس الثلاثاء، إخطاره المجلس الدستوري بتنحيه عن الحكم مباشرة بعد بيان لقيادة الجيش الجزائري تدعوه إلى التنحي الفوري استجابة لرغبة الشعب.
وعادت الوكالة الى البلدان التي عاشت على وقع “ربيع العربي ” ، مبرزة ان تونس “شهدت انطلاق احتجاجات لشعوب عربية ضاقت بالواقع الاقتصادي والسياسي في بلادها، بعدما أقدم الشاب التونسي محمد البوعزيزي، على حرقِ نفسهِ احتجاجًا على الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها. واشتعل آنذاك، فتيل الغضب، وتدحرجت كرته الشعبية بسلمية واضحة، وسط انتباه المنطقة العربية لمجريات جديدة جرت في مياه راكدة بتونس، حتى دوي “بن علي رحل”، في إشارة لمغادرة رئيس البلاد زين العابدين بن علي، العاصمة في 14 جانفي 2011، لينتصر الشعب.ومنذ ذلك الوقت، تشهد تونس سجالا سياسيا لم ينحرف لمواجهات مسلحة، أدى لتبادل السلطة وظهور حركات معارضة ورموز منفية في عهد “بن علي” في قلب السلطة وأتون المعارك السياسية بالبلاد”.
وحول مصر ، كتبت الوكالة ” سرعان ما سرت روح الانتفاضة في نفوس المصريين عام 2011، قبل أيام قليلة من انتصار الثورة في تونس برحيل “بن علي”.فعلى نحو غير مسبوق، كانت شوارع القاهرة ومدن أخرى بالبلاد مسرحاً لغضب شعبي هادر رفعت فيه اللافتة ذاتها “ارحل”، ولكن هذه المرة أمام الرئيس حسني مبارك، الذي مكث في الحكم نحو 30 عاما. وكما اقتلعت رياح “الربيع العربي” رأس النظام في تونس، فعلت أيضا في مصر بقبول مبارك التنحي ومنح السلطة مؤقتا لإدارة انتقالية يترأسها قائد الجيش، محمد حسين طنطاوي، وخرجت الجماهير تحتفل. بحسب مراقبين، تعثرت الثورة المصرية على مدار سنواتها الثمانية وذهبت الكثير من مطالبها أدراج الرياح، في ظل الإطاحة بمحمد مرسي (صيف 2013)، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا للبلاد. فالانقسامات السياسية سادت قوى الثورة التي شاركت فيها “الإخوان” وقوى يسارية وليبرالية. عادت السلطة مجددا صيف 2014 بعيدا عن قوى “ثورة يناير” الذين تفرقوا حاليا بين المنفى والسجن، وسط مطالب شعبية طفت على السطح مجددا تطالب بالعدالة الاجتماعية وهو شعار الثورة التي نجت من الصراعات المسلحة”.
وعن ليبيا واليمن وسوريا ، كتبت ” بعد انتصار “الربيع” في مصر، في فيفري 2011، بتنحي مبارك، هبت نسائمه في كل من ليبيا واليمن خلال الشهر ذاته، وبعدها بـ30 يوما سرت في سوريا، على التوالي. وخرجت شعوب الدول الثلاثة التي كانت تشتكي من “الاستبداد وتتوق للحرية” وهتفت بإسقاط أنظمة بلادها، قبل أن تنزلق هذه الدول في مواجهات شبه عسكرية ضد الثورات الشعبية.خبت الهتافات السلمية تدريجيا وحل محلها صوت البارود، لتدخل ليبيا واليمن وسوريا إلى دائرة مفرغة من المواجهات المسلحة لم تخرج منها حتى يومنا هذا، أجبرت ملايين على خوضها، وملايين أخرى على مغادرة البلاد كلاجئين في أكثر من دولة، وآخرين على مواجهة مصير الفقر والأوبئة والاعتقالات والموت في بلادهم. في اليمن، انتقلت المواجهات من صراع أهلي مسلح إلى حرب متصاعدة منذ مارس 2015، بدعم تحالف عسكري عربي للقوات الحكومية في مواجهة جماعة “الحوثيين” المتهمة بتلقي دعم إيراني، في حرب خلفت أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم، وفقا للأمم المتحدة. ولم يكن الحال أفضل في سوريا، فنظام بشار الأسد، وفق تقارير حقوقية، قتل وشرد الملايين مع تمسكه بالسلطة، وسط محاولات دولية لإيجاد حل سياسي، واستمرار تجميد مقعد سوريا في الجامعة العربية منذ 2011 والذي صدر احتجاجا على المواجهة العنيفة التي مارسها بشار ضد ثورة شعبه. وأيضًا منذ عام 2011، تعاني ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة يتركز حاليا بين حكومة “الوفاق الوطني” المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس (غرب)، وقائد قوات مجلس النواب في الشرق الليبي خليفة حفتر”.
وختمت الوكالة بالسودان واشارت في هذا الصدد الى أنه ” منذ 19 ديسمبر 2018 وهو الشهر ذاته الذي انطلقت به ثورة تونس قبل ثمانية أعوام، تشهد مدن سودانية احتجاجات منددة بالغلاء، ومطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، صاحبتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 32 قتيلا، وفق آخر إحصاء حكومي، فيما قالت منظمة العفو الدولية، في 11 فيفيري الماضي، إن العدد بلغ 51 قتيلا. وتحت ضغط الاحتجاجات التي يعتبرها النظام “محاولة لاستنساخ ربيع عربي”، أعلن البشير في 22 فيفري 2019 حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة عام، وحل حكومة الوفاق الوطني وحكومات الولايات، كما دعا البرلمان إلى تأجيل النظر في التعديلات الدستورية. وفي 13 مارس الماضي، أعلن رئيس الوزراء السوداني، محمد طاهر أيلا، تشكيلة حكومية جديدة ضمت 21 وزيرا، 9 منهم من الحكومة السابقة، ولا تزال الاحتجاجات سارية.في جانفي 2019 انتقد البشير، أثناء زيارته إلى القاهرة محاولات إعلامية تسعى لتضخيم المشاكل في السودان، في مسعى منها لاستنساخ ربيع عربي في السودان، محذرا السودانيين من مآلات دول الربيع العربي”.